صرّحت فيش لإدارة الأصول، وهي من الشركات الرائدة في تحليلات الائتمان والمتخصصة في السندات القابلة للتحويل، أنها تتوقع ارتفاع معدلات الضغط على التصنيفات مع تزايد التأثير على الشركات والمرافق السيادية في دول مجلس التعاون الخليجي. بالتالي تعتقد الشركة التي تتخذ من مقر لها زوريخ، أن الإصدارات الجديدة ستوفر التنوع وتحسّن السيولة في المنطقة، مما سيؤدي إلى توسيع قاعدة المستثمرين ذوي الدخل الثابت. وذكرت فيش التابعة لشركة فيو المستقلة للائتمان (I-CV) والتي تضم في فريقها خبراء ائتمان رائدين بعملهم بتكليف من المستثمرين، بدلا من الشركات المصدرة، أن منظومة حوكمة الشركات في الشرق الأوسط تحتاج إلى تحسين، لا سيما فيما يتعلق بالشفافية عند استخدام العائدات. حيث أن هذه الشفافية إذا ما تحققت، ستتطلب تحسين الحوار بين المصدرين والمستثمرين.
من جانبه وقبيل مقابلته الحية في مؤتمر يوروموني في المملكة العربية السعودية في 4 مايو، علّق فيليب جود، الشريك الإداري ومدير إدارة الاستثمارات في فيش لإدارة الأصول، قائلاً:
"لدى دول الشرق الأوسط القدرة على التطوّر، فالمنطقة تتمتع بأعلى متوسط تصنيفات عالمياً، ولكن لا بد من معالجة العجز في الميزانية من خلال الاستثمار والإصلاح على حد سواء. حيث أن تمويل هذا العجز يمكن أن يتحقق على المستوى السيادي أو في الكيانات المرتبطة بالحكومة. للخصخصة أيضاً دوراً رئيسياً، فنحن نعتقد أن هذا الوقت مثيرٌ جداً للأسواق في المنطقة. سيقدم هذا السيناريو الكثير من الفرص المثيرة للاهتمام بالنسبة للمستثمرين، ونحن من جهتنا عازمون على المشاركة بفعالية فيه. ويذكر أن منظومة حوكمة الشركات لا يزال لديها مجال للتحسّن، وهذا الأمر سيأثر على قوة التسعير- فالحوار المفتوح مع المستثمرين سيؤثّر إيجاباً على التقييمات الائتمانية للمصدرين ".
كما وصنّف تحليل الائتمان في 4 أبريل الذي قامت به فيش لإدارة الأصول، التابعة للروئية المستقلة للإئتمان، قيمة شركة طيران الإمارات في السوق بفئةBBB بالنسبة لإصدار الديون الغير مضمونة. فأبرَز التقرير نقاط قوّة الشركة مثل سجلها الحافل كشركة طيران ناجحة بالاضافة إلى البيئة التشغيلية والتنظيمية المثالية في دبي. أما بالنسبة لنقاط الضعف الرئيسية، فتضمّنت المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية جنباً إلى جنب مع انخفاض أسعار النفط.
وأضاف جود:
"يسعّر السوق 4 ½٪ لطيران الإمارات في 2025 بقيمة 230 جنيه بريطاني أكثر من الخزينة، مما يتماشى مع ائتمان الشركات للأسواق الناشئة BBB. بالتالي فنحن في الوقت الراهن لم نستثمر لأننا لا نرى أن القيمة النسبية كبيرة".
صنّف تحليل الائتمان من شركة فيو المستقلة للائتمان في 19 أبريل ائتمان شركة الاتصالات السعودية (STC) بفئة A-، من خلال تسليط الضوء على ارتفاع واستقرار هوامش الربح الإجمالي للشركة، والتدفق النقدي الحر إلى جانب سعي الشركة لاستراتيجية التوسّع في الدول المحيطة بها والاستقرار العام في الشركة بفضل ملكيتها للدولة. في الجانب الآخر، ذكر التقرير أن انخفاض أسعار النفط الحالية والذي يؤثر على اقتصاد المملكة العربية السعودية لم يؤثر حتى الآن على الاتصالات السعودية (STC)، رغم أن هذا الوضع يمكن أن يتغير سريعاً. كذلك أوضح التقرير أن ما يعادل 20٪ من المبالغ المستحقة والغير مسدّدة يمكن أن تصنف على أنها ديون مشكوك في تحصيلها بالتالي فإن هذا الأمر يستدعي القلق.
في حين صنّف تحليل شركة فيو المستقلة للائتمان دولة الكويت بفئة A في تحليله السيادي الأخير لدول مجلس التعاون الخليجي. فأوضح التقرير نقاط قوّة هذا البلد كوفرة موارده الطبيعية وحيازته على احتياطات نفط كبيرة وارتفاع نصيب الدخل الفردي فيه. علاوة على ذلك تناول التحليل صلابة الوضع المالي الكويتي نسبياً، وغنى صندوق الثروة السيادية إلى جانب امتلاك احتياطات كبيرة من العملة الأجنبية. في المقابل حدّد التقرير نقاط الضعف الرئيسية التي أثّرت على تصنيف الكويت، ومنها أن التنويع الاقتصادي الكويتي محدود وآفاق النمو غير واعدة بسبب انخفاض أسعار النفط. والجدير بالذكر أن 90٪ من إيرادات الحكومة الكويتية يعود إلى النفط، فالدولة تموّل البلاد بسخاء بفضل عائدات النفط.
من جانبه علّق ريتشارد بانكس، محرر الاستشارات في يوروموني، على مشاركة فيش لإدارة الأصول في المؤتمر القادم في المملكة العربية السعودية، قائلاً:
قائلاً: "نحن سعداء بمشاركة شركة فيش لإدارة الأصول في حدث هذا العام. ففي ضوء الحاجة للتمويل من الجهات الإقليمية السيادية منها والشركات، فإن رأي الخبير فيليب جود في حالة سندات الدين في الأسواق العالمية سيكون إضافة هامة إلى المناقشات التي ستدور في يوروموني في المملكة العربية السعودية للعام 2016. ونحن نتطلع أيضا إلى وجهة نظره بالنسبة للدين كفئة من الأصول للمستثمرين وذلك نظراً لإعادة هيكلة صندوق الاستثمار العام ليصبح 2 ترليون دولار للصناديق السيادية ".
وصرّحت شركة موديز لخدمات المستثمرين في مارس أن انخفاض أسعار النفط سيبطئ النمو الاقتصادي ويزيد من العجز في ميزانية دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2016. ففي شهر اغسطس الماضي، قدّمت شركة فيش لإدارة الأصول والتابعة للروئية المستقلة للإئتمان، تحليل الائتمان لشركة موانئ دبي العالمية، الذي صنّف صاحب الميناء والمشغل بـ BBB لقيمة الشركة في السوق، مشيراً إلى أنه على الرغم من الجهود الرامية إلى التنويع فإن الشركة لا تزال معتمدة على التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة. بالاضافة إلى ذلك أشار التحليل أنه من المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة نتيجة انخفاض أسعار النفط إلى جانب مخاطر تجارية محتملة بسبب قرب الدولة من المناطق ذات الجيوسياسية الغير مستقرة في الشرق الأوسط.