ضمت الدفعة الرابعة من الخريجين من البرنامج التنفيذي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي اثنين وأربعين مسؤولاً من مختلف مؤسسات الإمارات العربية المتحدة. وقد أمضى المنتسبون 12 أسبوعاً مع أساتذة ومدربين رائدين عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي وركزوا على شرح إمكاناته في خدمة المجتمع، لاسيما من حيث تعزيز الاستدامة.
وضمت النسخة الرابعة من البرنامج مسؤولين من مؤسسات متنوعة، مثل مركز الإحصاء-أبوظبي، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، و"برايس ووترهاوس كوبرز"، و"آي بي إم". ولا بد من الإشارة إلى أنه تم تخريج أكثر من 166 طالباً منذ إطلاق البرنامج في العام 2021.
وتوجت البرنامج مجموعة من مشاريع التخرج، حيث طبق المشاركون المعارف التي اكتسبوها في سبيل تعزيز الاستدامة، ما يدعم جهود عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتشمل هذه المشاريع تطوير مرصد قائم على الذكاء الاصطناعي للمساعدة في ضمان الأمن الغذائي والمائي في الدولة؛ ونظامًا لمنع استغلال الأطفال عبر الإنترنت؛ ومنصات فحص وكشف مبكر وتشخيص لاضطراب طيف التوحد وأمراض مزمنة أخرى؛ ونظاماً لضمان استدامة سلاسل التوريد الحيوية ومرونتها؛ ومبادرة لتعزيز الإنتاجية والكفاءة واتخاذ القرارات المبنية على المعطيات من خلال التدريب المعتمَد في مجال الذكاء الاصطناعي.
في هذا السياق، قال البروفيسور تيموثي بالدوين، عميد الجامعة بالإنابة والأستاذ في قسم معالجة اللغات الطبيعية، خلال الكلمة التي ألقاها في حفل التخرج: "تمثل الدفعة الرابعة من القادة من خريجي البرنامج التنفيذي جيلاً جديداً من رواد الذكاء الاصطناعي الذين يحرصون على استخدامه بمسؤولية، والذين يدركون ما يتمتع به من قدرة تحويلية ليصبح من أعظم إنجازات البشرية".
ثم توجه البروفيسور بالدوين إلى الخريجين قائلاً: "إن القرار الذي اتخذتموه بالبحث عن الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في سياق الاستدامة، وسعيكم إلى اغتنامها، يشهد على رغبتكم في أن تصبحوا قادة في دولة تتبنى الابتكار والطموح وتؤمن بأن المستقبل يحمل فرصاً أعظم من تلك التي حملها الماضي. أنتم الجيل القادم من سفراء الإمارات للابتكار ضمن المعايير الأخلاقية، وأنتم الذين تصممون مستقبلاً يجمع ما بين التكنولوجيا والاستدامة في آن".
يُذكر أن مجموعات البرنامج التنفيذي قدّمت مشاريعها النهائية في حفل التخرج. وقد اختارت لجنة التحكيم فريق "الواحة" للفوز من خلال مشروعه الذي يهدف إلى مساعدة الدولة على اتباع نهج استباقي لمعالجة مشكلات الأمن الغذائي ودعم "الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051". فطرح الفريق فكرة إنشاء مرصد وطني للأمن الغذائي والمائي من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير رؤًى في وقت آن واتخاذ قرارات استباقية حول جميع الجوانب الرئيسية المتعلقة بالأمن الغذائي، ابتداءً من أنماط الطقس وتأثيرها في المحاصيل ووصولاً إلى مسائل سلسلة التوريد والنمو السكاني والظواهر الجوية المتطرفة.
كما أبدى الحكام إعجابهم بالمشاريع الخمسة الأخرى التي تشمل حلين مرتبطين بالصحة هما: مشروع "أمنية" الذي اقترحه فريق "غوف سينك"، وهو منظومة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفحص البيانات ومقارنتها من أجل الكشف المبكر عن اضطراب طيف التوحد وتشخيصه. بينما اقترح فريق "حياتي" حلاً يعتمد على الذكاء الاصطناعي من أجل مساعدة قطاع الرعاية الصحية على الكشف بشكلٍ استباقيٍ عن الأمراض غير المعدية، وذلك من خلال التغلب على أوجه القصور والنقص الحالي في جمع البيانات.
وفي إطار مشاركة مجتمع الذكاء الاصطناعي وتعزيز شبكة سفراء مجتمع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، زار المشاركون هيئة أبوظبي للإسكان ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ومركز أبوظبي للصحة العامة، بالإضافة إلى الانخراط في التعلم القائم على الفصول الدراسية وتطوير مشاريع التخرج الخاصة بهم.
انتهى