يتناول تقريرديلويت الجديد توجهات وتطورات رئيسية عدة تشهدها الشركات العائلية في الشرق الأوسط في سعيها المتواصل لتحقيق النمو في بيئة تشوبها التحديات المستمرة.
في هذا السياق، أجرت ديلويت مقابلات متعمقة مع أكثر من 40 شركة من بين أبرز الشركات العائلية العاملة في مختلف القطاعات في منطقة الشرق الأوسط ، وذلك للاستفسار عن أولوياتها خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، والهيكليات المتبعة لديها، والقطاعات التي تتوقع لها أن تحظى بأكبر قدر من الصفقات التجارية، إضافة إلى مدى ثقة تلك الشركات العائلية في إمكانيات أسواق الشرق الأوسط على المدى القصير والمتوسط.
وقد علّق سكوت والان، الشريك في قطاع الاستشارات المالية في ديلويت الشرق الأوسط، قائلاً: "على ضوء النمو المستمر للشركات العائلية وتزايد الحاجة إلى عائدات المحافظ المالية وأرباح الأسهم، بات من الضروري اتباع منهج أكثر انتظاماً للتعامل مع الاستثمارات الجديدة من ناحية، ولمتابعة الاستثمارات الحالية من ناحية أخرى، إذ أن الإدارة الفاعلة لمخاطر الشركات وعائداتها تساعد الشركات العائلية على التكيف بكفاءة أكبر مع قوى السوق الخارجية، ومع قواها المحرّكة المعقدة في آن."
ويُعد تقرير ديلويت مقياساً لتصورات السوق والثقة لدى المكاتب العائلية في منطقة الشرق الأوسط، كما ويحدد عدة مفاهيم أساسية، ومنها:
تزداد أحجام العائلات عبر الأجيال، وبالتالي تواجه تحدياً في الحفاظ على الدخل والثروة التي اعتاد عليها كل فرد من أفراد العائلة، مما يتطلب تحقيق عائدات أعلى.
تشير نتائج تقرير ديلويت إلى أن 39% فقط من العائلات التي شملتها المقابلات تعتمد على خطة خلافة رسمية مكتوبة. إذ أن خطط الخلافة الواضحة تلائم الشركات العائلية على اختلاف أحجامها، خاصة وأنها تعزز قدرة الشركة العائلية على اتخاذ قرارات حاسمة وواضحة في الأسواق التي تستدعي ذلك.
بغية الحفاظ على ثروة الشركات العائلية، عملت بعض العائلات الكبيرة على تطوير حوكمة شركاتها ووضع بنية أكثر متانة لخطتها الاستثمارية مع أهداف وعمليات واضحة وصريحة. ولا بد من مواصلة مراقبة رأس المال في أقسام الشركة العائلية المختلقة لضمان انسجام خصائص مخاطر وعائدات المحافظ مع الاستراتيجية العامة التي وضعتها هذه الأخيرة، حيث أن 44% من الشركات العائلية قد أنشأت لجنة استثمارية مستقلة عن مجلس الإدارة.
قد تضطر الشركات العائلية في العموم إلى خوض مخاطر أكبر من خلال الاستثمار في قطاعات جديدة غير مألوفة لها، أو حتى في فئات جديدة من الأصول. وهي تبحث حالياً في الاستحواذ على شركات أكبر حجماً وأكثر تعقيداً لتلبية احتياجاتها، وقد أظهر الاستطلاع أن 37% من الشركات العائلية تعتمد على الدَين كمصدر للتمويل حالياٌ، فيما تتوقع نسبة 51% منها اللجوء إلى خيار الدَين لتمويل النمو خلال السنوات الثلاثة إلى الخمسة القادمة.
وفي هذا الصدد أضاف نك بير، المدير التنفيذي في قطاع الاستشارات المالية في ديلويت الشرق الأوسط: "يعد الحفاظ على التوازن بين الأهداف العائلية وأهداف الأعمال من أبرز التحديات التي تواجه الشركات العائلية، ويتعاظم هذا التحدي نتيجة عولمة الأسواق المالية، والتي زادت من نسبة الحصول على مصادر بديلة للتمويل، ومن الفرص المتوفرة لدى لشركات العائلية. علاوة على ذلك، يتزايد التركيز على عمليات الاستحواذ الأكبر حجماً والأكثر تعقيداً لدى الشركات العائلية التي تسعى إلى مضاعفة العائدات التاريخية. كما أن تقبّل الشركات العائلية المتزايد للتمويل الخارجي سيساعد في تعزيز النمو والصفقات في المنطقة، سواء أكان ذلك التمويل قائماً على الدَين أو على مستثمرين خارجيين في الأسهم."