ست نساء متميزات ساهمن في تحفيز مسيرة التقدم العلمي بمنطقة الشرق الأوسط، فأصبحن بذلك مثالاً يحتذى به للأجيال القادمة. هذا كان فحوى الرسالة الأساسية لبرنامج ’زمالة لوريال - اليونيسكو من أجل المرأة في العلم 2017‘ للشرق الأوسط خلال حفل توزيع الجوائز الذي أقيم يوم أمس 13 نوفمبر في فندق جميرا بيتش في إمارة دبي بالشراكة مع جامعة زايد، حيث تم منح عدد من الباحثات المبدعات جوائز مالية بقيمة 20,000 يورو لكل باحثة في فئة ما بعد الدكتوراه و 8,000 يورو لكل باحثة في فئة طالبات الدكتوراه، وذلك تكريماً لمساهمة كل منهن في مجالات العلوم وأعمالهن البحثية المتميزة. ومن ضمن الفائزات الستّة، تمثّلت المملكة العربية السعوديّة بالدكتورة أمل قطان، عن بحثها العلمي حول تطوير التحاليل السريرية للخزعات السائلة باستخدام جزيئات ميكرو الحمض النووي الريبوزي الصغيرة "ميكرو آر أن إيه " في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وبالسيدة مرام منصور عبادي عن أبحاثها حول التصوير فائق الدقة لحركة البوليمرات على مستوى الجزيء الواحد.
ويأتي تنظيم برنامج ’زمالة لوريال - اليونيسكو من أجل المرأة في العلم‘ للشرق الأوسط للعام الرابع استناداً إلى المبدأ القائل بأنّ "العالم بحاجة إلى العلم، والعلم بحاجة إلى المرأة لأنّ المرأة في العلم قادرة على تغيير العالم". وتحتفي جوائز البرنامج بالعالمات والباحثات النساء في منطقة الشرق الأوسط والمساهمات في التطور العلمي على مستوى المنطقة.
كما تستند القيم الأساسية لشركة ’لوريال‘ وجامعة زايد على فكرة تمكين المرأة وتقوية شخصيتها وتشجيعها على بلوغ كامل إمكاناتها. وقد تم تصميم ’برنامج من أجل المرأة في العلم‘ الذي أطلقته ’مؤسسة لوريال‘ لمحو الصورة النمطية التي تحول دون قدرة الشابات على تحقيق طموحاتهن. ويعمل البرنامج على دعم الدور الذي تلعبه العالمات، وتسليط الضوء على اكتشافاتهن العلمية بهدف ردم الهوة بين الجنسين في مجال العمل وتعزيز تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل.
وخلال حفل توزيع الجوائز، هنأت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي رئيسة جامعة زايد بالجائزة قائلةً: "أعرب عن تقديري ودعمي وإيماني العميق بأهمية الجهود المبذولة من قبل ’مؤسسة لوريال‘ ومنظمة ’اليونسكو‘ والمتمثلة في تنظيم ’برنامج من أجل المرأة في العلم‘، الذي يسهم في ضمان عدم وقوع الأفكار العلمية النيرة رهينة للتمييز بين الجنسين. ويعمل البرنامج أيضاً على تفعيل مشاركة النساء في منطقة الشرق الأوسط – واللواتي يشكلن أكثر من 50% من التعداد السكاني للمنطقة – في الجهود العلمية التي تعود بالنفع على المجتمع بأسره. كما يوفر البرنامج فوائد إضافية تتمثل في تحويل النساء الفائزات بالجائزة إلى مصدر إلهام للأجيال الجديدة من العقول النسائية المبدعة، فضلاً عن إفساح المجال أمامهن للحصول على مهن ذات عوائد مجزية".
وفي معرض تعليقه حول حفل توزيع الجوائز، قال الأستاذ الدكتور معين حمزه رئيس لجنة التحكيم وأمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان: "إنه لشرف عظيم بالنسبة لي أن أترأس لجنة التحكيم الخاصة ببرنامج ’زمالة لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم‘للشرق الأوسط. ويسرني الإشارة إلى تصاعد شدة المنافسة للفوز، وزيادة عدد طلبات المشاركة المقدمة، وارتفاع مستويات نوعية الأبحاث العلمية المشاركة عاماً بعد آخر. فلم يشهد العام الحالي زيادة كبيرة في أعداد المتقدمات فحسب، وإنما في نوعية الإنجازات الاستثنائية المطروحة أيضاً. وقدمت الفائزات – اللواتي ينحدرن من مختلف أنحاء الخليج العربي – مساهمات رائعة، إلى جانب باقة من الأفكار والأبحاث المبتكرة والتي يمكن الاستفادة منها في تحسين نوعية حياة البشر في مختلف أنحاء العالم".
وتسهم الفرق البحثية التي تضم عدداً متوازناً من النساء والرجال في ترك تأثيرات إيجابية واضحة على نوعية الرؤى والتطبيقات العملية التي يتم ابتكارها، إذ يمكن لتنوع الكوادر البحثية أن يقدم وجهات نظر متنوعة ومتعددة من شأنها إثراء نتائج الأبحاث وتعزيزها.
بدوره، قال السيد تيري أوسان، مدير عام شركة ’لوريال الشرق الأوسط‘: "يستند برنامج ’زمالة لوريال - اليونيسكو من أجل المرأة في العلم‘ للشرق الأوسط إلى التزام شركتنا الراسخ تجاه دعم المرأة في كل مكان. نحن نؤمن بأهمية تنوع الكوادر العاملة بين الجنسين بما يفضي إلى تحقيق نتائج رائعة. وتشكل النساء نصف تعداد المجتمع الإنساني، ولا شك أن عدم المشاركة في الحوارات العالمية سيعوق تقدم البشرية وتطورها، ولذلك فإننا نبذل جهوداً حثيثة لضمان حصول جميع النساء على حق التعبير عن أنفسهن وآرائهن بكل حرية. ونؤمن بقدرات المرأة في المجالات العلمية – وغيرها من المجالات الأخرى – على إحداث تغيير إيجابي في العالم. ومن هنا، يوفر البرنامج للنساء منبراً خاصاً يتيح لهن القدرة على عرض آرائهن وأفكارهن المبدعة والاحتفاء بها".
وتساعد ’مؤسسة لوريال‘ النساء على مواجهة الظلم الذي يتعرضن له، وتذليل العقبات الناجمة عن التمييز على أساس الجنس، وخوض غمار مجالات علمية جديدة. وتحتفي المؤسسة بالنساء المتميزات في مجالات العلوم وإنجازاتهن التي تسهم بإحداث تغيير إيجابي في العالم من خلال الاكتشافات الجديدة، حيث حازت حوالي 2,700 سيدة من أكثر من 115 دولة على زمالة البرنامج. ومن خلال تعاونها مع منظمة ’اليونيسكو‘، احتفت المؤسسة بحوالي 100 فائزة بالجائزة تكريماً لهن عن إنجازاتهن البحثية المتميزة، وحازت اثنتين منهن على جائزة ’نوبل‘.
وتتضمن قائمة المشاركات في البرنامج:
فئة باحثات ما بعد الدكتوراه: