احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة 13 وفق مؤشر الأداء اللوجستي للبنك الدولي، متفوقة بذلك على كندا وأستراليا وفرنسا والعديد من الأسواق المرموقة الأخرى. وسلطت الدورة العاشرة من "القمة العالمية لإدارة استراتيجيات التوريد والخدمات اللوجستية" الضوء على توظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي، وتقنية البلوك تشين، وتقنية إنترنت الأشياء وتأثيرها على قطاع الخدمات اللوجستية. ويشكل قطاع سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية حوالي 14% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وفي هذا الإطار، قال عتيق جمعة نصيب، نائب رئيس تنفيذي أول لقطاع الخدمات التجاريّة في "غرفة تجارة وصناعة دبي": "يشهد قطاع الخدمات اللوجستية العالمي اليوم تغيرات سريعة الوتيرة، حيث تتسبب التقنيات والتوجهات الجديدة بتعطيل نماذج الأعمال القائمة. وتشمل هذه التقنيات والتوجهات الجديدة أنظمة إدارة التخزين المتطورة التي تقودها الروبوتات، وبزوغ نجم حلول سلاسل التوريد المستدامة، وتزايد الطلب على الموارد التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الاستخدام التجاري. وفي الوقت ذاته، يتمخض هذا التعطيل عن تحديات جديدة ينبغي على الشركات معالجتها في محاولة لمواكبة السوق التي تشهد تنافساً متزايداً".
ومن المتوقع لمشاريع التوسعة والاستثمارات الجديدة في مطارات وموانئ دولة الإمارات العربية المتحدة أن تدفع عجلة النمو المستقبلي للقطاع، في حين يتوقع أن يتحسن سوق الشحن الجوي في الدولة بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.8٪ خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأضاف السيد جمعة: "أدت العولمة، والتصنيع عبر الاستعانة بمصادر خارجية، وسلاسل التوريد الأطول، وهوامش المنتجات الأكثر تشدداً، إلى تعقيد عملية إدارة سلاسل التوريد. ويقوم موزعو الجملة حالياً بتقييم الطريقة التي يستخدمون بها بياناتهم، والاستفادة من التكنولوجيا لإقامة وإرساء علاقات جديدة وهادفة مع العملاء والحفاظ عليها".
وتنشط "مجموعة عمل التوزيع والتوريد والخدمات اللوجستيّة"- التي تتخذ من دبي مقراً لها- في تطوير قطاع سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية محلياً وإقليمياً وعالمياً.
كما قال شاشي شيخار، مؤسس ورئيس "مجموعة عمل التوريد والتوزيع والخدمات اللوجستية" خلال الدورة العاشرة من "القمة العالمية لإدارة استراتيجيات التوريد والخدمات اللوجستية": "يتأثر قطاع سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية بشكل ملحوظ ومتزايد وإيجابي بعدد من التقنيات مثل البلوك تشين، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتقنية السحابية، والروبوتات، والأتمتة التي تفرض تغييرات إيجابية عبر مختلف المهام وجميع ميادين القطاع. وأنا على يقين بأن مشهد سلاسل التوريد سيتغير بشكل ملحوظ خلال السنوات المقبلة – لذلك فإن الفائزين الحقيقيين هم أولئك الذين يتمتعون بالذكاء الكافي لمواكبة التوجهات الجديدة بسرعة، والمستعدين دوماً لفهم هذه التوجهات وتحليلها وتحقيق التغير في ضوء التحديات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية المتعددة".
وشارك في الجلسة الافتتاحية للقمة كل من السيد محمد حسن محمود، مدير القسم التجاري في "موانئ دبي العالمية"؛ والدكتور غانيش ناتاراجان، رئيس مجلس إدارة "فايف إف وورلد"؛ وتيم سينسينينغ، رئيس مجلس إدارة "تي إم إس فيرست"؛ حيث استعرضوا آراءهم حول مستقبل هذا القطاع الضخم الذي تقدر قيمته بتريليون دولار أمريكي.
وأضاف شيخار: "نشهد اليوم تطوراً ملحوظاً في بيئات العمل الرقمية ضمن قطاع الخدمات اللوجستية. وأقامت دبي بنية تحتية ضخمة من الموانئ والمطارات وشركات الطيران وخطوط الشحن لبناء سلسلة توريد عالمية المستوى. كما ركزت الإمارة على جانبي الابتكار والتطور لضمان تمكين نمو سلسلة التوريد هنا. وأنا على ثقة تامة بأن هذه التقنيات الإحلالية والجديدة ستوفر أيضاً فرصاً هائلة أمام قطاع الخدمات اللوجستية في المنطقة".
ومنذ تأسيسها، حققت "مجموعة عمل التوريد والتوزيع والخدمات اللوجستية" نمواً لافتاً من حيث أنشطتها وقاعدة الأعضاء فيها. وتعد "القمة العالمية لإدارة استراتيجيات التوريد والخدمات اللوجستية" التي تستضيفها دبي سنوياً الملتقى الأكبر لقيادات الفكر على مستوى القطاع في منطقة الشرق الأوسط وشبة القارة الآسيوية وأفريقيا. وقد حظيت بدعم العديد من الشركات الرائدة في القطاع ومنها "موانئ دبي العالمية"، و"الفطيم اللوجستية" و"إس إس آي سكايفر"، و"أون بيز"، و"سبان جروب"، و"تي إم إس فيرست"، و"توينتك"، و"إي بلس بي"، و"غودريج"، وغيرها.
واستقطبت القمة في دورتها العاشرة نخبة من المتحدثين والمشاركين من السعودية، والكويت، وسنغافورة، والهند، والولايات المتحدة، والدنمارك، وسويسرا، وجنوب أفريقيا، وكندا، وبولندا، والنمسا. كما تضمنت كلمات رئيسية، ومناقشات للخبراء، إضافة إلى استعراض دراسات حالة موسعة، ومناقشة تجارب وخبرات تدعم القطاع. كما استعرض خبراء القطاع من دولة الإمارات والعالم آراءهم القيّمة التي تسهم في تحديد مسار نمو القطاع في دبي والمنطقة والعالم.