بعد إزالة أوكار الإرهابيين وسط بلدة العوامية بمحافظة القطيف شرق السعودية، ضمن مشروع إزالة 488 وحدة سكنية متفاوتة المساحات، على خلفية تطوير الحي ومواكبته للتنمية، وضع الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، صباح امس الثلاثاء، حجر الأساس للتطوير وسط العوامية بمقر المشروع.
وأكد خلال التدشين أن هذا المشروع سيكون منتهياً خلال عام، وسط حرص خادم الحرمين الشريفين على أن يرى كل جزء من بلاده يحظى بالتنمية التي تواكب باقي المناطق والمحافظات في المملكة.
وأبدى أمير المنطقة الشرقية سعادته بوجوده في هذا الجزء الغالي من الوطن، واطلاعه على الآليات التي تعمل لتطوير ورفع مستوى التنمية، مهنئاً أهالي بلدة العوامية بهذا المشروع التنموي الذي يأتي ضمن باقة من المشاريع القادمة لمجالات التنمية المختلفة في المحافظة.
في حين أوضح أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير أن مشروع وسط العوامية، يمثّل تراثا أصيلا ضمن فن العمارة التاريخية في شرق الجزيرة العربية، ليحتضن عراقة الماضي، وإصرار الحاضر، ورؤية المستقبل، وهو مستوحى من عمق التاريخ الغني بالثقافة والعراقة القديمة التي تتميز بها محافظة القطيف التاريخية، الممتدة على مساحة مئة وثمانين ألف متر مربع من الأراضي، ويتضمن عددا من المعالم المعمارية التي توفر خدمات متعددة ثقافية وسياحية لخدمة سكان وزوار القطيف، ليصبح مشروع وسط العوامية معلما بحد ذاته وقلبا نابضا للحياة، يجسد رؤية 2030.
وأشار المهندس الجبير إلى أن تنسيق الموقع مستوحى من البيئة الزراعية الأصلية في القطيف، فتجمع بين أشجار النخيل، والشجيرات الملونة والمناطق الخضراء، وتحتوي على جلسات للاستجمام والأنشطة الترفيهية و ملاعب للأطفال، وممرات للتنزه في الهواء الطلق، حيث استخدمت عدة عناصر في التصميم الخارجي كالمعالم التاريخية، مثل الأبراج، وعيون الماء القائمة التي ربطت ببعضها بواسطة قنوات تمثل القنوات المستخدمة قديما للري والمعتمدة على المواد الطبيعية مثل الخشب والصخور لاستحداث بيئة تراثية.
وبين الجبير أن المركز الحضاري في مشروع وسط بلدة العوامية يعتبر قلب المشروع، ويتكون من ثلاثة مبانٍ، تجمع بينها مظلة ضخمة تغطي الساحة الرئيسية، وأبراجاً هي من أبرز المعالم في المشروع، صممت لتكون مراجع بصرية، تذكر الزائرين بوجهتهم، وهي مقتبسة عن أبراج قلعة تاروت في القطيف، وتتميز الأبراج بحوائطها الطينية السميكة ذات النوافذ الضيقة، وكذلك البيت الشعبي هو بيت مصمم باستخدام مواد أصلية وبأسس تقليدية، يتوسطه فناء داخلي، تميزه الجدران السميكة والنوافذ الصغيرة الضيقة، يحيط بالفناء ممر مظلل بالعوارض الخشبية، ومحاط بالأقواس من الجانبين، أما السوق الشعبي فهو يمتد على طول الطريق المؤدي إلى الساحة المركزية.