يسلط البحث المُقدم من كلية أشريدج للتعليم التنفيذي بالتعاون مع 250 مديراً تنفيذياً من كبار المديرين التنفيذيين في جميع أنحاء العالم -بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط- الضوء على المشكلات الرئيسية المتمثلة في "إبقاء المديرين التنفيذيين مستيقظين في الليل".
ففي عصر الهواتف المتحركة وانتشار الأجهزة المتصلة بشبكات الإنترنت في كل مكان، تجد أن كَمَّ البيانات الجديد يوفر العديد من الفرص إلا أنه عُرضة أيضاً للاختراق والإرهاب الإلكتروني. وقد تم تصنيف معدلات تعطل الهواتف المتحركة وتوزيع معلومات الإنترنت الخاصة بالمديرين التنفيذيين في المجال بنسبة 83% و75% على التوالي، أي أنها تمثل مشكلات "مهمة جداً" أو "مهمة".
ويوضح التقرير أيضاً أن هناك مخاوف إضافية تتعلق بالتحولات الديموغرافية الشاملة في جميع أنحاء العالم، حيث يعاني السكان في العديد من الأمم المتقدمة –ومنها روسيا والصين- من التقدم في العمر وتقلص التعداد، بينما يجاهد سكان إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط لتخطي مشكلة الانفجار السكاني. فيجب أن يتبنَّى المدير التنفيذي إستراتيجيات مختلفة لتتلاءَم مع مناطق جغرافية مختلفة.
وتعليقاً على هذا التقرير، صرح روي هيندريكز –مدير أشريدج الشرق الأوسط- "تظهر المشكلات الرئيسية المتعلقة بتعطل الأجهزة الرقمية والتحول الديموغرافي في تقرير بحثي قابل للتطبيق في الشركات التجارية بالمملكة العربية السعودية. ومع تزايد انتشار الهواتف المتحركة والإنترنت في السعودية، تتفاعل الشركات التجارية مع العملاء عبر الإنترنت بدرجة أكبر. وعملت التقنيات الحديثة على كسر العوائق التقليدية في عالم الأعمال، مما يؤدي إلى فتح الباب أمام فرص جديدة، فضلاً عن ظهور نقاط الضعف بسبب تزايد مخاوف الأمن الإلكتروني. كما تمتلك السعودية عدداً من الشباب الصغار الذين دخلوا إلى مجال العمل. ومع امتداد عُمر الموظفين وعملهم لمدة أطول، تواجه المؤسسات الآن قوة عاملة تتألف من خمسة أجيال، حيث تجد الموظفين في السبعينيات والثمانينيات يتعاونون مع موظفين في العشرينيات والثلاثينيات. ونجد أن هذا الاتجاه يشير إلى أن 37% من المديرين التنفيذيين في تقريرنا العالمي من أجيال متعددة في مجال العمل مما يمثل قضية "مهمة جداً" بالنسبة للمؤسسات".
بالإضافة إلى ذلك، طُلِب من المشاركين تحديد خمس أولويات استراتيجية لمؤسساتهم، وكانت الأولويات التي حلت في المراكز الثلاثة الأولى هي النهوض بالابتكار، وخلق ثقافة الخدمة، والتكامل الهيكلي. أمّا بالنسبة للمهارات التي تحتاج إليها الشركات، فقد اختار المدراء التنفيذيون مهارات التواصل والعمل الجماعي كأولوية قصوى، حيث اعتبرها نحو 58٪ منهم مهمة للغاية، في حين أشار 51٪ إلى أهمية وجود موظفين يملكون مهارات مالية، وآخرين يمكنهم العمل مع البيانات الكبيرة والتحليلات، كمفتاح أساسي لنجاح الأعمال في المستقبل.
وعند النظر داخلياً إلى المهارات المتوافرة لدى القوى العاملة في مؤسساتهم، ذكر المديرون التنفيذيون وجود مهارات مماثلة لما ورد آنفاً، لكن بدرجة أقل، ومستوى أدنى بالمقارنة مع الأهمية التي يعلقونها على تلك المهارات.
وفي تعليقه على تقرير آشريدج للاتجاهات العالمية من منظور الرؤساء التنفيذيين، قال روري هندريكز، مدير آشريدج في الشرق الأوسط: "إن الطبيعة المتغيرة للأعمال وانتشار التقنيات الجديدة تساهم بدورٍ أكبر من أي وقت مضى في تحديد توجهات الشركات والمؤسسات. فالقدرة على الابتكار الداخلي، ثم تحقيق نتائج سريعة للعملاء بصورة مباشرة أو للسوق الأوسع، هي العامل الحاسم في نجاح الشركة أو إخفاقها. ومن الواضح أن هناك حاجة أكبر لتطوير المهارات الأساسية داخل الشركات، والاستفادة من المواهب المتوافرة لدى الموظفين الذين يفهمون بالفعل طبيعة العمل".
تم استطلاع آراء المشاركين في إطار استبيان آشريدج للمدراء التنفيذيين في مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتمويل والتعليم والرعاية الاجتماعية والإنشاءات والهندسة وتجارة التجزئة، لمؤسساتٍ وشركات من القطاع العام والخاص وشبه الحكومي، حيث شمل الاستبيان مسؤولين في مناصب عليا مثل رئيس مجلس الإدارة والرئيس والرئيس التنفيذي والعضو المنتدب والمدير العام والمدير المالي. وكان نحو ثلث المشاركين من الإناث، في حين تراوحت أعمار ثلثي المشاركين تقريباً بين 30 و 49 عاماً.