أشاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالجهود الكبيرة التي تقوم بها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي لمكافحة الأمراض غير المعدية بشكل عام والسرطانات على وجه الخصوص عبر دعم سموها لمختلف الجهود المحلية والإقليمية والعالمية في هذا المجال، مشيراً إلى أن هناك الكثير من دول العالم التي لا تستطيع مكافحة هذه الأمراض وتحتاج إلى مثل هذه الجهود المخلصة.
جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها خلال حفل افتتاح النسخة الثانية من المنتدى العالمي للأمراض غير المعدية في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، مساء السبت، وبحضور قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، وراعية المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية.
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة على أن إمارة الشارقة بادرت منذ ما يقارب الأربعة عقود على مواجهة الأسباب المؤدية إلى الأمراض السرطانية مثل التدخين والكحول، ونصت القوانين التي تحد من تلك الممارسات وتمنعها، إلى جانب دعمها لممارسة الرياضة للسيدات والرجال عبر توفير الأماكن المخصصة لذلك.
وحيّا صاحب السمو حاكم الشارقة جهود العلماء والباحثين والمهتمين بمكافحة الأمراض غير المعدية، مؤكداً سموه دعم جهودهم الكبيرة وتنفيذ ما يخرجون به من توصيات.
وقال سموه // مرض السرطان من أخطر الأمراض غير المعدية وأكثرها انتشارا في العالم، حيث يزيد عدد المرضى الذين يعانون من مختلف أنواع السرطان عن 100 مليون شخص، يتوفى منهم ما لا يقل عن 15 مليون شخص سنوياً. وأنه من المؤسف أن أهم أسباب الأمراض السرطانية هو التدخين حيث يبلغ نسبة من يتوفى بسببه سنوياً نسبة 22% من إجمالي من يتوفون بالأمراض السرطانية الأخرى. وقد بادرت الشارقة منذ سنين عديدة إلى منع التدخين في المقاهي وفي الأماكن العامة وفي المكاتب //.
وأضاف سموه قائلاً // وتأتي السمنة في المرتبة الثانية في نسبة الوفيات وسببها عدم إيجاد الأماكن الرياضية العامة ليرتادها المواطنون والمواطنات. وقد بادرت الشارقة بإقامة ممشى مطاطي في كل حديقة، وإعطاء فرصة للسيدات والرجال أن يقضوا بعض الوقت في التريض في تلك الأماكن //.
وأعلن سموه عن إقامة ممشى مكيف لتسهيل ممارسة الرياضة طوال أشهر السنة حيث قال // والملفت والذي سيأتي قريباً هو مُمشى مكيّف لأن ما يقارب من حوالي خمسة أشهر من السنة يكون فيها الجو حارٌ لا يطاق في هذه المناطق، ولذلك تم تصميم ممشى يستطيع الإنسان أن يمارس خلاله الرياضة في جوٍ مناسبٍ من درجات الحرارة //.
وأردف صاحب السمو حاكم الشارقة قائلا // يأتي بعد التدخين والسمنة من مسببات الوفاة الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، والشارقة عملت وبادرت منذ ما يقارب من حوالي 4 عقود على منع الكحول تماما من جميع الأماكن فيها. حيث تبلغ نسبة المتوفين بالسرطان بسبب الكحول نسبة 10% //.
وأثنى صاحب السمو حاكم الشارقة على جهود سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في تنفيذ توصيات الملتقيات قائلاً // منذ اجتماعكم قبل سنتين، يظن البعض أن هذا المؤتمر تُلقى به الكلمات، وتُسجل فيه الملاحظات، وتوضع في الأدراج، وكأن شيئاً لم يكن، ولكن منذ ذلك التاريخ، ومنذ ما يقارب من سنتين كانت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي تسارع الخطى، حتى إذا جاء هذا المؤتمر نكون قد حققنا شيئاً من توصيات المؤتمر السابق. ونحن لا نقول لنا الفضل في ذلك، وإنما منكم أنتم، لأنكم أنتم الذين حفزتمونا، وجعلتمونا نترقب وصولكم لنقدم امتحانا أمامكم إن كنا نجحنا أو لم ننجح في هذه المهمة //.
مؤكداً سموه على مواصلة الشارقة جهودها العالمية لمساعدة الدول في مكافحة الأمراض قائلاً // المشروعات التي قامت بها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي عديدة وآخرها تطوير معهد أورام السرطان التابع لجامعة القاهرة في جمهورية مصر ودعمه بما يقارب من 32 مليون دولار، وهو خاص بالأطفال، وهي آخر الرحلات التي تكللت بالنجاح. ولذلك لا تظنون أنكم بعد أن تتركونا أننا نهدأ. نحن لا نهدأ وإنما سنواكب وسنستمر. هناك أماكن كثيرة في العالم فقيرة، لا تستطيع توفير العلاج، والوقاية ولا السبل التي يستطيعون بها مكافحة تلك الأمراض، هذه مسؤوليتنا نحن، وأنتم المرشدون ونحن المنفذون إن شاء الله //.
واختتم سموه كلمته قائلاً // نعدكم إن شاء الله في المؤتمر القادم ستكون الوسيلة متوفرة، وسيكون نشاطنا أقوى، وسنقدم ما درسناه على يدكم بمستوى رفيع. نتمنى لكم التوفيق ولا تبخلوا علينا بالإرشاد فنحن بينكم كالتلاميذ في الفصل، وجهونا، كي نتمكن من مساعدتكم في تحقيق غاياتكم، ونحن هنا منكم وإليكم، إلى أن نلتقي في ملتقانا السنة القادمة //.
وكان قد حضر افتتاح المنتدى كل من الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، وسمو الأميرة دينا مرعد رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، ومعالي عبد الرحمن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور خالد الصالح الامين العام للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، وسعادة خوزيه لوي كاسترو رئيس تحالف الامراض غير المعدية، والسير جورج أليني المدير الفخري لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية عضو في مجلس إدارة منظمات تحالف الأمراض غير المعدية في أمريكا، وكاتي دين المديرة التنفيذية لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رؤساء الدوائر وممثلي الجهات الحكومية والخاصة ووسائل الإعلام المختلفة وعدد من الأكاديميين والباحثين.
ويشارك في المنتدى الذي تنظمه جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالتعاون مع تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، تحت شعار "تسريع وتيرة مكافحة الأمراض غير المعدية: لنُحدث فرقاً في عام 2018"، أكثر من 350 خبيراً دولياً، من مسؤولي تحالفات منظمات الأمراض غير المعدية والعاملين في قطاعات الرعاية الصحية والأطباء والمختصين، من بينهم 80 متحدثاً من 68 دولة، والذي يبحثون على مدى ثلاثة أيام العديد من المبادرات والأفكار والاستراتيجيات لمكافحة الأمراض غير المعدية على المستوى الدولي.
ومن أبرز المتحدثين في المنتدى الأميرة دينا مرعد، رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، والسير جورج إلين، المدير الفخري في منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، وعضو مجلس إدارة تحالف منظمات الأمراض غير المعدية في الولايات المتحدة، وخوسيه لويس كاسترو، المدير التنفيذي للاتحاد الدولي لمكافحة مرض السل وأمراض الرئة ورئيس تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، وكيتي دين، المدير التنفيذي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، والدكتور توم فريدن، رئيس مركز مكافحة الأمراض، والدكتورة سانيا نشتار، مرشحة باكستان لمنصب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
وتابع الحضور في مستهل حفل الافتتاح فيلماً وثائقيا عن إنجازات سمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي، في مجال الأمراض غير المعدية، انطلاقاً من تأسيس سموها لجمعية أصدقاء مرضى السرطان في العام 1999، والتي تقدم الدعم المادي والمعنوي لأكثر من 3700 مريض ومريضة وأسرهم من مختلف أنحاء دولة الإمارات، وكذلك مبادرة القافلة الوردية التي عززت التوعية بمرض سرطان الثدي وقدمت فحوصات مجانية لنحو 48800 رجل وامرأة، من جميع الجنسيات ومختلف الأعمار، خلال سبعة أعوام.
كما تناول الفيلم مبادرة سموها، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، إلى إطلاق "الصندوق الدولي لسرطان الأطفال"، في مايو 2015، الهادف إلى تقديم الدعم للأطفال المصابين بالسرطان، وتسريع عملية إنقاذ أرواح الأطفال المصابين به حول العالم، إضافة إلى افتتاح سمو الشيخة جواهر القاسمي "مختبر الشارقة" في معهد "فرانسيس كريك" الطبي، الأكبر على مستوى الأبحاث الطبية الحيوية في أوروبا، والأهم من نوعه في العالم، والذي يسهم في إجراء الأبحاث والدراسات المرتبطة بمرض السرطان بصورة عامة، وبمرض سرطان الرئة على وجه التحديد، من أجل الاستفادة منها في إنتاج علاج ناجع وفاعل لهذا المرض.
واستعرض الفيلم الوثائقي جانباً من أبرز زيارات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أهم مستشفيات ومراكز السرطان حول العالم، ومن بينها مستشفى الأطفال للسرطان في لبنان، التابع لمستشفى سانت جود لبحوث الأطفال بالولايات المتحدة، وكذلك قسم الأطفال بمستشفى "نيويورك برسبيتريان" للسرطان بنيويورك، التابع للمركز الطبي بجامعة كولومبيا، بالإضافة إلى مستشفى سرطان الأطفال "57357" في العاصمة المصرية القاهرة، أحد أكبر المستشفيات المتخصصة في علاج سرطان الأطفال بأنواعه المختلفة بالمنطقة العربية.
وألقت سعادة سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، كلمة تناولت فيها أبرز إنجازات الجمعية التي تحظى بدعم ورعاية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وقالت // تمكنت الجمعية حتى اليوم من توفير العلاج لأكثر من 4000 مريض ومتابعتهم خلال رحلة العلاج وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى واسرهم. في مجال التوعية أطلقت الجمعية مبادرات عديدة منها: القافلة الوردية، وحملة شنب، وحملة انا، وحديث الشامة، ولوّن عالمي، وعربة الفرح للأطفال المرضى، وحملات الحج و لعمرة للمرضى و اسرهم و غيرها //.
وأضافت // وقفنا مع العديد من الهيئات الصحية والطبية في الدولة وفتحنا باب التعاون والشراكة مع مؤسسات اقليمية وعالمية. ونعتز بمشاركتنا بالحملة السنوية للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان وبإقامة "مسيرة لنحيا" الرياضية لدعم مرضى السرطان في الشارقة بالشراكة مع الجمعية الامريكية لمكافحة السرطان، والتي اقيمت للمرة الاولى في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا //.
وأوضحت جعفر، أهمية المنتدى ومستوى تأثيره بقولها // إن هذا اللقاء يشكل مواصلة للمسيرة التي بدأها المنتدى في دورته الأولى، وأثمرت عن إعلان "وثيقة الشارقة للأمراض غير المعدية"، التي أكدت على ضرورة الالتزام بدعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وأصدرت مجموعة من التوصيات الخاصة بالحكومات، ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة، ومجتمع الأعمال، ووسائل الإعلام المحلية والدولية، بهدف تسريع وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها //.
وأشارت جعفر إلى أن المنتدى خرج بعدد من التوصيات كان أبرزها تبنّي "الأهداف العالمية للأمراض غير المعدية لعام 2025"، و"خطة العمل العالمية بشأن الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها للفترة 2013-2020" التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، هذا إلى جانب "خطة التنمية المستدامة لعام 2030"، إضافة إلى تحديد وثيقة الشارقة مجموعة من المسؤوليات الوطنية التي تستند إلى الأهداف والطموحات المشتركة بين جميع الأطراف.
وأكدت أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان نظمت عقب الدورة الأولى للمنتدى سلسلة اجتماعات، تابعت فيها دعم خطط التمويل والتشغيل لتحالف الأمراض غير المعدية حتى 2019، وذلك بحضور عدد من المنظمات الصحية المؤثرة في المجتمع المدني بالمنطقة، بالإضافة إلى مجموعة من المنظمات الصحية غير الحكومية الرئيسية، وكان من أهم المخرجات دعم إطلاق "تحالف الأمراض غير المعدية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط" لتكون مظلة لمكافحة الأمراض غير المعدية في المنطقة.
وأضافت رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان // تضعنا كل تلك الجهود وخطط العمل والرؤى أمام فرص كبيرة ونحن في الدورة الثانية للمنتدى، إذ تؤكد أن لتعاوننا أثر، ولعملنا الموحد نتائج كبيرة، نسعى لتكبر وتزداد بكم ومعكم، فكلنا أمل أن نواصل المسيرة في تعزيز الوعي بالأمراض غير المعدية، وتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون منها، حيث الفرص قائمة لتطوير استراتيجيات جديدة وفاعلة، وتعزيز الشراكات والتحالفات، لتحقيق أهدافنا المرجوة لاجتماع الامم المتحدة رفيع المستوى لسنة 2018 ولنجعل 2018 علامة تاريخية للحد من الامراض غير المعدية //.
من جانبه أشاد سعادة خوزيه لوي كاسترو، خلال كلمته في المنتدى، بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورعايته الكريمة لهذا المنتدى، ولقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، على التزامها المتواصل بالتصدي للسرطان وللأمراض غير المعدية، وقال // تنعقد الدورة الثانية من المنتدى في وقت حاسم يمر به عالمنا اليوم، حيث تزداد معدلات الإصابة بالأمراض عير المعدية مثل السرطان، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والاضطرابات العقلية والعصبية وكأنها أمواج تسونامي تهدد قطاعات الصحة العالمية في القرن الحادي والعشرين //.
وأضاف // هذه الأمراض تعمل على تدمير المجتمعات، وشلَ النظم الصحية فيها، وبالتالي تدهور اقتصاداتها، من خلال ما ينجم عنها من حالات العجز والوفاة المفاجئة، وهي بالتأكيد نتائج كارثية، إلاَ أن تجنبها ممكن في أغلب الأحيان، رغم أنه لا توجد دولة في العالم في مأمن من الأخطار الناجمة عن هذه الأمراض التي تعصف بكل شيء، وكأنها أشبه بأمواج عاتية من المد والجزر، التي لم تتمكن حتى الآن أي دولة من السيطرة عليها //.
وأشار كاسترو إلى أن ثلث سكان العالم سيعانون من السمنة بحلول عام 2025 إذا استمر العالم بنفس النهج الحالي من العمل، حيث سنشهد المزيد من الأطفال والمراهقين الذين سيعانون من السمنة المفرطة نتيجة زيادة الوزن، فيما سيصل العدد الإجمالي للأشخاص المصابين بمرض السكري إلى ما يقرب من 500 مليون، وعدد الوفيات إلى أكثر من 320 مليون شخص نتيجة إصابتهم بالأمراض غير المعدية، وهوما يعادل عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية، من بينهم 120 مليون شخص يمكن إنقاذهم. مؤكداً أن تكلفة هذه الأمراض على الدول النامية وحدها منذ 2011 ستصل إلى سبعة تريليونات دولار أمريكي، أي ما يعادل مجموع الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا والهند والبرازيل في العام الماضي.
وقال المدير التنفيذي للاتحاد الدولي لمكافحة مرض السل وأمراض الرئة ورئيس تحالف منظمات الأمراض غير المعدية // تتعارض هذه الصورة القاتمة مع حقيقة أن الحكومات في جميع أنحاء العالم لديها حلول فعالة مبنية على الأدلة، وقليلة التكلفة، يمكن من خلالها مكافحة هذه الأمراض والوقاية منها، ولنكن واضحين في طرحنا لهذه المسألة، علينا الإقرار بأن عدم إحراز تقدم في مجال مكافحة الأمراض غير المعدية لا يعود إلى الجانب التقني، بل ينحصر في المجالين السياسي والتجاري //.
وأكد أن الاجتماع الرفيع المستوى الثالث للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالأمراض غير المعدية في عام 2018، يمثل فرصة ذهبية لمعالجة هذه القضايا خلال أقل من عام، حيث من المقرر أن تجتمع حكومات دول العالم للوقوف على حجم التقدم المحرز في مجال تعزيز اتساق السياسات المتعلقة بالأمراض غير المعدية، وتقييم المشكلات، والاتفاق على نهج عملي للمضي قدماً نحو تحقيق الأهداف الوطنية بخصوص الأمراض غير السارية بحلول عام 2025، ما يوفر فرصة فريدة من نوعها للتأثير على القيادات السياسية من أجل حشد المزيد من العمل وتطبيق المساءلة فيما يتعلق بالأمراض غير المعدية في جميع أنحاء العالم.
وختم سعادة خوزيه لوي كاسترو كلمته قائلاً // نأمل أن يسهم المنتدى في شحذ هممكم ورفدكم بالمزيد من الأفكار الجديدة وقنوات التواصل التي ستساعدكم على العمل من أجل تحقيق هدفنا المشترك للحد من عبء الأمراض غير المعدية على الصعيد العالمي، فضلاً عن الاستفادة من الكم الهائل من المعلومات والمعارف، وتبادل الخبرات خلال أعمال المنتدى، الذي يعد أكبر تجمع لمؤسسات المجتمع المدني، على مدى ثلاثة أيام //.
وعقب ذلك انطلقت الجلسة الافتتاحية الأولى للمنتدى، بحضور صاحب السمو حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي حيث جاءت تحت عنوان "الاستجابة العالمية للأمراض غير المعدية.. الماضي، والحاضر، والمستقبل، وأهمية الاستعداد للاجتماع العام الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة للعام 2018"، وأدارها السير جورج إلين، وقدمت فيها المتحدث الرئيسي الدكتورة سانيا نشتار، رئيس مؤسسة "هارتفايل"، ورئيس اللجنة رفيعة المستوى المختصّة بالأمراض غير المعدية والتابعة لمنظمة الصحة العالمية، من جمهورية باكستان، قراءة في وضع الاستجابة العالمية للأمراض غير المعدية حتى اليوم والاستعداد للإجراءات المستقبلية.
وتهدف الدورة الثانية من المنتدى إلى تطوير استراتيجيات جديدة وسياسات صحية أكثر فعالية للوقاية والحد من الأمراض المرتبطة بنمط الحياة والتي تتسبب في وفاة 40 مليون شخص سنوياَ، أي ما يعادل 70% من إجمالي الوفيات في العالم، وذلك من خلال تقييم الإجراءات الطبية وأساليب إجراء الفحوصات الطبية المتبعة حالياً من أجل دراسة السبل الممكنة لتحسين الممارسات والإجراءات الراهنة، إلى جانب تعزيز التحالفات القائمة وإبرام شراكات جديدة بغية حشد المزيد من الجهود لمكافحة الأمراض غير المعدية.