٢٨ صفر ١٤٤٦هـ - ١ سبتمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
التكنولوجيا وتقنية المعلومات | الثلاثاء 26 مايو, 2015 8:39 صباحاً |
مشاركة:

صندوق الزمن – بيروت - ماذا لو أمكن لنا اليوم المشي عبر شوارع بيروت سنة 1915

TIMEBOX Beirut صندوق الزمن – بيروت هو مشوار عبر شوارع العاصمة اللبنانية، نصادف أثناء سيرنا خلاله صناديق زمنية صغيرة. يحوي كُلّ صندوق زمن صورةً ستيريوغرافية التُقِطَت في أوائل القرن العشرين، وهي صورة ثلاثية الأبعاد لنفس المكان حيثُ ثُبِّتَ الصندوق. فيختبرُ عندها المارّةُ الشارعَ نفسه كما كان منذ قرن مضى.

الستيريوغراف هو لقطتان لمشهد واحد من منظاري العين اليُمنى والعين اليُسرى، حيثُ تنشأُ عبرَ دمج اللقطتين صورة واحدة ثلاثية الأبعاد يمكن مشاهدتها عبر عدسات الستيريوسكوب. وصندوق الزمن هو ستيريوسكوب عصري مصنوع من زجاج الأكليريك Plexiglas ومُصمَّم خصيصاً ليُركَّب في أعمدة الشارع.

يتركّب صندوق الزمن بحيث يتطابق المشهد الحيّ مع المكان المُلتقَط في الصورة القديمة داخل الصندوق. وهكذا، عندما يقف المشاهد لينظر داخل صندوق الزمن إلى الستيريوغراف، يذوب الماضي والحاضر في انصهار ما بين الصورة والواقع – ولعلّ شرارةً تنطلقُ لتنيرَ ما يكمنُ في المستقبل!

إنّ الصورة ذات الأبعاد الثلاثية تخلق انطباعاً صورياً حياً وملموساً؛ ويضع صندوقُ الزمن هذه الصورة في حيّزها الأصلي، مِمّا يترك فينا أثراً عميقاً لمدى التغيّر الذي طال مساحات بيروت العامّة في القرن الماضي. ماذا لو أمكن لنا اليوم السير عبر شوارع بيروت العشرينيات؟ هذا الدرب الذي نلتقي فيه بعشرة صناديق زمنية، أو بصندوق واحد مصادفةً، يدعونا إلى إعادة النظر في رؤيتنا لمساحات بيروت العامة وكيفية تغيّرها عبر الزمن.

صندوق الزمن هو لعبة في خضمّ المدينة؛ هو مفاجأة سارّة، طريقة ممتعة لإعادة تشكيل علاقتنا بالشارع وبالصورة. ننظر داخل صندوق الزمن، فننغمس في مشاهد من أوائل القرن العشرين. تعزّز شفافيةُ المادّة التي صُنع منها صندوق الزمن واقعيّةَ الصورة والتماهي ما بين الماضي والحاضر؛ إنّه وهم واستفاقة من الوهم في آنٍ معاً.

إنها صورة واحدة لمُشاهد واحد: حميميةٌ فُقِدَت في زمنٍ نتشاركُ فيه صورَنا تلقائياً ومن غير تفكير. يهدف صندوق الزمن إلى دفعنا نحو مراقبة تفاعلية دقيقة، لا إلى أن ننسحِر خاملين؛ ليس هدفُه إغواءَنا، بل هدفُه إسقاط النوستالجيا الجماعية التي تتوق إلى أيام ترامواي بيروت، ليزرعَ مكانَها الإدراك أنّ الأشياء تغيّرت ولا تزال تتغيّر.
مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة