أكد خبراء في عدد من الشركات التي تراعي البيئة أن قطاع النقل والمواصلات يساهم في 25 في المئة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة التي تسبب تفاقم الاحتباس الحراري، مشددين على أهمية إعطاء الأولوية لتحويل قطاع النقل والمواصلات إلى الطاقة الكهربائية والاستفادة من جهود الحكومات الإقليمية الرامية لتحفيز عملية التحول إلى النقل الأخضر الصديق للبيئة.
جاء ذلك في جلسة نقاشية بعنوان "تسريع محركات النقل الأخضر" في "منصة المؤسسين" خلال اليوم الثاني من "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2024" والتي استضافت كلاً من خالد الحريمل الرئيس التنفيذي لـ"مجموعة بيئة" وآدم ريدجوي مؤسس "ون موتو" وراشد السالمي مؤسس "سولمي" وزاك فيصل مؤسس "بيك".
وتطرق المتحدثون إلى جهود دول المنطقة ومنها دولة الإمارات حيث تسعى "استراتيجية دبي للنقل الأخضر 2030" إلى رفع عدد السيارات الكهربائية في الإمارة إلى 42 ألف سيارة بحلول 2031 إلى جانب تكثيف المملكة العربية السعودية جهودها الرامية لتعزيز البنية التحتية المخصصة لشحن المركبات الكهربائية وتشجيع تبني السيارات الكهربائية والممارسات البيئية المستدامة في قطاع النقل الأخضر.
وأكد الحريمل أن "مجموعة بيئة" نفذت مجموعة من المشاريع لتعزيز النقل الأخضر واعتماد حلول عملية للتحديات البيئية التي تواجه المنطقة انطلاقاً من إدارة النفايات وصولاً إلى النقل الأخضر، حيث تنشط "بيئة" في دولة الإمارات والسعودية ومصر، مشيراً إلى أن المجموعة أصبحت أكبر شركة لإدارة النفايات في المنطقة وتمتلك أسطولاً يضم 2000 مركبة يعمل جزء كبير منها بالطاقة الكهربائية.
وأوضح أن مجموعة بيئة أبرمت شراكة مع “إيون” في 2018 في أول مشروع يركز على حلول النقل المستدام في المنطقة، بالإضافة إلى شراكة استراتيجية مع هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة لبناء البنية التحتية المخصصة لشحن المركبات الكهربائية، مستعرضاً جهود المجموعة في مجال النقل المستدام والمركبات التي تعمل بالهيدروجين الأخضر، وذلك بعد مشروع إطلاق أول محطة تجارية في العالم لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز.
من جانبه أوضح آدم ريدجوي أنه أطلق شركة "ون موتو" لصناعة الدراجات والمركبات الكهربائية في 2016 بعد رغبته في تحويل سيارته الكلاسيكية إلى سيارة كهربائية وبعد بحوث متعمقة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي وجد أن للدراجات النارية ضرر كبير على البيئة.
من جانبه أعاد راشد السالمي سبب دخوله عالم تصنيع السيارات إلى شغفه بالسيارات حيث قرر ترك وظيفته في 2017 والعمل على تقنية يمكنه من خلالها إيجاد حل عملي لمشكلة المركبات الصديقة للبيئة في السوق وبدأ بالعمل على نظام سيارات هجينة.
وأوضح زاك فيصل أنه ولد وعاش في دولة الإمارات لعائلة تركز على الشغف والهدف في كافة مناحي الحياة وبعد إكمال دراسة هندسة السيارات أدرك أن العالم يتجه نحو السيارات الكهربائية بسبب الاهتمام بالمناخ وأراد التأكد من طريقة يمكنه من خلالها تخفيض الانبعاثات الكربونية فقام ببناء نموذج أولي وتحول الشغف إلى مهنة قادته إلى إطلاق شركة "بيك".
وعلى صعيد متصل بالبيئة وفي مجال الأزياء استضافت "منصة المجتمع" جلسة حوارية بعنوان "الأناقة لكوكب أفضل مع الأزياء الصديقة للبيئة" شهدت مشاركة كل من نهير زين مؤسسة علامة "لوكيذر" للأزياء وبسمة شاعري مؤسسة علامة "إتيكا جيويلز" للمجوهرات.
وأشارت المتحدثتان إلى أن صناعة الأزياء تنتج أكثر من 5 مليارات طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً وأكثر من 11 مليار قطعة من الملابس خامتها من المواد الصناعية في كل عام بالإضافة إلى أن نمو الطلب على أقمشة مثل البولستر يفاقم التلوث المنبعث من الصناعات النفطية فضلاً عن أن هذه الأقمشة بحد ذاتها تلوث الهواء والتربة والمحيطات بالمواد البلاستيكية الدقيقة.
وأكدت الضيفتان أن صناعة الأزياء المستدامة بدأت تشهد نمواً ملحوظاً لمكافحة التأثيرات السلبية لهذه الصناعة على المناخ مع إعطاء الأولوية للممارسات الأخلاقية والبصمة الكربونية المنخفضة وحصلت الشركات المتخصصة في هذا المجال على حصة في السوق العالمي مع ازدياد وعي المستهلكين.
وقالت بسمة شاعري إنها أطلقت علامتها للمجوهرات من الالماس الصناعي والأحجار الكريمة الاصطناعية بسبب ارتفاع أسعار المنتجات الحقيقية وأضرارها على البشر والبيئة وبسبب عدم وجود علامات لهذه المنتجات في المنطقة أطلقت علامة "إيتكا" التي تتميز بالتعاون مع الموردين والشركاء المحليين وتستخدم الطاقة المتجددة جزئياً وفي بعض خطوط الإنتاج كلياً.
وأشارت نهير زين إلى أن دراستها في هندسة العمارة جعلتها تدرك التأثير السلبي والنفايات التي تخلفها صناعة الأزياء وعدد قطع الملابس التي تدفن في مكبات النفايات حول العالم وهذا ما دفعها للتفكير بشكل مستدام حول كيفية استهلاك المواد وصناعة منتجات أكثر استدامة وإطلاق علامة "لوكيذر" لتقديم بديل نباتي للجلد الطبيعي والقماش المصنوع من مواد بلاستيكية وتقليص سلسلة الإنتاج لتقليل الانبعاثات الكربونية والحفاظ على الطبيعة.