يجتمع أكثر من 150 من البرلمانيات وممثلي المنظمات الدولية من عشرين دولة في منتدى إقليمي لمناقشة أجندة موحدة تجاه سياسة أكثر استجابة للنوع الاجتماعي في المنطقة.
يعقد هذا المنتدى في المغرب، بمدينة الرباط ي يومي 9 و 10 فبراير 2016 من خلال مشاركة البرلمانات والحكومات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية بما فيها الاتحاد الأوروبي والبرلمان العربي ومنظمات الأمم المتحدة.
من خلال ترسيخ المنتدى في حضور ودعم عالمي في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة، يكون للمرأة فرصة حقيقية للضغط من أجل التمثيل المتساوي في الحياة السياسية. في الآونة الأخيرة، اخترقت النساء المشهد السياسي في المملكة العربية السعودية مع 17 امرأة فائزة في الانتخابات البلدية بعد السماح للمرأة السعودية بالتصويت والترشح للمرة الأولى في التاريخ السعودي. في جميع أنحاء المنطقة، كان للمرأة وصول متنوع للحياة السياسية. ففي حين حققت تونس والجزائر والسودان بالفعل تمثيل للمرأة في البرلمان بنسبة تتخطى 30٪، فإن بلداناً أخرى لا تزال تعاني من نسبة مشاركة منخفضة للمرأة تصل إلى 2٪.
وتقول الدكتورة رلى الحروب، عضو مجلس النواب الأردني ورئيسة شبكة "رائدات"، "إن دعم وتأييد حق المرأة في التمثيل المتساوي في عملية صنع القرار ليس فقط واجبنا تجاه المرأة، إنه واجبنا تجاه بلداننا لأن مشاركة المرأة يحدث فرقاً حقيقياً ويعزز نوعية وجودة وضع السياسات".
وتشير العديد من الدراسات والأبحاث أن إشراك المرأة في عمليات صنع القرار السياسي له أثر إيجابي على مجالات التعليم والبنية التحتية والصحة على المستوى الوطني ويرتبط بالتقدم الاقتصادي ومستوى المعيشة. وأظهرت الأبحاث أن الزيادة في عدد النواب الإناث أدت إلى إصلاحات تشريعية هامة تتعلق بمكافحة التمييز والعنف المنزلي وقوانين الأسرة والميراث ودعم الطفل وحمايته.
ويسمح الحضور الواسع في المنتدى بتبادل كبير للخبرات والممارسات الجيدة فيما يتعلق بدعم المرأة في مواقع صنع القرار وتحقيق التمثيل المتساوي للمرأة في العملية السياسية. ويوفر المنتدى لشبكة "رائدات" التي أنشئت حديثا فرصة فريدة للبناء على الخبرات المشتركة لأعضائها للتأثير في السياسات الوطنية بصوت إقليمي موحد للبرلمانيات العربيات بدعم دولي كبير.
قال السيد روبرت جوي، سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب "وجود صوت موحد للبرلمانيات العربيات اللواتي يمثلن الأمل والتغيير في المنطقة العربية سوف يلعب دوراً هاماً في التنمية والاستقرار وبناء الديمقراطية في هذه المنطقة".
وبالنسبة للبلدان التي في مراحل انتقالية، يلعب التمثيل المتساوي للمرأة في عمليات بناء السلام دوراً أكثر أهمية. يظهر تحليل اتفاقيات السلام الأخيرة أن مشاركة المرأة في مفاوضات السلام يزيد من احتمال إنهاء العنف بنسبة 24٪. وتشير الدراسات الأكاديمية من روسيا وأوغندا أن النساء يميلون أكثر إلى تنحية الخلافات الأيديولوجية جانباً لصالح القضايا التي تهم المجتمع والسلام والاستقرار. في تونس على سيبل المثال، قد كان هناك عضوة في اللجنة الرباعية للحوار الوطني التي حصلت على جائزة نوبل للسلام لعام 2015. وفي ليبيا وسوريا واليمن، في حين فشلت الفصائل المعارضة في بدء الحوار، عملت النساء اللاتي يمثلن هذه الفصائل بنجاح في المفاوضات وبدأن حوارات سلام بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وقال السيد محمد الناصري، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة – المكتب الإقليمي الدول العربية، "لقد أثبتت تجربة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دعم المرأة في الحياة السياسية وبناء السلام في المنطقة أن المرأة قادرة على التصرف كعامل مؤثر ورائع في التغيير وبناء السلام. حقهن في بناء دولهن غير قابل للتفاوض وأصواتهن ضرورية من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا."