شهد سوق أجهزة الكمبيوتر بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا انخفاضًا مقداره 13.3٪ على أساس سنوي في حجم الشحنات بالربع الثاني من عام 2016 بإجمالي 2.9 مليون جهاز، وذلك وفقًا لما ورد عن شركة البيانات الدولية (IDC) المتخصصة في تقديم الاستشارات والأبحاث التقنية العالمية. وفي حين أن هذا هو استمرار لموجة استمرت طويلاً، إلا أن الانخفاض العام في الربع الثاني من عام 2016 كان الأبطأ على مدار الخمسة أرباع الماضية. وفي حال تقسيم السوق، فقد سجلت شحنات أجهزة الكمبيوتر الدفترية انخفاضًا مقداره 11.4٪ بإجمالي 1.7 مليون وحدة، في حين عانت أجهزة الكمبيوتر المكتبية انخفاضًا أكثر حدة مقداره 15.7٪ بإجمالي 1.2 مليون وحدة.
وأوضح فؤاد رفيق شراكلا، مدير الأبحاث الأول لحلول الحوسبة الشخصية والأنظمة والبنية التحتية بشركة IDC الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا قائلاً، "انخفضت سرعة تراجع السوق نتيجة النمو الذي تشهد بعض الدول مثل تركيا ومصر والمغرب وتونس، ولكن بعض الأسواق الرئيسية شهدت تراجعات ملحوظة، حيث سجلت شحنات نيجيريا أكبر انخفاضًا بمقدار 63.4٪ على أساس سنوي، في حين أن سوق أجهزة الكمبيوتر السعودي حافظ على مستوى ثابت، وشملت الأسواق الرئيسية الأخرى التي ينتظر أن تشهد هي الأخرى انخفاضات ملحوظة بقية المنطقة الفرعية بالشرق الأوسط (إيران والعراق وسوريا واليمن وفلسطين وأفغانستان) والأسواق الخليجية الأصغر حجمًا (البحرين وعمان والكويت وقطر). جدير بالذكر أن أسباب التراجع تختلف من دولة لأخرى، ولكنها تشمل عدم الاستقرار السياسي وقضايا العملة وتقلبات الأسعار والمخاوف الأمنية وانخفاض أسعار النفط وارتفاع مستويات التضخم.
وإضافة لما سبق، ثمة سبب رئيسي آخر للانخفاض العام وهو التباطؤ الشديد في حجم طلبات المستخدمين الناجمة في المقام الأول عن العدول عن استخدام أجهزة الكمبيوتر، والاتجاه إلى أجهزة الكمبيوتر اللوحي والهواتف الذكية. ويتضح هذا التحول جليًا لا سيما في قطاع المستخدمين، على الرغم من أن المستخدمين المنزليين لا زالوا يمثلون الغالبية العظمى من حجم الطلبات على أجهزة الكمبيوتر في المنطقة.
وواصل السوق تماسكه فيما يتعلق بحصة الموّردين في ظل تقاسم الأرباح المجمعة من قِبل الشركات الخمس الكبرى على أساس ربع سنوي وعلى أساس سنوي. وبطبيعة الحال فإن أكبر ثلاث شركات وهي شركة إتش بي ولينوفو وديل، والتي تمثل حصصها جميعًا أكثر من 60٪ من إجمالي الحصة السوقية لأجهزة الكمبيوتر في الربع الثاني من عام 2016، وأكثر من 70٪ من حجم طلبات القطاع التجاري. وتجدر الإشارة إلى خروج شركة توشيبا موّرد أجهزة الكمبيوتر الدفترية تقريبًا من سوق أجهزة الكمبيوتر بالمنطقة؛ حيث لم تسجل غير عدد ضئيل جدًا من الشحنات بدولة واحدة على مدار ثلاثة شهور.
وعلى الرغم من خسارة حصتها في السوق من الربع الأول من عام 2016، استردت شركة إتش بي الرائدة في مجال توريد أجهزة الكمبيوتر ريادتها بالمنطقة بهامش ربح ملحوظ نتيجة قوة شبكة قنوات التوزيع الخاصة بها، واحتفظت لينوفو بمكانتها في المرتبة الثانية مسيطرةً على قطاع المستخدمين مع حضورها القوي في مجال البيع بالتجزئة، وجاءت ديل في المرتبة الثالثة محققة نموًا ملحوظًا على مستوى قطاعي الشركات والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، في حين كان المركز الرابع من نصيب آسوس، وهي الشركة الواحدة بين الخمس شركات التي شهدت زيادة في حجم شحناتها على أساس سنوي، حيث استمرت الشركة الموّردة في التركيز على قطاع المستخدمين التي حققت به أرباحها. وقد عانت شركة إيسر أكبر موجة انخفاض بين الشركات الموردة الرائدة، بعد معاناة المنافسة الشديدة في قطاع المستخدمين.