منتدى الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في دورته السادسة يناقش "الاستدامة التحويلية"

تحت رعاية جامعة الدول العربي، نظمت الشبكة العربية للمسؤولية الإجتماعية للمؤسسات منتداها السنوي الـ 6 في فندق "إتش" بدبي على مدى اليومين الماضيين بمشاركة نخبة من قادة واصحاب رؤى المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في العالم لتبادل وجهات النظر بشأن التطورات المستدامة في المنطقة.

ناقش المنتدى الذي إلتأم تحت عنوان " ما وراء المسؤولية: "نحو الاستدامة التحويلية" مفهوم الاستدامة التحويلية وأهميتها وتأثيرها على البيئة الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة، فضلا عن تسليط الضوء على بعض القضايا الملحة للمسؤلية الاجتماعية للمؤسسات، في ظل نظرة المؤسسات في المنطقة العربية للمسؤولية الإجتماعية.

وقالت السيدة حبيبة المرعشي، رئيسة الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في كلمتها الإفتتاحية للمنتدى إن مشاركة عدد كبير من كبار الشخصيات في المؤسسات الحكومية والبعثات الدبلوماسية وعمالقة القطاع الخاص من العالم العربي وكذلك من الدول الأخرى يضيف قيمة كبيرة لهذا الحدث، معربة عن امتنانها للمستوى العالي من الاهتمام و المشاركة ورغبتها بأن يستمر المنتدى في استقطاب والهام الجميع ليكونوا مواطنين مسؤولين سواء على المستوى الفردي أو على الصعيد المؤسسي.

وأضافت: "أطلقت الشهر الماضي في قمة الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة التي  توفر خارطة طريق للتنمية العالمية في العقود المقبلة، وسيتعين على المنطقة العربية فرض نفسها كلاعب رئيسي في قضايا المساواة والتنمية المستدامة وبذل جهود مشتركة مع بقية العالم، حيث سيكون استخدام إطار التنمية المستدامة متاحاً لكسب التفوق التنافسي في الساحة العالمية".

وأوضحت أن المسؤولية الاجتماعية والاستدامة تعتبر وسائل للمساهمة في التنمية المستدامة للاقتصادات والمجتمعات التي تعمل فيها، مؤكدة أن نماذج الأعمال التحويلية تخلق فرصا للنمو الاقتصادي الشامل والعادل وخلق قيمة مجتمعية، وأن نماذج الاستدامة تتمثل في جلب ثقافة تتجاوز المسؤولية الاجتماعية وتحفيز المنظمات للنظر إلى أبعد من نماذج الربح التقليدية، منوهة إلى أهمية هذا النهج الجديد في مرحلة ما بعد 2015 لعصر التنمية المستدامة.

وقالت: "إن المنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات هي منصة متطورة، حيث نختار موضوعاتنا برعاية، وبعد الكثير من المداولات، وقد قضينا ساعات طوال بذلنا خلالها جهداً كبيراً في البحث وتطوير فهمنا واختيار الموضوعات والمتحدثين، وأستطيع أن أقول بفخر أننا قطعنا شوطاً طويلاً في رحلتنا، فيعتبر هذا المنتدى أول منصة تثار خلالها القضايا الأكثر موضوعية وأهمية، بمشاركة السلطات الرائدة حول هذه الموضوعات، وقد أصبح يعرف كالمنصة الأكثر مصداقية  وهو ما يجذب الناس إلى منتدانا عاماً تلو الآخر".

وأضافت :"اكتشفنا من خلال السيناريوهات الحالية، أن حث المنظمات للانخراط مع المجتمع ليس كافياً، حيث تهب رياح التغيير، فلأول مرة، يتغير العالم بوضوح ودون مواربة، نحو مجموعة جديدة من تعريف أهداف التنمية المستدامة، وقد جاء ذلك مع إدراك أن التنمية المستدامة  توفر الرخاء والتقدم الاجتماعي والسلام والاستقرار وكوكب صحي، وللوصول إلى هناك، نحتاج أولا إلى التخلص من العمل على النحو المعتاد والقفز إلى التحول المنهجي والتغيير الشامل."

وشملت الجلسة الافتتاحية كلمة سعادة الدكتور محمد ابراهيم التويجري والتي القتها نيابة عنه الدكتورة شهيرة وهبي – رئيسة قسم التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية. تلتها كلمة سعادة سعيد الطاير عضو مجلس الإدارة المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي حيث قال: "ينسجم المنتدى مع رؤية هيئة كهرباء ومياه دبي للعام 2021 والرامية إلى إشراك المعنين، عبر استهداف نسبة 100% من تنفيذ خطط الهيئة السنوية الخاصة بالمسؤولية المجتمعية، وتحقيق أعلى قيم على مؤشر السعادة".

وتحدث في الجلسة الأولى التي حملت عنوان "نموذج التوجه نحو الإستدامة التحويلية، ماذا يتطلب؟"، كل من السيد عبد الرحمن الصم، إختصاصي أول في تطوير الإستدامة في شركة التعدين العربية السعودية، والسيد لوكا كريسيوتي، الرئيس التنفيذي لشركة "دي ان في – جي أل" لضمان الأعمال، والسيدة كارين إيرتون، مستشارة مستقلة بأمور الإستدامة.

فيما تحدث في الجلسة الثانية التي حملت عنوان "النماذج الإقتصادية الجديدة والشراكات التحويلية" كل من الدكتور ناصر سعيدي، رئيس مجلس صناعة الطاقة النظيفة، والسيد ماثيو تكاكي، الشريك المؤسس لشركة انتر هوب ومجموعة الاستدامة، والدكتورة إليسار صروح، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة خبير لاستثمارات الحوكمة. 

فيما تحدث في جلسة العمل الثالثة التي حملت عنوان "الاستعداد لأهداف التنمية المستدامة" كل من الدكتور إياد أبو مغلي، المدير الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لمنطقة غرب آسيا، والدكتورة شهيرة وهبي - رئيسة التنمية المستدامة والتعاون الدولي في جامعة الدول العربية، السيدة إني أونوك - مؤسسة والرئيسة التنفيذية - ثٌسيلبراكسيس للإستشارات المحدودة، والسيد سيمون بيرسون من هيئة البيئة ابو ظبي، والسيدة ناوكو كوبو من ادارة التغير المناخي في وزارة الخارجية لدولة الامارات.

فيما أستهل اليوم الثاني للمنتدى بـ "مختبرات الإبداع" حيث حاول المختبر الأول الذي حمل عنوان "ظهور المؤسسات الاجتماعية: تغيير طبيعة الاعمال" الإجابة عن أسئلة تتعلق بعمل المؤسسات الإجتماعية، وكيف يمكن لها أن تغلق فجوة الاستدامة الناتجة عن نماذج الاعمال التقليدية، وما هو المطلوب منها لتبني ثقافة الريادة الاجتماعية في العالم العربي، حيث قدم العرض الرئيسي السيد شريف حسني - مؤسس ومدير تنفيذي بشركة شادوف، وترأس المختبر،  الدكتور غريس أوجوت، عضو لجنة تحكيم  الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات.

فيما حمل المختبر الثاني عنوان "ثقافة الشباب والمعرفة والتمكين لاجندة ما بعد 2015"، وسلط الضوء على دور الشباب في تحديد الأولويات المحلية والإقليمية وأهداف أجندة ما بعد 2015، فضلا عن كيف يمكن للمؤسسات الإجتماعية، والحكومة والقطاع الخاص أن يتبنوا منهجاً متكاملاً لتمكين الشباب للإستفادة من فرص أجندة ما بعد 2015، وقدم العرض الرئيسي السيد محمد أندلوسي - رئيس ومدير تنفيذي في إنجاز المغرب، في حين رأس الجلسة الدكتور أشرف جمال الدين - المدير التنفيذي لمركز ”حوكمة“.

فيما حمل المختبر الثالث عنوان "التكنولوجيا المستدامة والابتكار: حجر الاساس لبناء الاستدامة التحويلية" وقدم السيد شادي بخور مدير شركة كانون الشرق الاوسط، في حين رأس الجلسة السيدة كريمة إيساباك - مديرة العلاقات الدولية - المنتدى العالمي ليل.

وشهد اختتام المنتدى إطلاق مبادرة "شراكة" العربية، التي من المزمع أن تصبح منصة المنطقة العربية الرائدة في شراكات التنمية المستدامة. 

عقد المنتدى تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبدعم من الميثاق العالمي للأمم المتحدة ومعهد حوكمة وبرعاية شركة معادن (الراعي الاستراتيجي الحصري)، شركة صناعة الكيماويات البترولية (الراعي البلاتيني)، شركة اينوك، شركة ناتبت وشركة الخليج للصناعات البتروكيماوية (الرعاة الذهبيون)، شركة دايموند ديفيلوبرز (الراعي الصناعي)، شركة راس غاز (راعي المنشورات) شركة كانون الشرق الأوسط (راعي التصوير)، ومجموعة عمل الإمارات للبيئة الشريك البيئي، شركة (DNV-GL) موفر الضمان الخارجي، مجموعة (MBC) الشريك الإعلامي الإستراتيجي، شركائنا في وسائل الإعلام الأخرى أريبيان بزنس، مجموعة أخبار ME لخدمات الشرق الأوسط، جريدة الغلف نيوز، مجموعة أومنيكوم الإعلامية، جريدة سفن دايز، عين الرياض وبلو لوي الكويت، وماي كلايمت شريكنا في جعل هذا الحدث محايداً للكربون.