أشار استطلاع الظروف الاقتصادية العالمية (GECS) الذي أجرته جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين (ACCA) ومعهد المحاسبين الإداريين (IMA) مؤخراً إلى البوادر الإيجابية للأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي من جهة، وإلى إنذار مسبق صارخ لكيفية تأثير صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكزيت" على الانتعاش الهش في الثقة العالمية بقطاع الأعمال من جهة أخرى.
وقالت ليندسي ديغوف دي نانك، رئيس جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين في الشرق الأوسط، في سياق تعليقها على النتائج:
"من المشجع أن نلحظ تحسّن ثقة أعضاء جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين بقطاع الأعمال في أرجاء الشرق الأوسط. حيث أظهرت نتائجنا مؤخراً أن الثقة بقطاع الأعمال في الإمارات العربية المتحدة قد ارتفعت بمعدل 26 نقطة، بعد أن وصلت في الربع الأول إلى أخفض مستوياتها خلال أربعة أعوام في أرجاء المنطقة".
وتقول ليندسي ديغوف دي نانك أنّه على الرغم من أن المنطقة لا تزال تتكيف مع انخفاض أسعار النفط، إلا أنّ نتائج المسح الأخير تمثل سبباً للتفاؤل المشوب بالحذر:
"ارتكز تحسن الثقة بقطاع الأعمال من دون شك على ارتفاع أسعار النفط في الربع الثاني، لكن من المهم أن ندرك أن أسعار النفط لا زالت أقل بكثير من أعلى المستويات التي بلغتها منذ بضعة أعوام. وبالتالي يبقى التركيز المستمر على التنويع في المنطقة عاملاً مهماً. وبالإضافة إلى ذلك، تبقى الجهود المستمرة للحكومة لسدّ العجز في الميزانية ضرورية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الطويل الأمد في المنطقة".
عكست إجابات الشركات في الشرق الأوسط هذا الانخفاض في الإنفاق الرأسمالي، حيث سجلت 43 في المائة من الشركات في الشرق الأوسط تراجع الدعم الحكومي في الربع الثاني، بما يفوق المعدل العالمي الذي بلغ 34 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، تعتقد معظم الشركات أن هذا الأمر سيستمر، إذ تتوقع نسبة 22 في المائة منها انخفاضاً كبيراً في الإنفاق الحكومي (مقارنة مع 19 في المائة عالمياً).
ولكن ليندسي ديغوف دي نانك تعترف بأن الجو السائد عالمياً ما زال بعيداً عن التبشير بالخير.
"على الرغم من أن الثقة ارتفعت بشكل طفيف على الصعيد العالمي، إلّا أنه يجب ترجمتها إلى ارتفاع هادف في الإنفاق الرأسمالي ومؤشرات التوظيف. وتقوم نصف الشركات بتقليل أو تجميد التوظيف لديها، في حين أن 13 في المائة منها فقط عمدت إلى زيادة استثماراتها في الموظفين. وأعلنت 16 في المائة من الشركات فقط بأنها تزيد الاستثمار في المشاريع الرأسمالية، مقارنة مع 41 في المائة من الشركات التي أعلنت عن تخفيض الاستثمار".
وتتوقع ليندسي ديغوف دي نانك أنّه سيتمّ التماس الأثر المحتمل لصدمة "بريكزيت" عالمياً في المستقبل القريب:
""لا نستغرب انخفاض معنويات الشركات العالمية في الربع الثالث. واحتمال عدم اليقين على المدى الطويل، في حين تناقش المملكة المتحدة خروجها المعقد من الاتحاد الأوروبي على الثقة العالمية لبعض الوقت في المستقبل".
وجرى العمل الميداني لGECS في الربع الثاني من العام بين 3 و20 يونيو، وجذب أكثر من 1,200 مشاركة من أعضاء جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين (ACCA) ومعهد المحاسبين الإداريين (IMA) في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 130 رئيساً تنفيذياً للشؤون المالية. كان ما يقرب من نصف المشاركين من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، في حين يعمل الآخرون لدى شركات كبيرة تضمّ أكثر من 250 موظفاً.