حققت الثروات الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة نمواً قوياً في العام 2015 بلغت نسبته 10.2 في المئة، وذلك بحسب تقرير جديد نشرته مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب اليوم تحت عنوان "الثروة العالمية 2016: نظرة إلى مشهد العملاء الجديد". وفي الإمارات، كانت السيولة النقدية والوادئع هي عوامل الدفع الرئيسية لنمو الثروات الخاصة. وفي حقيقة الأمر، ارتفعت نسبة الثروات على شكل سيولة نقدية أو ودائع بين العامين 2004 و2005 بنسبة 16.7% على مستوى الدولة، مقارنة مع 0.7% للسندات، و3.8% للأسهم.
وبحسب دراسة مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب المتعمقة، فمن المتوقع أن تسجل دولة الإمارات نمواً قوياً في السنوات الخمس المقبلة. مع توقعات بتوزّع الثروات ما بين 19.2% للأسهم، و12.1% للسيولة والودائع، و4.8% للسندات.
وتحدّد الدراسة السنوية السادسة عشر الصادرة عن مجموعة بوسطن كونسلتيج جروب تطور الثروات الخاصة على المستوى الدولي والإقليمي، مع تسليط الضوء على التوجهات الرئيسة في القطاع، واستعراض تطور متطلبات العملاء- خاصة في الفئات المحرومة من الخدمات والغير تقليدية مثل السيدات المستثمرات، وأبناء جيل الألفية الذين لا تتكيّف أهدافهم الاستثمارية بشكل جيد مع المنهج الخدمي القياسي الذي يعتمد على الثروة الصافية.
وقال ماركوس ماسي، شريك ومدير إداري في إدارة ممارسات الخدمات المالية في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط: "إن منهجيات التقسيم إلى شرائح اعتمدت بشكل أساسي على مستوى الثروة، ويستمر استخدامها من قبل أغلب مدراء الثروات، مع إهمال ما يبدي العملاء استعدادهم للدفع مقابل الحصول عليه. إن منهجيات كهذه لا تسمح بعد الآن لمدراء الثروات الاستفادة من كامل الإمكانيات الموجودة في السوق".
وأضاف ماسي: "ما زلنا نرى مدراء الأصول المحليين يقدمون برنامجًا للمنتج المحلي دون تمييز كبير. ولقد عمد مدراء الأصول الدوليين إلى انتهاج أسلوب يصمم منتجاتهم وفقًا لاحتياجات كل شريحة بعينها، مع الاستفادة من الفرص الرقمية المتزايدة. ويستخدمون التكنولوجيا في تقديم قنوات الاتصال الإضافية والخدمات إلى عملائهم، مع الاستفادة من المزيد من البيانات التي تساعدهم على رسم رؤية العملاء- الأمر الذي يساعدهم على تصميم منتجاتهم وفق التفاصيل الدقيقة التي يتحاج إليها العملاء. ولقد بدأ مدراء الثروة المحليون في دول مجلس التعاون الخليجي يدركون هذه الفرصة، والتي قد تصبح مصدرًا للتفرقة الحقيقية".
ومن المتوقع أن تصل الثروة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال السنوات الخمس القادمة إلى 11.8 تريليون دولار- وأن تبلغ حصة الإمارات والسعودية والكويت ما يعادل 22.7 بالمئة من هذا المبلغ.
تسليط الضوء على الإمارات
عندما يتعلق الأمر بتوزيع الثروات، حققت الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الملاءة المالية الفائقة في الإمارات (من أصحاب الثروات التي تتجاوز 100 مليون دولار أميركي) نمواً طفيفاً- بمعدل 6.3%- في العام 2015. ولكن، وبحلول عام 2020، من المتوقع أن ترتفع الثروات الخاصة التي تملكه هذه الفئة بشكل خاص بمعدل 20 في المئة.
وفي الإمارات، ارتفعت الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الملاءة المالية المرتفعة (بين 20 و100 مليون دولار أميركي) بمعدل 11.8% في العام 2015. ومن المتوقع أن تنمو ثروات هذه الفئة بنسبة 18.2% على مدى السنوات الخمس المقبلة.
ومن المثير للاهتمام أن الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الملاءة المالية المنخفضة في الإمارات (بين 1 و20 مليون دولار أميركي) شهدت أعلى معدلات النمو في العام 2015. وسجلت الثروات الخاصة في هذه الفئة نمواً مذهلاً في العام 2015 بلغت نسبته 13.6 في المئة، مع توقعات بارتفاع معدل النمو الإجمالي المركّب بنسبة 16.5% خلال السنوات الخمس المقبلة، وستواصل هذه الفئة تحقيق نمو كبير.
وارتفع إجمالي عدد الأسر الثرية (التي تملك أقل من مليون دولار أميركي كثروة خاصة) في دولة الإمارات العربية المتحدة بمعدل 8.5% في العام 2015. ومن المتوقع أن تحقق هذه الفئة نمواً بنسبة 7.9% بحلول عام 2020.
وكشفت نتائج تقرير مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب أيضاً أنه في العام 2015، كانت سويسرا (30%) الدولة المفضّلة لثروات منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا المحجوزة في الخارج، وتلتها في ذلك المملكة المتحدة بنسبة 23 في المئة، ثم دبي (18%).
تحت المجهر: النتائج العالمية