توقعات العملات 2026 : صندوق النقد يتوقع تحولات كبرى للأسواق العربية

نستعرض في توقعات الفوركس 2026 تحولات مهمة في المشهدالاقتصادي العربي، حيث رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو المملكةالعربية السعودية إلى 4% لعامي 2025 و2026. هذه التوقعات تمثلزيادة ملحوظة مقارنة بتوقعاته السابقة في يوليو والتي كانت 3.6% لعام2025، مع تقدير 3.9% لعام 2026.

بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ أن العملات الرقمية ستلعب دوراً محورياً فيتشكيل مستقبل أسواق الفوركس مع هذه التوقعات الاقتصادية المتفائلة. من الجدير بالذكر أن البنك الدولي توقع هذا الشهر نمو الاقتصادالسعودي بنسبة 3.2% في 2025، مع تسارع إلى 4.3% في 2026 و4.4% في 2027. وفي السياق نفسه، رفعت منظمة التعاون الاقتصاديوالتنمية في سبتمبر توقعاتها لنمو المملكة في 2026 إلى 3.9% بدلاً من2.5%.

على المستوى العالمي، يتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد العالميبنسبة 3.2% في 2025 و3.1% في 2026. إذن، كيف ستؤثر هذهالتوقعات على أسواق الفوركس في المنطقة العربية، وما هي الفرصالاستثمارية التي يمكننا الاستفادة منها في ضوء هذه التنبؤاتالاقتصادية؟

صندوق النقد يرفع توقعاته لنمو السعودية

Image Source: Nasser Saidi & Associates

أعلن صندوق النقد الدولي مؤخراً عن رفع توقعاته لنمو الاقتصادالسعودي للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر فقط. حيث يتوقع الصندوق أنيسجل أكبر اقتصاد عربي نمواً بنسبة 4% لعامي 2025 و2026، بزيادةقدرها 0.4 و0.1 نقطة مئوية على التوالي مقارنةً بتقديراته السابقة فييوليو الماضي.

وتشير هذه المراجعة الإيجابية إلى ثقة صندوق النقد في متانة الاقتصادالسعودي، خاصةً مع التوسع المهم في الأنشطة غير النفطيةوالتخفيضات التدريجية في إنتاج النفط ضمن تحالف "أوبك+". علاوةعلى ذلك، رفع الصندوق تقديراته لمتوسط أسعار النفط خلال العامالجاري إلى 68.9 دولار للبرميل مقابل 68.2 دولار في توقعاته السابقة،وإلى 65.8 دولار للبرميل في 2026 مقارنة بـ64.3 دولار قبل ثلاثة أشهر.

بينما توقعات وزارة المالية السعودية أكثر تفاؤلاً، إذ تقدر نمو الاقتصادبنسبة 4.4% هذا العام و4.6% العام المقبل. ويرجع هذا النمو بشكلأساسي إلى:

• النمو القوي في الأنشطة غير النفطية التي من المتوقع أن تسجل نمواًبنحو 5.0% بنهاية 2025

• زيادة النشاط في القطاعات غير النفطية المتوقع نموها بنسبة 3.8%

• تحسن عائدات النفط والنمو المتسارع للقطاع غير النفطي

وتأتي توقعات "موديز" متقاربة مع تقديرات الحكومة السعودية، حيثتقدر نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4% العام الحالي،على أن يتسارع إلى 4.5% في 2026. أظهرت تقديرات الهيئة العامةللإحصاء أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسعودية حقّق بالفعلنمواً بنسبة 3.9% في الربع الثاني من 2025.

كيف تؤثر التوقعات على أسواق الخليج؟

"تظهر الأرقام تفاوتًا واضحًا بين دول الخليج وبقية المنطقة، مؤكدةاستمرار التحديات الاقتصادية بجانب فرص النمو المختلفة" — صندوقالنقد الدولي, المؤسسة المالية الدولية الرائدة

تؤثر توقعات صندوق النقد الدولي المرتفعة على أداء أسواق الخليج بشكلمباشر، فالتوقعات التي رفعت نمو اقتصادات دول مجلس التعاون إلى3.9% في 2025 و4.3% في 2026 أعطت زخماً قوياً للأسواق المالية. ويعتبر هذا الارتفاع قفزة ملحوظة مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانتعند 3%.وتفاوتت توقعات النمو بين دول المجلس، حيث تصدرت الإماراتالمشهد بنمو متوقع يصل إلى 4.8%، بينما من المنتظر أن تسجل قطرنمواً بنسبة 2.9%، والكويت 2.6%، والبحرين وعُمان حوالي 2.9%.

تعكس هذه التوقعات الإيجابية مرونة الاقتصادات الخليجية وقدرتها علىالتكيف مع المتغيرات العالمية. وبالنسبة للقطاع المصرفي، أكد ديفي أروامن شركة Daman Investments أن البنوك الخليجية أثبتت قوتهاالتشغيلية بفضل الإدارة الحكيمة للمخاطر ونمو الإقراض.

فيما يتعلق بالتضخم، توقع الصندوق استقراره عند مستويات منخفضةنسبياً تبلغ 1.7% في 2025، الأمر الذي يعزز استقرار الأسواق الماليةويحفز الاستثمار.

على المدى المتوسط، يتوقع التقرير تقلص فوائض الحساب الجاريتدريجياً من 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024 إلى 4.9% في 2025، وصولاً إلى 3.7% بحلول عام 2030.

ومن الملاحظ أن توقعات النمو للناتج المحلي غير النفطي في دول الخليجتحسنت أيضاً إلى 3.8% في 2025 مقارنة بـ3.4% في تقديرات مايو،مما يعكس نجاح خطط التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط.

ما علاقة التوقعات بالاقتصاد العالمي؟

"فتشير التوقعات إلى تباطؤ النمو العالمي من 3,3% في عام 2024 إلى3,2% في عام 2025 و3,1% في عام 2026" — صندوق النقد الدولي, المؤسسة المالية الدولية الرائدة

ترتبط توقعات صندوق النقد الدولي للأسواق العربية ارتباطًا وثيقًابالاقتصاد العالمي، فالأحداث الاقتصادية مثل إعلانات البنوك المركزيةوقرارات أسعار الفائدة وتقارير الناتج المحلي الإجمالي تؤثر مباشرة علىتقييمات العملات في أسواق الفوركس. وينعكس ذلك على الترابط بينالاقتصادات العالمية، حيث أن الأحداث في منطقة واحدة تُحدث آثارًامتتالية في جميع أنحاء العالم.يتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصادالعالمي بنسبة 3.2% خلال عام 2025 و3.1% في 2026، مما يؤثر علىتوقعات النمو في المنطقة العربية. فعلى الرغم من تعرض المنطقة بصورةأقل نسبيًا لنظام التعريفات الجمركية الأمريكي الجديد، إلا أن توقعاتنمو المنطقة تأثرت بمقدار 0.8% لعامي 2025 و2026 بسبب الآثار غيرالمباشرة لضعف الطلب العالمي على أسعار السلع الأساسية.

ومع ذلك، أظهرت اقتصادات الشرق الأوسط مرونة ملحوظة في مواجهةالتقلبات العالمية، حيث استطاعت الصمود أمام التوترات التجاريةالعالمية. يعود ذلك جزئيًا إلى محدودية العلاقات التجارية المباشرة معالولايات المتحدة وتطوير قطاعات غير نفطية أكثر قوة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المؤشرات الاقتصادية العالمية مثل معدلاتالتضخم والتوظيف وبيانات التصنيع تُعد أدوات أساسية للمتداولين فيسوق الفوركس، حيث تتوقع انخفاض معدل التضخم العالمي من 5.7% في 2024 إلى 4.3% في عام 2025، مما سينعكس إيجابًا علىاستقرار أسواق المنطقة.

الخات

خلاصة القول، تعكس توقعات صندوق النقد الدولي المتفائلة مستقبلاًواعداً للاقتصادات العربية، خاصةً السعودية التي ستقود المشهد بنمومتوقع يصل إلى 4% لعامي 2025 و2026. بالتأكيد، هذه الأرقام لم تأتِمن فراغ بل تستند إلى نجاح خطط التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتمادعلى النفط، حيث أظهرت الأنشطة غير النفطية مؤشرات نمو قوية وصلتإلى 5% بنهاية 2025.

لعل الملاحظة الأكثر أهمية هي التفاوت الواضح بين دول الخليج، فبينماتتصدر الإمارات المشهد بنمو يصل إلى 4.8%، تسجل دول أخرى مثلقطر والكويت والبحرين وعُمان معدلات تتراوح بين 2.6% و2.9%. لذلك،يمكننا القول بأن المنطقة تشهد تحولاً اقتصادياً مهماً نحو اقتصاداتأكثر استقراراً ومرونة.

علاوة على ذلك، تبرز أهمية العلاقة المتبادلة بين الاقتصاد العربيوالعالمي، فرغم تباطؤ النمو العالمي المتوقع إلى 3.1% في 2026،استطاعت اقتصادات المنطقة إظهار مرونة ملحوظة أمام التقلبات العالمية. أيضاً، ساهم انخفاض معدلات التضخم المتوقعة إلى 1.7% في استقرارالأسواق المالية وتعزيز بيئة الاستثمار.

أخيراً، نرى أن توقعات عام 2026 تشير إلى مرحلة جديدة من النضجالاقتصادي للمنطقة العربية، مدعومة بسياسات مالية حصيفة وخطططموحة للتنويع الاقتصادي. وهكذا، تتهيأ أسواق الفوركس العربية لدخولمرحلة من الاستقرار والنمو المدروس، مستفيدةً من القوة الاقتصاديةالمتنامية والمرونة التي أظهرتها المنطقة في مواجهة التحديات العالمية.

النقاط الرئيسية

تكشف توقعات صندوق النقد الدولي عن تحولات مهمة في المشهدالاقتصادي العربي، مع إشارات إيجابية قوية لأسواق الفوركس فيالمنطقة:

• صندوق النقد رفع توقعات نمو السعودية إلى 4% لعامي 2025 و2026، مدعوماً بنمو الأنشطة غير النفطية بنسبة 5%

• دول الخليج تتصدر النمو الإقليمي بمعدل 3.9% في 2025 و4.3% في 2026، مع تفاوت بين الدول من 2.6% إلى 4.8%

• التضخم المنخفض المتوقع عند 1.7% في 2025 يعزز استقرار أسواقالفوركس ويحفز الاستثمار في المنطقة

• الاقتصادات العربية أظهرت مرونة قوية أمام التقلبات العالمية رغم تباطؤالنمو العالمي إلى 3.1% في 2026

• خطط التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط تضع المنطقة علىمسار نمو مستدام ومتوازن

هذه التوقعات تشير إلى دخول أسواق الفوركس العربية مرحلة جديدة منالاستقرار والنضج الاقتصادي، مما يفتح آفاقاً واعدة للمستثمرينوالمتداولين في المنطقة.