أعلنت (سابك) عن أسماء الفائزين بجائزة الابتكار، التي يبلغ مجموع مكافأتها عشرة ملايين ريال سعودي، وتهدف إلى تشجيع الابتكار في المملكة العربية السعودية؛ وذلك خلال حفل الافتتاح الرسمي (لموطن الابتكارTM) الذي أقيم في 25 مايو 2016م، بمدينة الرياض.
واستهدفت الجائزة المالية الأفكار الريادية في المملكة، حيث نجحت في استقطاب 598 فكرة مبتكرة في مجال البلاستيكيات والبوليمرات تم تقديمها للمشاركة بالمسابقة.
ويأتي هذا الإعلان بعد دخول المملكة في مرحلة تنفيذ رؤية 2030، التي تهدف إلى نقل البلاد من مرحلة الاعتماد على النفط إلى ما أطلق عليه مرحلة "ما بعد النفط".
وتُعد الجائزة عنصراً مهماً في مسيرة (سابك) للبحث عن الابتكارات والأفكار الإبداعية، تماماً كما تسعى لذلك رؤية المملكة 2030، ما يتطلب مزيد من الجهد لاكتشاف المواهب المتميزة في كافة أرجاء البلاد.
وعبر نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي يوسف بن عبدالله البنيان عن دور (سابك) المحوري في تحقيق رؤية المملكة 2030 في حديث سابق للإعلام.
وفاز بالجائزة كل من أسماء عبدالله العثمان عن "تطوير مادة بلاستيكية ذكية لكشف متفجرات البيروكسيد"، وندى آل عباس عن "شريط ذكي لكشف خلايا سرطان الجلد"، ورناء امبارك المحليدي عن "الأنبوبة الذكية"، والدكتور سمير مكيد عن "خليط بلاستيكي للاستشعار".
وفي إطار التعليق على المسابقة، قال عوض آل ماكر، نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار في (سابك): "لقد تلقينا العديد من الأفكار التي يمكن تطويرها لتغدو أعمالاً تساعد في توفير فرص العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية. وبعد إخضاع هذه الأفكار لعملية تقييم دقيقة قمنا بتحديد تلك الأفكار التي تمتاز بفرصة أكبر للنجاح".
هذا ويذكر أن الجائزة تنقسم إلى فئتين: جائزة (سابك) للأفكار المتميزة، وقد صُممت لتُمنح للأفكار التي لا تزال في مراحلها الأولى؛ وجائزة الشريك المستثمر، التي تختص بأفكار بلغت مرحلة أكثر تقدماً، حيث تمثل حلولاً قائمة وجاهزة للاستثمار. وقد بلغ عدد الأفكار المقدمة لفئة جائزة الأفكار المتميزة 540 فكرة، أما المقدمة لفئة الشريك المستثمر فبلغت 58 فكرة.
وشكل الرجال 57 % من المشاركين بينما شكلت النساء 43 %. كما مثلت فئة الشباب غالبية المشاركين؛ حيث أن 81 % منهم تبلغ أعمارهم ما بين 18 و 40 عاماً. وجاءت مشاركة طلاب الجامعات بالعديد من الأفكار؛ عقب جولة تعريفية ناجحة قامت بها الشركة في جامعات المملكة، لهدف زيادة الوعي بالمسابقة وأهدافها.
جدير بالذكر أن جائزة الابتكار كانت قد فتحت المجال أمام المواطنين السعوديين والمقيمين داخل المملكة العربية السعودية لتقديم أفكارهم والمنافسة في مجال "البلاستيكيات الذكية"، التي تمتاز بالقدرة على تغيير حالتها وفقا لتغير البيئة المحيطة. وتُعد المنافسة فرصة سانحة لكل المهتمين بمجال البلاستيكيات للفوز بجائزة مميزة، حيث يمكنهم المشاركة بأفكارهم بغض النظر عن مرحلة التطوير التي بلغتها، سواء كانت لا تزال فكرة مجردة أم وصلت مرحلة الإنتاج.
وستوزع الجائزة المالية بين الفئتين، مع إمكانية توفير تمويل إضافي إذا استدعت الحاجة لتطوير الفكرة الفائزة. ويمكن للأفكار الفائزة الاستفادة من إقامة تعاون طويل الأمد مع (سابك)، يشمل الحصول على استشارات الخبراء والاستفادة أيضاً من بعض أفضل المرافق في العالم.
إن ابتكار شريط بلاستيكي يوضع على غلاف المواد الغذائية ويمتاز بتبدل لونه مع انتهاء صلاحية الطعام يعتبر مثالاً على "البلاستيكيات الذكية". وكذلك لعبة الأطفال التي تتحول للون الأحمر عندما ترتفع درجة الحرارة في دورة المياه بصورة تتجاوز الحد الملائم. مثال آخر يتمثل بالنافذة التي يمكن تعتيمها لتحقيق الخصوصية عن طريق تمرير تيار كهربائي خلالها. إن تطبيقات "البلاستيكيات الذكية" لا حصر لها.
وأكد مدير عام مراكز (سابك) للتقنية والابتكار حول العالم الدكتور فهد الشريهي أن المشاركة في جائزة الأفكار المتميزة لا تحتاج لدرجة الدكتوراه في مجال البحوث، أو لخبرة معملية واسعة، بل كل ما تحتاجه هو حب الابتكار والقدرة على التفكير خارج الصندوق.
وقال "قمنا بتقييم قوّة الأفكار المقدمة وإمكانية تطبيقها ونجاحها. وستقوم (سابك) بتوفير المرافق والخبرات اللازمة لبلورة أفضل الأفكار وتحويلها إلى واقع، كما ستقوم الشركة بالاستثمار في الحلول التي تملك بعداً تجارياً لتوفيرها في الأسواق".
وأضاف "تُعنى فئة الشريك المستثمر بالأفكار التي بلغت مرحلة أكثر تقدماً. قد يتمثل ذلك في نوع جديد من المواد البلاستيكية قمت بتطويره أو تجربته في مختبر الجامعة، أو قد يكون منتجاً جديداً في حاجة لدعم مالي للانتقال للمرحلة التالية. وفي كل الأحوال وسواءً كنت مستجداً في هذا المجال أو محترفاً صاحب خبرة واسعة، فإن جائزة (سابك) للابتكار تحمل أبعاداً متعددة تناسب الجميع وبهذا فهي تشجع الإبداع والابتكار في جميع أرجاء المملكة".