معالي د. الجاسر: خبراء ينادون بضرورة الاستفادة من التكنولوجيا التجريبية لتعزيز التنمية الشاملة

أكد معالي الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أنه "يتوجب علينا الاستفادة من التغير الشامل في التكنولوجيا، والتقيد بأخلاقيات التمويل الإسلامي، من أجل تعزيز التنمية الشاملة". 

تصريح معالي الدكتور الجاسر جاء خلال كلمته التي ألقاها أمام المنتدى العالمي السابع عشر للبنك الإسلامي للتنمية حول التمويل الإسلامي يوم 12 مايو 2023، والذي ينظمه معهد البنك الإسلامي للتنمية، منارة المعرفة لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تحت شعار "الحلول التجريبية لاقتصاد مرن"، وذلك في إطار الاجتماعات السنوية 2023 للمجموعة المنعقدة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

وأشار الجاسر إلى أن العالم يواجه جملةً من التحديات الديناميكية التي أفرزت ضغوطاً على صانعي السياسات، لاستكشاف وسائل مبتكرة لمواجهة تلك التحديات. مضيفاً: "يجب علينا أن نتبنى هذه "الزعزعة" وندمجها في عملياتنا لإيجاد حلول فعالة لدولنا الأعضاء، فالجمع بين التكنولوجيا الحديثة والمبادئ المستدامة وأخلاقيات الاقتصاد الإسلامي يمكن أن يسفر عن دعم حلول المنتجات التي يمكن أن تساعد في مواجهة مختلف التحديات الاقتصادية العالمية".

وأضاف معاليه "نؤمن في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أكثر من أي وقت مضى أن التكاتف والعمل الجماعي مع الشركاء أمر ضروري لإيجاد حلول مبتكرة لمختلف التحديات التي تواجهنا اليوم".

رغم ذلك، حذر معاليه من أن أي تغييرٍ شاملٍ يتوجب دعمه بآليات رقابة وحوكمة مناسبة، تتنبأ بحالات عدم الاستقرار. وصرح معاليه قائلاً "أود أن أؤكد على دور معهد البنك الإسلامي للتنمية في البحث عن حلول مبتكرة يمكن أن تساعدنا في مواجهة التحديات التي تواجه الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم".

وإطلاق كتابٍ عن مسيرة البنك الإسلامي للتنمية

وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى قام كلٌ من معالي الدكتور الجاسر ومعالي الرئيس الفخري للبنك الإسلامي للتنمية، الدكتور أحمد محمد علي بإطلاق كتاب "البنك الإسلامي للتنمية ود. أحمد محمد علي: تاريخ مؤسسة ورحلة رئيس"، والذي يوثق تطور مسيرة البنك منذ تأسيسه في عام 1975 وحتى ختام فترة رئاسة الدكتور أحمد علي للبنك في العام 2016.

وعبّر الجاسر عن تقديره الكبير لمشاركة معالي الدكتور أحمد علي بالمنتدى، مشيداً بجهود معاليه طوال فترة عمله بالبنك، واصفاً إياه بقائد التنمية الذي أسهم في تحول البنك إلى بنك تنمويٍ عالميٍ مرموقٍ متعدد الأطراف. 

وبهذه المناسبة، صرح معالي الدكتور أحمد محمد علي، قائلاً "النجاح الملموس الذي حققته مجموعة البنك الإسلامي للتنمية يعود إلى ثقة الدول الأعضاء بالبنك، وتمسك منسوبيه برسالتهم، ليتحول البنك إلى مؤسسة كبرى تقود المشاريع التنموية في 57 دولة عضواً، وفي 78 دولة غير عضوٍ، وقدم على مدى مسيرته دعماً مالياً تجاوز 170 مليار دولار مع نهاية العام 2022".

وفي كلمته الترحيبية عبّر مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، الدكتور سامي السويلم، عن بالغ تقديره لصاحبي المعالي الدكتور محمد الجاسر والدكتور أحمد محمد علي مشاركتهما في أعمال المنتدى، مشيداً بالدروس الملهمة التي يقدمانها سواءً للبنك أو للأوساط المختلفة الأخرى.

وقبيل إطلاق الكتاب، تم إطلاق تقرير بعنوان "إطار العمل العشري لتطوير صناعة الخدمات المالية الإسلامية واستراتيجياتها: مراجعة نهائية"، وهو نتاج مبادرة مشتركة بين معهد البنك الإسلامي للتنمية ومجلس الخدمات المالية الإسلامية (IFSB). وقدم الأمين العام لمجلس الخدمات المالية الإسلامية، الدكتور بيلو دانباتا، عرضاً موجزاً لنتائج التقرير.

الخبراء يناقشون الحلول التجريبية

أعقبت الجلسة الافتتاحية للمنتدى جلستا نقاش استعرض خلالها كبار قادة التكنولوجيا المالية والابتكار آفاق التغير الشامل الذي تشهده التكنولوجيا، ودورها في تعزيز الاقتصادات المرنة.

وفي الجلسة الأولى ركز الخبراء على الوسائل الكفيلة بمساعدة تطبيقات القسائم الرقمية الحالية والمستقبلية، في تأسيس مجتمع أكثر شمولاً من الناحية المالية.

وتحدث في الجلسة الدكتور محمد حمور ، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة غايدنس المالية، وعضو مجلس أمناء معهد البنك الإسلامي للتنمية، والسيد رامي الكرمي، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤسسة إيه بي نيو نورمال فنتشرز، عضو مجلس أمناء معهد البنك الإسلامي للتنمية، والدكتور إيه. جي عبد الله، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة بيوند ليميتس.

من جهة أخرى، سلطت الجلسة الثانية الضوء على هيكل صندوق تعزيز الصكوك كمنتجٍ يستهدف دعم منظومات التمويل الإسلامي في البلدان الأعضاء بالبنك الإسلامي للتنمية.

وتحدث في الجلسة د. سومنتو ساسترسويتو، مدير عام تمويل الميزانية وإدارة المخاطر، وزارة المالية – أندونيسيا، والسيد إجلال أحمد علوي، الرئيس التنفيذي، سوق المال الإسلامي الدولي، والسيدة سابين سليم، المدير التنفيذي لوكالة التصنيف الائتماني الإسلامية.

الجدير بالذكر، أن تنظيم المنتدى العالمي السابع عشر للبنك الإسلامي للتنمية حول التمويل الإسلامي جاء بالتعاون مع ثلاثة شركاء للمعرفة؛ هم: جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وجامعة عفت، وجامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة بالمملكة العربية السعودية.