في إطار الاستراتيجية الطموحة لتنمية تسويق المنتوجات المجالية التي تنهجها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، والتي تعتبر من أهم استراتيجيات مخطط المغرب الأخضر، نظمت وكالة التنمية الفلاحية المشاركة المغربية في النسخة الثامنة من المعرض الدولي للتغذية (SIAL ME) والذي افتُتح يوم 12 ديسمبر 2017 بأبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة.
تهدف مشاركة المغرب في هذا المعرض الدولي إلى تعزيز المكتسبات المحققة إثر حضور المغرب في الدورات السابقة, كما أنها تكرس أهمية سوق الشرق الأوسط لقطاع الصناعات الغذائية المغربي.
تقيم كل من المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة علاقات دبلوماسية منذ عام 1971 وهي علاقات وطيدة تركز على الإرادة المتابدلة لتعزيز مستويات التعاون في شتى المجالات. خلال شهر أكتوبر 2012، قام جلالة الملك محمد السادس نصره الله بعدة زيارات عمل رسمية للإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي التي تساهم على شكل هبات، في برنامج تمويل مشاريع تنموية بالمغرب في إطار الشراكة الإستراتيجية التي تم إنشاؤها سنة 2011 بين المملكة المغربية ومجلس التعاون الخليجي. وبلغت قيمة هذه المساهمة مليار دولار أمريكي سنوياً خلال الفترة الممتدة ما بين 2012 و2016 أي ما مجموعة 5 ملايير دولار أمريكي. وساهمت الإمارات العربية المتحدة بغلاف مالي يبلغ 1.25 مليار دولار.
وشارك في هذا المعرض 25 عارضا يمثلون 16 تعاونية فلاحية، 3 مجموعات ذات النفع الاقتصادي و6 شركات خاصة. قام الرواق المغربي بعرض أكثر من 130 منتوج ذو قيمة مضافة عالية, خصوصا المنتوجات المجالية الحاملة للعلامات المميزة للمنشأ والجودة كالبيان الجغرافي المحمي "أرڭان", تسمية المنشأ المحمية "زعفران تالوين", البيان الجغرافي المحمي " تمور المجهول لتافيلالت", البيان الجغرافي المحمي "عسل دغموس الصحراء" و غيرها من المنتوجات المجالية المغربية. كما يعتبر هذا الحدث فرصة ممتازة لتسليط الضوء على نقاط قوة هذه المنتوجات المغربية وتعزيز القفزة النوعية التي حققها القطاع بفضل استراتيجية مخطط المغرب الأخضر.
و في إطار إعداد مشاركتهم في هذه التظاهرة التجارية الموجهة للمهنيين ، استفاد العارضون من دعم توجيهي في تقنيات التسويق من طرف وكالة التنمية الفلاحية، وذلك لتمكينهم من تهيئة منتوجاتهم بشكل أفضل, كما تم إعدادهم لبرنامج مكثف سيشمل أزيد من 250 لقاء عمل من المزمع تنظيمها خلال هذا المعرض, وذلك بهدف تعزيز مكانة المنتوجات المجالية المغربية في سوق الشرق الأوسط و البحث عن تموقع أفضل لها, خصوصا داخل المراكز التجارية الكبرى و متاجر البيع بالتقسيط والمتاجر المتخصصة في المنتجات البيولوجية والمجالية.
ويمتد الرواق المغربي على مساحة 300 متر مربع و يستقبل زواره في عالم من التنشيط و الذوق الرفيع، الغني بالألوان والنسمات, مما شَكل للزوار مناسبة للغوص في حفاوة الضيافة المغربية بفضل الأنشطة المتنوعة و المتمركزة حول ترويج المنتوجات المجالية المغربية، في مشهد يعكس صورة صادقة ونزيهة لثراء وأصالة الثقافة المغربية.