ضمن استراتيجيته المتكاملة لتعزيز مجالات التعاون والشراكات الاستثمارية والتجارية مع الهند، نظّم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، مؤخراً، زيارة إلى مدينة فيساخاباتنام، التابعة لولاية أندرا برديش، لبحث آفاق الشراكات الاستراتيجية بين الإمارة وجمهورية الهند فيما يتعلّق بالقطاعات الاقتصادية الحيوية، واستعراض آخر التطورات الاقتصادية التي حققتها الإمارة أمام مجموعة من الخبراء ورجال الأعمال الهنود.
واستعرض وفد (استثمر في الشارقة)، الذي ضمّ كلّ من سيف السويدي، مدير ترويج الاستثمار، وراجيش كادام، مدير ترويج الاستثمار، الخيارات الاقتصادية المتنوعة التي توفّرها الشارقة للمستثمرين الهنود ضمن كل من قطاعات السياحة والترفيه، والرعاية الصحية، والبيئة، والنقل والخدمات اللوجستية، إلى جانب قطاعات واعدة كالتعليم، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وعقد الوفد خلال الزيارة اجتماعات رسمية مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين من مؤسسات تجارية، ومستثمرين هنود، بحضور ممثلين عن مدينة الشارقة للإعلام، حيث قدم (استثمر في الشارقة) عرضاً لأبرز الفرص والتسهيلات الاقتصادية في الإمارة، التي من شأنها تعزيز الحضور الاستثماري الهندي فيها، والمساهمة في زيادة التبادلات التجارية بين الطرفين، بما ينعكس إيجاباً على العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والهند.
وفي إطار مساعيه الرامية إلى استقطاب الشركات الإعلامية المختلفة، وعلى رأسها شركات الإنتاج الكبرى، قدّم وفد مدينة الشارقة للإعلام (شمس) برئاسة سعادة شهاب الحمادي، مدير المدينة، شرحاً لمسؤولي استوديوهات "إن دي إس" في مدينة مومباي، حول مزايا الاستثمار الإعلامي في (شمس)، وأهميتها بالنسبة للاستديوهات على صعيد استهداف شريحة واسعة من أبناء الهند التي تعيش في دول المنطقة.
وتزامناً مع الزيارة، التي استغرقت أسبوعاً، شارك وفد (استثمر في الشارقة) إلى جانب ممثلين عن وزارة الاقتصاد في "قمة الشراكة 2018"، التي أقيمت في مدينة فيساخاباتنام خلال الفترة من 23 – 26 فبراير، كما شارك في "مؤتمر الهند للتجارة والخزينة 2018" الذي أقيم في 28 فبراير، للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بالخيارات الاستثمارية التي تقدمها الهند للعالم.
وتأتي الزيارة في ظل الاتفاق التاريخي الموقع مؤخراً بين الإمارات والهند لتمكين الشركات من التعامل مباشرة بعملتي البلدين، ما يلغي دور الدولار، في خطوة تدعم اقتصاديهما وتعزز المكانة التجارية لكل منهما، في وقت حددت وزارة الاقتصاد هدفاً مشتركاً يعمل عليه البلدان حالياً، برفع مستوى التبادل التجاري بنسبة 60%، من 60 مليار دولار حالياً، إلى 100 مليار دولار (ما يعادل 368 مليار درهم) بحلول 2020.
وقال محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لـ(استثمر في الشارقة): "لطالما وضعت إمارة الشارقة في أولوياتها مبدأ تفعيل الشراكات مع مختلف الدول ذات الثقل الاقتصادي على المستوى العالمي، والهند تعد واحدة من الأقطاب الاقتصادية الأساسية التي نحرص دوماً على تعزيز مستويات الشراكة معها، من خلال وضع استراتيجيات تضمن دخول المزيد من الاستثمارات الهندية إلى مختلف القطاعات والشركات الواعدة في الإمارة، بما يؤدي إلى إثراء البنية الاقتصادية لدولة الإمارات وتمكين حضور الشارقة على خارطة الأعمال الدولية".
وأوضح المشرخ: "تحدثنا خلال زيارتنا مع المستثمرين الهنود حول التفاصيل الدقيقة للفرص الاستثمارية في القطاعات الواعدة في الشارقة، لاسيما التعليم والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والقطاعات الإنتاجية، وتطرقنا إلى الإجراءات التي وفرناها لتسهيل دخول الشركات الهندية إلى أسواقنا، ولمسنا تجاوباً إيجابياً للغاية مع ما قدمناه، ونتطلع في القريب إلى الترحيب بالمزيد من المستثمرين الهنود الراغبين في تأسيس أعمالهم في الإمارة".
وأضاف: "تعد مدينة فيساخاباتنام إحدى مدن ولايات الجنوب الهندي، التي يعدّ اقتصادها واحداً من أقوى عشر اقتصادات بين المدن الهندية، إضافة إلى كونها مدينة تمتلك قدرة اقتصادية كبيرة باحتوائها على مصانع للتعدين والصلب وشبكة متكاملة من السكك الحديد، كما تلعب السياحة دوراً كبيراً في إيراداتها كونها تمتلك مقومات سياحية واعدة، فضلاً عن أنها تشرف على أحد أهم وأكبر الموانئ الطبيعية في الهند ما يكسبها موقعاً اقتصادياً مهماً على صعيد القارة شبه الهندية والعالم، وغيرها من المقومات التي تسهم في فتح المجال أمام تعاونات وشراكات استراتيجية تعود بالنفع الجمّ على الإمارة".
من جهته، عبر الحمادي عن سعادته بهذه الزيارة، والاطلاع عن قرب على تجربة استوديوهات "إن دي اس" المتخصصة في مجال إنتاج الأفلام الهندية الكبيرة، وقال: "تسعى (شمس) لاستقطاب الشركات التي تلعب دوراً كبيراً في تكوين منصات تجارية لمجتمع الأعمال المحلي، ولكل العاملين في سوق الإنتاج الإعلامي باختلاف تخصصاته، ونتطلع من خلال استقطاب الأسماء الكبيرة في القطاع الإعلامي الإقليمي والدولي إلى دور ريادي في القطاع يعزز مكانة الشارقة إعلامياً".
وتعتبر (استثمر في الشارقة) العلامة الرسمية للترويج لإمارة الشارقة استثمارياً في مختلف المحافل المحلية والدولية؛ ومنذ أن كشفت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) عنها لأول مرة خلال فعاليات منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، في سبتمبر 2016، استطاع مكتب (استثمر في الشارقة) أن يرسخ أقدامه على الأرض سريعاً، إذ أوكلت إليه (شروق) مسؤولية الترويج الاستثماري للإمارة، وجذب المستثمرين، وتعريفهم بالفوائد المباشرة المترتبة على استثماراتهم تلك، إلى جانب اسهامها في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة استثمارية أولى في المنطقة، بالتزامن مع سعيها المستمر لأن تكون الإمارة واحدة من أفضل وجهات الجذب الاستثماري في العالم.