٠٤ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٥ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الرعاية الصحية | الجمعة 8 مارس, 2024 7:12 صباحاً |
مشاركة:

ما بعد الاحتفال: تحقيق المساواة الصحية للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

بقلم:   بيلين إنشسو ، نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لأسترازينيكا

 

يوم المرأة العالمي هو فرصة للاحتفال بالتقدم الذي حققته النساء، مع التركيز أيضًا على انعدام العدالة والمساواة  التي تواجهها النساء في جميع المجتمعات، بما في ذلك في المجال الصحي.

 

تمتدّ رحلتي المهنية الخاصة في مجال الرعاية الصحية لعدّة عقود وتشمل بدايتي كطالبة طبية حتى وصولي إلى دوري القيادي الحالي بإحدى أكبر شركات الأدوية في العالم. خلال هذا الوقت، كنت فخورة بمشاهدة صمود النساء وقوة التغيير المتمثلة في العمل المكرس للإزالة العقبات المتبقية التي تقف في طريق تحقيق المساواة في الصحة بين الجنسين.

 

في الشرق الأوسط، تم تحقيق تقدم لا يمكن إنكاره فيما يتعلق بصحة النساء خلال العقود الأخيرة. فقد ارتفع متوسط ​​مدة الحياة للإناث في بعض البلدان في المنطقة إلى 75 عامًا، وأصبحت معظم الولادات الآن تتم تحت إشراف   متخصص في الرعاية الصحية، وتتلقى قضايا صحة النساء الكبرى مثل سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم اهتمامًا متزايدًا.

 

علاوة على ذلك، فإن نسبة النساء اللواتي يعملن في القطاع الصحي في المنطقة في ارتفاع، والذي يمثل جزءاََ من التحول العالمي الذي يرسم فترة انتقالية في توفير الرعاية الصحية وصياغة السياسات.  حيث يمثل التعيينالتاريخي للدكتورة حنان بلخي من السعودية كأول مديرة إقليمية لمنظمة الصحة العالمية للمنطقة الشرق الأوسط (WHO EMRO) لحظة هامة في هذا التحول وتسليط الضوء على أهمية القيادة في قوى العمل الصحية وليس فقط المشاركة، وهو شيء يُغفل عنه في كثير من الأحيان عندما لا يتوفر  الوقت الكافي لتفكيك البيانات بشكل صحيح.

تُعكس هذه التطورات في الخطوات التي أحرزتها الشركات الفاعلة في القطاع الخاص مثل أسترازينيكا، حيث  50.1٪  من النساء يشغلن مناصب  إدارية عليا، مما يُظهر التزام الشركة بالمساواة بين الجنسين الذي يتجاوز الحدود والقطاعات. .

 

وتعترف أسترازينيكا بالعقبات التي تستمر النساء في الشرق الأوسط بمواجهتها، لذلك تتعاون أسترازينيكا مع شركاء في جميع أنحاء المنطقة للبحث في التحديات الثقافية والمجتمعية التي تواجهها النساء فيما يخص تطوير حياتهن المهنية، مع التركيز بشكل خاص على القطاع الصحي. سيكون هذا المشروع مكملاً لعملنا السابق في دعوة الشركاء عبر نظم الرعاية الصحية المختلفة لمواجهة التحديات بشكل جماعي وخلق ثقافة تمكن الشابات من الازدهار والنجاح في مكان العمل.

 

ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذا التقدم، فإن التحديات الحقيقية ما تزال قائمة. وأشار تقرير حديث من المنتدى الاقتصادي العالمي حول الفجوات في توفير الرعاية الصحية للنساء، إلى أن النساء في المتوسط، يقضين ربع حياتهن بحالة صحية سيئة أكثر من الرجال. وهذا يؤثر  على إنتاجيتهن في المنزل وفي سوق العمل وفي المجتمع وقدرتهن على جني المال، و التي إن تم التصدي لها تمكن الإقتصاد العالمي الاستفادة بقيمة تصل إلى 1 تريليون دولار أمريكي. هنا تصبح الصلة بين المساواة الصحية واستدامة ومرونة النظام الصحي واضحة جدًا.

 

وأحد الفجوات الخاصة التي أبرزتها التقارير هو إمكانية النساء في الوصول إلى تشخيص دقيق في الوقت المناسب. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجريت في الدنمارك على مدى 21 عامًا أن النساء يتم تشخيصهن في وقت لاحق من الرجال لأكثر من 700 مرض. بالنسبة لمرض السرطان، استغرق الأمر مع النساء عامين ونصف ليتم تشخيصه، بينما كان التأخير في حالة السكري أربع سنوات ونصف.

 


يبدو أن هذا مرتبط بشكل أساسي بحقيقة أن النساء في جميع أنحاء العالم لا تزال تواجه عقبات ثقافية تحد من استقلاليتهن في الرعاية الصحية. في الشرق الأوسط، لا يتمكن الكثير من النساء من اتخاذ قرارات وخيارات تتعلق بصحتهن الخاصة، وفي بعض البلدان لا تزيد هذه النسبة عن 10 بالمائة.

 

هذا هو جزء مما يدفعني لالتزامي بتحسين الرعاية الصحية للنساء، ولا سيما الرعاية المتعلقة بسرطان الثدي، في المنطقة. كل عام، يتم تشخيص أكثر من 130،000 حالة جديدة من سرطان الثدي في الشرق الأوسط، والذي يتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2045. في الوقت نفسه، تظل معدلات الوفيات بسبب المرض عالية بشكل مريب  مقارنة بمعظم بقية العالم، جزئيًا بسبب التشخيص المتأخر. من خلال البحث المستهدف في العوائق التي تواجه النساء في الوصول إلى فحص سرطان الثدي، والتشخيص المبكر، والعلاج المناسب، أسعى إلى بناء الفهم والوعي عبر المنطقة وتقديم حلول ستؤثر بشكل كبير على كيفية معالجة هذا المرض والعبء الذي يشكله على صحة النساء. في الوقت نفسه، من خلال برامج مثل "رعاية السرطان فيأفريقيا" و"برنامج الصحة الشابة"، تواصل أسترازينيكا العمل مع الحكومات والمجتمعات لتقديم طرق جديدة وفعّالة لتمكين النساء وتحسين المساواة الصحية عبر المنطقة.

 

اليوم قد يكون يوم المرأة العالمي، ولكن الالتزام بالمساواة بين الجنسين في الصحة يجب أن يكون مستمرًا وثابتًا. بالطبع، يجب أن نحتفل بنجاحاتنا، لكن في الوقت نفسه يجب علينا أن نعترف بعمق التحديات المتبقية، ونحشد إرادتنا الجماعية، ونوجهّها نحو الحلول حتى نضمن أن تحصل كل امرأة في هذه المنطقة وفي جميع أنحاء العالم على المساواة الصحية التي تستحقها.

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة