"منتدى الدماغ والأعصاب" يبحث سبل ترجمة العلوم من المجال النظري إلى التطبيق التجاري

يجتمع رواد مجال علوم الدماغ والأعصاب والتمويل في الدورة الثالثة من "منتدى الدماغ والأعصاب" التي تعقد في يومي 26،27 مايو الحالي في لوزان بسويسرا. 

تمّ تأسيس منتدى "الدماغ والأعصاب" من قبل الدكتور وليد أحمد الجفالي إنطلاقا من ملاحظته أن الاستكشاف العلمي لدماغ الإنسان يشكّل أداة رئيسيّة في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين. 

وأوضحت الدكتورة سعاد الحسيني الجفالي، رئيس المنتدى أن الدورتين الأولى والثانية من المنتدى، اللتين عقدتا في كل من جدة ولوزان في سويسرا العامين الماضيين، حققتا نجاحاً باهراً، مشيرة إلى أن الدكتور وليد احمد الجفالي حرص على تأسيس هذا المنتدى بعد حصوله على الدكتوراة في مجال (علم الأعصاب) من جامعة إمبريال كوليدج لندن، حيث اصبحت لديه رؤية واضحة ترتكز على أن الاستثمار في التكنولوجيا يعد فرصة واعدة لتعريف المجتمعات حول العالم بموضوع الدماغ وكيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تكشف ما لم يتوصل إليه العلم بعد في هذا المجال.

وسيجري تقسيم فعاليات "منتدى الدماغ والأعصاب" إلى يومين بموضوعين مختلفين حيث سيُخصّص اليوم الأول لريادة الأعمال والابتكار، فيما سيركز اليوم الثاني على العلوم.

ويطرح رواد الأعمال والمستثمرون، في اليوم الأول الذي يعقد تحت عنوان "ريادة الأعمال والابتكار"، خبراتهم في ترجمة العلوم من المجال النظري إلى التطبيق التجاري، وسيناقشون أفكارهم حول المستقبل. 

وسيقوم جريج كورّادو، عالم الأبحاث الأول الذي يعمل في مجال تقاطعات الذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب الحاسوبية والتعلم الآلي القابل للتوسع في "جوجل ريسرتش"، بتسليط الضوء خلال محاضرته الرئيسية التي يلقيها بعنوان "دروس عملية في التعلم الآلي"، جوانب من التعلم الآلي وعمل "جوجل" في مجال اللغة والكلام والترجمة والمعالجة البصرية والتصنيف والتوقع.

وخلال اليوم الأول، أيضا، ستقدّم جائزة "الابتكار في منتدى الدماغ والأعصاب"، التي تتيح فرصاً للشركات الناشئة في مراحلها الأولى للتواصل مع المستثمرين المهتمين بالحلول المستقبلية، حيث تم اختيار أكثر من 120 شركة بشكل مسبق للتنافس للفوز فيما بينها لاختيار ثماني شركات منها للوصول إلى النهائيات وهناك لجنة تحكيم مكونة من رواد الفكر في مجال الابتكار مثل تاج تادي من ("مايند مايز") (MindMaze) وماركوس جوبيل من ("نوفارتيس فينتشر فاند") (Novartis Venture Fund). 

ويرى الدكتور جميل العماد، رئيس اللجنة المنظمة لـ"منتدى الدماغ والأعصاب" أن ذلك يوفر فرصة رائعة، ويقول:" تتحرك التكنولوجيا بسرعة وغالباً ما تكون حركتها بوتيرة لا يمكن لمجموعة كبيرة من المؤسسات اللحاق بها. ولذلك، تهدف مسابقة الشركات الناشئة إلى تغيير ذلك الوضع بتوفير منصة على هذه الشركات الاستفادة القصوى منها".

ويقدم "منتدى الدماغ والأعصاب"خلال اليوم الثاني "يوم العلوم" تحت عنوان "مبادرات الدماغ العالمية.. النجاح والتحديات والفرص" نظرة عامة على المشروعات الرئيسية في العالم وآخر ما توصلت إليه وأهدافها وما حققته من نجاحات.

العالمية التي انضمت إلى المنصة عام 2015. وستقدّم جلسة "مبادرات الدماغ العالمية: التطوّرات والتحديات والفرص" لمحةً عامة عن أهم المشاريع العالمية في مجال دراسة الدماغ، بالإضافة لعرض آخر التحديثات في مجالها والأهداف والتقدّم. ومن بين المشاريع المشاركة: مشروع "بلو برين" (Blue Brain) الأوروبي، والذي يهدف إلى بناء هيكلية ومحاكاةٍ رقمية مفصّلة بيولوجياً لدماغ حيوان قارض، على أمل التوصّل في نهاية المطاف إلى صورةٍ مماثلة للدماغ البشري. كما وتشارك مبادرة الدماغ الصينية "تشاينا برين"(China Brain)والتي تركز على الاضطرابات التطورية والعقلية والتنكسية العصبية بهدف التوصّل لعلاجات الأمراض، وعلى رأسها الزهايمر والتوحّد.

وستكون جلسة "الدماغ والصحة العقلية- تعزيز التوعية والحد من الصورة النمطية" مكرّسةً لمراجعة آخر التطورات في فهم آليات عمل الدماغ الكامنة وراء الاضطرابات العقلية. وستقدّم هذه الجلسة إيميلي هولمز (من جامعة كامبريدج)، وهيلين مايبيرج (من المعهد المركزي للصحة العقلية في مانهايم).

.ويقول البروفسور باتريك ابيشار، رئيس المعهد السويسري الفدرالي للتقنية (EPFL)، وعضو المجلس الاستشاري الدولي في "منتدى الدماغ والأعصاب": "تُعتبر الاجتماعات رفيعة المستوى مثل ’منتدى الدماغ والأعصاب‘ مهمةً جداً حيث تقدّم فرصاً فريدةً للعلماء ليجتمعوا ويدرسوا الأبحاث في مجالهم".

وأضاف:" تُعتبر الأمراض العصبية في المجتمعات المسنة مصدر تكلفةٍ متزايد للأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم، ولكن فهم هذه الأمراض سيؤدي إلى تشخيصٍ مبكرٍ وأفضل، بالإضافة لعلاجاتٍ أكثر فعاليةً وكفاءة من حيث التكلفة".