شاركت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بصفتها رئيس مجلس الأعمال الأقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في الجلسة النقاشية "التحول الرقمي في العالم العربي" ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي خلال اليوم الثالث، في مدينة دافوس بسويسرا تحت شعار "بناء مستقبل مشترك في عالم مفكك"، وتم خلالها تسليط الضوء على المبادرات والخطوات الرائدة التي اتخذتها دولة الإمارات والدول العربية الأخرى لمواكبة التطورات التي تشهدها ثورة التكنولوجيا الرقمية في العالم.
وناقش المشاركون بالجلسة كيف يمكن للتكنولوجيات الناشئة أن تحدث ثورة في مختلف الصناعات بكل منطقة من مناطق العالم، والدور الذي يمكن أن تلعبه حكومات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتصبح هذه التحولات أكثر مرونة وشمولية في اتخاذ القرارات، بما يمكن مجتمعها من جني فوائد التطبيقات المحتملة للتكنولوجيا. كما ناقش المتحدثون العديد من التحديات وتم اقتراح الحلول الاستراتيجية التي من شأنها مساعدة العالم العربي على الثقة بالمستقبل.
وقالت الشيخة بدور القاسمي خلال الجلسة: "إن الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة القائمة على جهود طاقات شابة واعدة، سوف تقود المستقبل الرقمي في العالم العربي، باستثناء بعض الحكومات التي انتبهت لهذا التحول وخطت خطوات استباقية لبناء مدن وأنظمة إدارة ذكية، تواكب متغيرات العالم الرقمي، مثلما يظهر في تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة".
وأشارت الشيخة بدور القاسمي إلى مبادرة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي، التي أطلقتها خلال ملتقى "بناء الاقتصاد الرقمي في العالم العربي"، الذي نظمه مجلس الأعمال الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، في نوفمبر 2017، والتي تتضمن التزام أعضاء المجلس من الشركات الخاصة بتخصيص 10% من إجمالي مشترياتهم السنوية لصالح رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة بحلول عام 2020، إضافة إلى تقديم الدعم المباشر للشركات الصغيرة والمتوسطة والتي تشكل ما لا يقل عن 90% من الشركات في المنطقة.
وشارك في الجلسة، نخبة من المسؤولين التنفيذيين العرب، من أبرزهم محمد الشايع، الرئيس التنفيذي لمجموعة الشايع في الكويت، ومازن دروزة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط و الأسواق الناشئة في شركة الحكمة الأردنية المحدودة للأدوية، وخالد الرميحي، المدير التنفيذي لمجلس البحرين لتطوير الاقتصاد، وأدارت الجلسة هادلي جامبل، مراسلة قناة "سي إن بي سي" الأمريكية بالشرق الأوسط.
وحضر الجلسة كل من الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وكيل الرئيس للتخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة في السعودية، ومعالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالي نبيل العامودي، وزير النقل بالمملكة العربية السعودية، ومعالي غسان حاصباني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في لبنان، وأحمد الخليفي، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي)، وعدد من الخبراء والمسؤولين التنفيذين وأعضاء مجلس الأعمال الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما شاركت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، رئيس مجلس الأعمال الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، في جلسة نقاشية بعنوان "نهضة رائدات الأعمال" في اليوم الرابع و الأخير من المنتدى، حيث ركَزت على تنامي الدور الريادي والمؤثر للمرأة في كافة القطاعات.
وشارك في الجلسة إلى جانب الشيخة بدور القاسمي، ريك جوينجز، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة "تابروير براندز" في الولايات المتحدة الأمريكية، وأرانشا غونزاليس لايا، المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية بجنيف، وريفاني برادو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة بلو أوك في الولايات المتحدة الأمريكية، ومارجيري كروس، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أبكو" العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأدار الجلسة راندال لين، رئيس تحرير مجلة "فوربس".
وأكدت الشيخة بدور بنت أن هناك العديد من الفرص التي يجب استثمارها والتحديات التي تواجهها رائدات الأعمال العربيات في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتطورات الكبيرة والمتسارعة التي تشهدها التكنولوجيا الرقمية، مطالبة بضرورة توفير مختلف سبل الدعم والتمكين لهن بما يضمن نجاحهن في مجال ريادة الأعمال.
وتحدثت رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) –خلال الجلسة- عن بعض التحديات التي تواجه رواد الأعمال وأصحاب المشاريع في مناطق مختلفة من العالم، والافتقار للوصول إلى الموجهين ذوي الخبرة ونماذج القدوة، لافتةً إلى الصعوبات التي تواجه المرأة أيضا فيما يتعلق بتوفير الرعاية للطفل في مكان عملها.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: "واحدة من أبرز التحديات التي تواجه المرأة، وتقلل من فرص تنامي مشاريعها، هي غياب المرافق الخاصة برعاية الأطفال عن المؤسسات التي تعمل فيها، الأمر الذي يدفعها لتحقيق التوازن بين حياتها المهنية والأسرية من خلال العمل من البيت، وهو ما يعني دخلاً محدوداً، وفرص أقل للتطور وتحول أعمالها إلى شركات كبرى ذات طاقات تشغيلية عالية".
وأشارت الشيخة بدور القاسمي إلى أن الدول التي تحتضن مشاريع نسائية ريادية كبرى ولديها مستويات أعلى من ريادة الأعمال النسوية، توفر خدمات رعاية الطفل عالية المستوى وإجازات أسرية سخية، ما يكفل لرائدات الأعمال تطوير مشاريعهن وأعمالهن التجارية، نظراً إلى قدرتهن على تحقيق التوازن بين مسؤولياتهن المهنية وواجباتهن الأسرية.
كما أكدت الشيخة بدور القاسمي في إحدى توصياتها للمنتدى الإقتصادي العالمي أن تقوم الحكومات بإعطاء فرصا أكبر للنساء من أجل إدارة المؤسسات الحكومية والشبه الحكومية التي تدعم رواد الأعمال وذلك من أجل تشجيع أكبر عدد من النساء لاتخاذ الخطوة الأولى لتأسيس شركاتهم، حيث أكدت أن التجربة الناجحة لمركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع" أثبتت أن الكثير من المتقدمات لطلب الدعم أخذن الخطوة الأولى لطرح أفكارهن لتأسيس شركات خاصة لشعورهن بالثقة والشجاعة لطرح أفكارهن على فريق على رأسه مديرة ناجحة وطموحة لهذا المركز.
وجاءت مشاركة الشيخة بدور القاسمي في جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي تقديراً لدورها الريادي في دعم بيئة الأعمال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تم اختيارها في مايو الماضي رئيساً لمجلس الأعمال الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقديراً لجهودها الرائدة في توفير سبل مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بدعم التنافسية وتوفير فرص العمل للشباب، وريادة الأعمال وتعزيز الحوكمة وضمان توافر جودة مؤسسية لتحقيق النمو الشامل وإصلاح التعليم وبناء السلام.