في إطار جهودها الرامية إلى مواكبة التحولات والتغيرات المتسارعة في قطاعات الأعمال، أطلقت "الشارقة لتطوير القدرات - تطوير"، التابعة لمؤسسة "ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين"، بالتعاون مع معهد "كايزن" العالمي، يوم أمس (الثلاثاء) في "غرفة تجارة وصناعة الشارقة"، برنامج "كايزن" العالمي التدريبي المتكامل للتطوير المهني المستمر، للمرة الأولى في إمارة الشارقة، تماشياً مع رؤية "تطوير" الرامية إلى رفد الإمارة ودولة الإمارات بالكفاءات المهنية والإدارية القادرة على الإبداع، وترسيخ الريادة والتميز في مؤسساتهم وشركاتهم.
وجاء إطلاق البرنامج بهدف تمكين المشاركين الـ16 من المساهمة في تحقيق النمو والازدهار، مع المحافظة على أعلى درجات التنافسية، من خلال تقليل الهدر في الوقت والجهد والموارد، والتعامل بشكل أفضل مع التحديات عبر طرق علمية مبنية على أساس الفريق الواحد، وهو جوهر أساس برنامج "كايزن" الذي حقق نجاحاً كبيراً في اليابان منذ عقود، حيث أسهم في الارتقاء بقطاع الأعمال الياباني قبل انتقاله إلى دول العالم الأخرى.
ومع اكتمال البرنامج، سيتم منح المشاركين الذين حققوا متطلبات النجاح شهادات من "معهد كايزن"، الجهة الوحيدة المخولة عالمياً لمنحها، ما سيكون له أثر كبير في تعزيز مسيرتهم المهنية وإثرائها.
وأكد سعادة جاسم البلوشي، عضو مجلس أمناء مؤسسة "ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين"، أن (الشارقة لتطوير القدرات – تطوير) تتطلع من خلال برنامج "كايزن" إلى تطوير القدرات المهنية للشباب، لتحقيق التغيير الإيجابي المنشود في مؤسساتهم وشركاتهم، مشيراً إلى أن تطبيق البرنامج يشكل عملية يومية تهدف إلى تطوير الإنتاجية وتحسين الأداء، من خلال ابتكار حلول تسهم في تعزيز جاذبية بيئة العمل.
وقال البلوشي: "هذه هي الدورة الأولى، ولن تكون الأخيرة، من برنامج "كايزن" العالمي أو "الإدارة الرشيقة" كما أحب أن أطلق عليه، لأنه أسلوب إداري فريد يعتمد على السهولة في الاستجابة لمتطلبات العمل، ويمكن تطبيقه في جميع المؤسسات سواءً الاقتصادية أو الرياضية أو التعليمية أو الثقافية".
وأضاف: "نتطلع من خلال هذا البرنامج إلى منح المشاركين بُعداً عملياً فيما يتعلق بتطبيقه، فمن أهم خصائصه الانسيابية والتكيّف، فمثلاً، قد يتطلب تنفيذ معاملة ما عدداً محدداً من الخطوات والإجراءات، وهنا تستطيع المؤسسة أو الدائرة من خلال استخدام برنامج (كايزن) تقليص عدد هذه الخطوات تدريجياً بهدف تعزيز تجربة المتعاملين ورضاهم عن الخدمات المقدمة لهم".
ومن المقرر إكمال متطلبات برنامج "كايزن" في 31 مارس الجاري، حيث تتضمن مراحله التدريبية التعريف بأساسياته التي تعزز الوعي بأهمية التطوير المستمر من خلال خطوات صغيرة متواصلة، والتركيز على نوعية التغييرات التي يمكن تطبيقها، أما مرحلة "قادة فرق كايزن"، فتتناول أبرز عناصر التغيير المطلوبة، إضافة إلى دمج الموظفين كافة، بغض النظر عن موقعهم أو وظيفتهم، في عملية التغيير، وتمكينهم من الإسهام بتعزيزها.
وسيتعرف المشاركون على تقنية "تخطيط تدفق القيمة" لسير عملية الإنتاج، وهي تقنية طورتها شركة "تويوتا" اليابانية، وغالباً ما ترتبط هذه التقنية ببرامج إدارة مرنة، بهدف تحديد مجالات التطوير في المهلة الزمنية المحددة، والخدمات اللوجستية، وسلاسل التوريد، وغيرها. ويُختتم البرنامج بسفر المشاركين إلى اليابان في الفترة الممتدة من 25 حتى 31 مارس الجاري، يزورون فيها عدداً من الشركات اليابانية، للتعرف إلى تجاربها وقصص نجاحها، والتي يعود الفضل إليها في استدامة تطبيق مبادئ "كايزن".
وقال المهندس فتحي جبر عفانة، المدير التنفيذي لشركة "فاست لمقاولات البناء"، الراعي للدورة التدريبية لبرنامج كايزن: "تلعب البرامج التدريبية دوراً مهماً في صقل مهارات الموظفين، وتشكل لهم داعماً حقيقياً للارتقاء بنوعية الخدمة التي يقدمونها للمتعاملين، باعتبارهم يمثلون المؤسسات والدوائر التي يعملون فيها، ومن هذا المنطلق، قررت (فاست لمقاولات البناء) رعاية الدورة التدريبية للبرنامج في إمارة الشارقة، انسجاماً مع مسؤولياتها المجتمعية وتحفيزاً للمزيد من المؤسسات والشركات والأفراد على تقديم الدعم لمثل هذه البرامج التي تمتد آثارها الإيجابية لتشمل المجتمع المحلي كاملاً".
ومن جهتها قالت شما السويدي، المدير التنفيذي في مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، وإحدى المشاركات في البرنامج: "آمل أن تُمكنني المشاركة في برنامج "كايزن" من الإسهام بقيادة عملية التغيير الإيجابي، فما سأتعلمه خلال هذه الدورة سيساعدني على تعزيز القيمة المضافة التي ستؤثر على عملي، ويمكنني من اكتساب العديد من المهارات الجديدة، وبشكل خاص في مجال بناء الاستراتيجيات والابتكارات الحديثة، وأتطلع إلى مشاركة ما تعلمته في هذا البرنامج مع زملائي في العمل".
وينظم البرنامج بشراكة استراتيجية مع "دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة"، وبرعاية شركة "فاست لمقاولات البناء"، تماشياً مع رؤية "الشارقة لتطوير القدرات - تطوير" في بناء جيل متميز من القادة الملهمين والمؤثرين، الذين يسهمون في تحقيق التقدم المستمر والتنمية المستدامة لإمارة الشارقة ولدولة الإمارات العربية المتحدة.
يُذكر أن "الشارقة لتطوير القدرات - تطوير" تأسست عام 2005، وهي إحدى المؤسسات الأربع التي تنضوي تحت مظلة "مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين"، التي ترأسها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وتقوم المؤسسة على نظام العضوية، إذ تضم أكثر من 800 عضوٍ من الشباب الذين يسهمون بتحقيق أهدافها العامة من خلال أفكارهم، ورؤاهم، واقتراحاتهم، وتوصياتهم، فضلاً عن أنشطتهم، ومبادراتهم، وأعمالهم التطوعية.