يزداد اهتمام الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وحول العالم بتحقيق المساواة بين الجنسين في مكان العمل عاماً بعد عام، فوفقا لاستبيان "المرأة العاملة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الذي أجراه بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، مؤخراً بالتعاون مع يوجوف، المنظمة الرائدة المتخصصة بأبحاث السوق، قالت أكثر من 3 من كل 4 نساء في الإمارات العربية المتحدة بأن عروض العمل تستند كليا إلى الخبرة والمؤهلات، ولا يلعب الجنس أي دور في ذلك. ويتجاوز هذا الرقم المتوسط الإقليمي ليضع دولة الإمارات في المرتبة الأولى عندما يتعلق الأمر بسهولة حصول النساء على وظيفة.
ويهدف الاستبيان لاكتشاف وضع المرأة العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال التعرّف على رأيها حول المساواة في العمل، والأسباب التي تدفعها للبحث عن وظيفة، والتحديات التي تواجهها في مكان العمل، فضلا عن طموحاتها المهنية والشخصية. وعندما سُئلت المجيبات عن المساواة في مكان العمل، قالت أكثر من 8 من كل 10 بأن النساء في الإمارات يتمتعن بنفس مستوى المساواة التي تتمتع به النساء في البلدان الغربية.
المساواة في شركات الإمارات
يبدو بأن النساء في الإمارات أكثر رضى عن المساواة بين الجنسين في مكان العمل مقارنة مع النساء في بلدان أخرى من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلى الصعيد الإقليمي، صرحت ثلاثة أرباع (75٪) المجيبات بأن أماكن عملهن تشمل خليط من الرجال والنساء. وترتفع هذه النسبة في الإمارات بنسبة 10% تقريبا عن المتوسط الإقليمي بحيث تبلغ 84%. وإضافة إلى ذلك، عبرت غالبية النساء في الإمارات (73٪) عن ارتياحهن للعمل في بيئة عمل مختلطة، حيث ترى أكثر من نصفهن (54٪) بأن هذه البيئة مريحة للغاية، بينما أظهرت نسبة 23٪ حيادها، في حين قالت 3٪ فقط بأن هذه البيئة غير مريحة.
من ناحية أخرى، أفادت ثلاثة أرباع (74٪) المجيبات اللواتي يعملن في بيئة مختلطة بأن مديرهن رجل، ومع ذلك قالت نفس النسبة تقريبا (73٪) بعدم وجود تفضيل لديها من ناحية جنس المدير.
وأفادت سبعة من كل عشرة (70٪) مجيبات بأنهن يعملن بعدد متساو تقريبا من الساعات مع زملائهم الذكور، بينما صرحت نسبة 6٪ بأنهن يعملن لساعات أقل منهم، ونسبة 16٪ بأنهن يعملن لساعات أكثر، في حين أن نسبة 8٪ لم تقدم أي إجابة.
أما بالنسبة لأهم المزايا المُقدمة للنساء في مكان العمل، فقد شملت: التأمين الصحي الشخصي (47٪)، وإجازة أمومة مدفوعة الأجر (40٪)، وبدل المواصلات (34٪)، والتدريب المهني (32%)، والتأمين الصحي للأسرة (23%). وعلى الصعيد الإقليمي، صرحت أكثر من ثلثي النساء (69%) بأن شركاتهن تمنحهن إجازة أمومة رسمية لمدة شهر على الأقل، أما نسبة 5٪ فقالت بأن إجازة الأمومة هي أقل من شهر واحد. من ناحية أخرى، قالت 9٪ من المجيبات بأن شركاتهن لا تقدم إجازة أمومة رسمية، بينما صرحت نسبة 19٪ بعدم معرفتهن بهذه السياسة.
وفيما يتعلق بقوانين العمل في بلد الإقامة، ذكرت غالبية المجيبات في الإمارات (89٪) بأن لديهن إلمام إلى حد ما على الأقل بقوانين العمل في الدولة، ومن بينهن تتمتع خمسي المجيبات (37%) بمعرفة واسعة بهذه القوانين. ومن بين النساء التي لديها معرفة بقوانين العمل في دولة الإمارات، صرحت حوالي ثلاثة أرباع المجيبات (77%) بأن هذه القوانين عادلة بحق النساء، إلى حد ما على الأقل، بينما اعتبرت 8% فقط بأنها غير عادلة، في حين رفضت نسبة 15٪ تقديم أي إجابة.
التحديات التي تواجه المرأة العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أما أكبر ثلاثة تحديات تواجهها النساء في مكان العمل، فقد شملت: الفرص الأقل للترقيات الوظيفية (44٪)، وبيئة العمل المرهقة والمتطلبة (37%)، والنقص أو عدم كفاية فرص التدريب (30%).
وعلى الرغم من هذه التحديات، تعتقد غالبية النساء بأن الرجال والنساء يعاملون على قدم المساواة في مكان العمل في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك ساعات العمل (68٪)، والتدريب والتطوير (68٪)، وتقديم المشورة والدعم (60٪)، والتوظيف والاختيار (56٪)، والمزايا (55٪).
وتعليقاً على ذلك، قالت رانيا نصير، المديرة الإدارية لتطوير الأعمال في بيت.كوم: " تلعب المرأة اليوم دوراً مهماً للغاية في مكان العمل، ومن الرائع أن نرى بأن الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبذل جهوداً متزايدة لتوظيف عدد أكبر من النساء وتعزيز المساواة في مكان العمل." وأضافت: "تشير نتائج الاستبيان إلى أن الشركات في المنطقة تحرز تقدما كبيرا نحو تحقيق التوازن بين الجنسين في العمل حتى منذ العام الماضي. ونحن في بيت. كوم، نسعى جاهدين لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء في كافة المستويات المهنية، إضافة إلى توفير الأدوات والمعلومات التي تساعد الشركات على توظيف أفضل الكفاءات وتمنح النساء في المنطقة وفي كافة أنحاء العام فرص عمل متساوية."
الحياة المهنية للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تعتمد سعادة المرأة في المنطقة بشكل كبير على مسيرتها المهنية، حيث برز وجود مهنة جيدة (49٪) كأفضل وسيلة لتحقيق سعادة المرأة، يليه الصحة الجيدة (42٪)، والسفر وزيارة بلدان أخرى (36٪)، وقضاء الوقت مع العائلة (34٪)، وكسب المال (29٪).
وإضافة إلى ذلك، شملت أهم الأسباب التي تدفع النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للبحث عن عمل: الاستقلال المالي (59٪)، والقدرة على دعم الأسرة/ دعمها مالياً (50٪)، تعزيز آفاقهن في الحياة (46٪)، والاستفادة من تعليمهن (42٪)، وتأمين مستقبل أسرهن وأطفالهن (40٪).
وفي الوقت نفسه، تبدي النساء في جميع أنحاء العالم اهتماماً بتحقيق توازن بين مسؤولياتهن في المنزل وفي العمل. وقالت أكثر من نصف (54٪) المجيبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن قرارهن بإنجاب الأطفال قد أثر على حياتهن المهنية، إلى حد ما على الأقل، في حين قالت 41٪ أن ذلك القرار لم يؤثر على عملهن على الإطلاق.
وإضافة إلى ذلك، تعتقد أكثر من نصف (52٪) المجيبات بأن خططهن المستقبلية للزواج ستؤثر على خياراتهن المهنية، إلى حد ما على الأقل، في حين قالت نسبة 29٪ بأنها لن تؤثر عليه على الإطلاق، بينما صرحت نسبة 19٪ عن عدم معرفتهن بذلك. ومع ذلك، أشارت غالبية المجيبات المتزوجات (36٪) إلى أن خياراتهن المهنية قد أثرت إيجاباً على حياتهن الزوجية، في حين قالت (34٪) أنها لم تؤثر عليها على الاطلاق.
ومن جانبها، قالت أنجالي تشابرا، مديرة الأبحاث في يوجوف:"مع تزايد اهتمام الشركات بتحقيق المساواة بين الجنسين في مكان العمل، فإنه من الضروري جداً توفير معلومات تساعدنا على معرفة أكثر العوامل أهمية في مكان العمل وتحديد المجالات التي يجب على الشركات تحسينها. لذلك، يهدف هذا الاستبيان إلى تعزيز معرفة الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم بالوضع السائد، ومساعدتها على تحقيق المساواة بين الموظفين في مكان العمل، لا سيما من ناحية التوازن بين حياة الموظفين المهنية والشخصية ومسؤولياتهم الشخصية الأخرى."
تم جمع بيانات استبيان بيت.كوم حول "المرأة العاملة في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا" عبر الانترنت خلال الفترة الممتدة من 26 أكتوبر وحتى 26 نوفمبر 2017، بمشاركة 4053 سيدة من الجزائر، والبحرين، ومصر، والأردن، والكويت، ولبنان، والمغرب، وعُمان، وقطر، والسعودية، وسوريا، وتونس والإمارات.