قدمت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر مدير عام دبي الذكية، فصل "المدن السعيدة" أحد أهم المحاور التي تشكل "مجلس السعادة العالمي" الذي التأم على هامش القمة العالمية للحكومات 2018، بحضور معالي عهود الرومي وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، لمناقشة أفضل التجارب العالمية الناجحة في قطاعات حيوية متعددة، من أجل رسم سياسات تمكن المدن والدول من تحقيق السعادة لسكانها.
ويعد فصل " المدن السعيدة" الذي تم تقديمه تحت شعار " مدن سعيدة في عالم ذكي" أحد المحاور الرئيسة الستة التي يتشكل منها "مجلس السعادة العالمي" الذي يترأسه البروفيسور جيفري ساكس، أستاذ التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأميركية، والذي يتلقى دعماً إداريا من شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة. وتشمل هذه المحاور: الصحة، وسعادة الأفراد، والتعليم، وبيئات العمل، والمقاييس والمؤشرات، والسياسات العامة، فضلاً عن محور المدن السعيدة الذي تتولى الدكتورة عائشة مسؤوليته.
وخلال اجتماع "مجلس السعادة العالمي" قدم كل رئيس محور من مجلس السعادة العالمي الفصل الخاص به، لتتجمع أطراف السعادة من خلال جمع تجارب عالمية ناجحة من حول العالم، من القطاعات الحيوية التي تشكل المجلس، ليتمكن البروفيسور جيفري ساكس والبروفيسور جون هيليويل محرر التقرير في المجلس، في منتدى "الحوار العالمي لأجل السعادة" على هامش القمة العالمية للحكومات 2018 من إصدار التقرير العالمي لسياسات السعادة، والذي قامت بنشره شبكة حلول التنمية المستدامة.
ويسعى المجلس إلى بحث سبل دعم الحكومات لتعزيز السعادة والإيجابية في المجتمعات، والارتقاء بمستويات المعيشة للشعوب، ومواجهة التحديات المستقبلية، إلى جانب تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في ذات الإطار والاستفادة من التجارب الناجحة لتعميم مفهوم السعادة عالمياً.
وحول الموضوع قالت سعادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام دبي الذكية، إن ترسيخ مفاهيم السعادة والإيجابية في المجتمع يأتي في صميم خطط واستراتيجيات حكومة دبي، وهو الأمر الذي يشكل ترجمة حية لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الورزاء حاكم دبي، الرامية إلى بناء مدينة ذكية وأكثر سعادة، تضع رفاهية الإنسان على رأس أولوياتها عبر فهم احتياجات الناس وتطلعاتهم للوصول إلى السعادة، لتقدم للعالم تجربة فريدة للسعادة انطلاقاً من إمارة دبي.
وأضافت " مشاركتنا في "التقرير العالمي لسياسات السعادة"، يقدم تجربة دبي كمدينة معيارية للمدن الذكية على مستوى العالم، فقد نجحت دبي بفضل التعاون الاستراتيجي بين كافة الجهات الحكومية في تعزيز مفهوم السعادة بين سكانها وزوارها، من خلال توظيف التكنلوجيا المتطورة في اختصار الوقت والجهد على الناس وتقديم أفضل التجارب الحياتية والخدمات لهم".
وقد أعلنت الدكتورة عائشة عن استكمال فصل "المدن السعيدة"، الذي تقدمه ضمن التقرير المفصل للمدن السعيدة، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على أفضل السبل المتبعة لتعزيز سعادة المدن والأنشطة التي ستعمل عليها الحكومات أو أمناء المدن لزيادة معدلات السعادة والرفاهية لديها، وتقديم تجربة دبي
كما عرض فصل "المدن السعيدة" بعض التجارب العالمية الناجحة في مجال بناء المدن الذكية، ففي دبي فقد جاء في هذا الفصل بعض التجارب كمنصة "دبي بالس"، العمود الفقري لبيانات دبي، ومستجدات تطبيق "دبي الآن" الذي يضم أهم الخدمات الذكية في إمارة دبي عبر منصة واحدة سريعة وسلسة وغير ورقية، تسمح للسكان بإنهاء المعاملات والإجراءات عن طريق الهواتف
الذكية دون الحاجة إلى زيارة مراكز الخدمة. إلى جانب ذلك عرض فصل "المدن السعيدة" مجموعة من التجارب العالمية الناجحة كمؤشر مدينة بوسطن للأداء، والمراكز المجتمعية في مدينة برينس ألبرت في كندا، والحكومة المفتوحة في مدينة كيتو في إكوادور، ووسائل النقل المكوكية ذاتية القيادة في مدينة سيفوكس في فرنسا، وتجربة الإدارة الجيدة للمخلفات في مدينة سول في كوريا الجنوبية.
ويستند فصل "المدن السعيدة" على المبادئ التوجيهية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بشأن قياس الرفاهية الذاتية التي تعتبر مرادفاً للسعادة، وبكونها مزيجا من ثلاثة عناصر أساسية أولها "تقييم الحياة "بشكل يعكس حياة الفرد أو جوانب محددة منها، وثانيها العاطفة من حيث ردود فعل الفرد تجاه التأثيرات العاطفية أو الشعورية والتي تقاس عادة بالنسبة إلى مرحلة زمنية معينة، وثالثهاً الازدهار الذي يعني بأن يكون للحياة معنى وهدف محدد.
كما يناقش الفصل أهداف المدينة بشكل مفصل، ويطرح أفضل الممارسات لتحقيق السعادة في هذه الأهداف والتي تتمثل في كل من: الاقتصاد، الناس والمجتمع، الحوكمة، التنقل، البيئة وممكنات الحياة، ويسلط الضوء كذلك على أداة تقييم السعادة للمشاريع الذكية التي أطلقتها دبي الذكية بهدف دعم عمليات صناعة القرار وإتاحة الفرصة للجهات لضبط وتحسن المشاريع والخدمات التي تقدمها لأطول فترة، وتعميق تأثير هذه الخدمات على جمهور المتعاملين والمجتمع.
ويركز الفصل على أنشطة السعادة والتدابير التدخلية التي تنطبق على أطر وثقافات أوسع للمدن، إلى جانب تمكين الأنشطة الحياتية في عالم يتصاعد فيه دور التكنولوجيا بشكل متزايد، ويشمل الفصل استعراض دراسات الحالة على الصعيد العالمي وأفضل الممارسات، كما يلقي الضوء على التوصيات المقدمة لتحقيق أقصى قدر من النجاح في مجال التكنولوجيا الرقمية والعالم الذكي.
جدير بالذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قد أطلق مجلس السعادة العالمي في يوم السعادة العالمي 20 مارس 2017. ويضم المجلس العالمي للسعادة أعضاء بارزين من الخبراء والمديرين التنفيذيين من بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى هولندا والإكوادور والإمارات. ويسعى المجلس إلى توحيد الرؤى وتكامل الجهود وتعزيز اواصر التعاون الدولي في سبيل تحقيق السعادة للبشرية.