وفقا للتنبؤات الديمغرافية، فإن عدد سكان العالم سيصل إلى 9 تريليونات بحلول عام 2050 مع 70٪ من السكان في المناطق الحضرية، وفقا لدراسة أجرتها الأمم المتحدة. ولذلك يلزم التركيز على حل المشاكل التي يواجهها السكان الذين يعيشون في مدن العالم. بعض التحديات الرئيسية تكمن في تلبية الاحتياجات غير الملباة والمتزايدة للتنقل المستدام، بينما نقوم في الوقت نفسه بالعمل على تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري وغيره من الموارد غير المتجددة.
وهذا يثير التسأول حول مسألة ما إذا كان النفط سينفذ خلال السنوات الخمسين إلى المائة القادمة. ومع ذلك، بينما هناك آراء متضاربة في هذا الشأن، تعمل البلدان في جميع أنحاء العالم نحو الحلول الذكية البديلة. وقد كان هذا جليا في ديسمبر الماضي عندما وقعت 200 دولة على "اتفاق باريس" نحو الالتزام بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة التى تسبب الأحتباس الحرارى. وهكذا، تمضي هذه الدول قدما نحو مستقبل منخفض الكربون.
أظهرت دراسة تم أجرائها فى عام 2013 أن ما يقارب ال 43 بالمائه من النفط كان يستهلك في قطاع النقل البري. ولذا، فإن هذا القطاع هو القطاع الذى أستهلك الكمية الأكبر من النفط. علاوة على ذلك، فإن متوسط الطلب على النفط بقطاع النقل والمواصلات قد شهد أزدياد فى النمو السنوي الى 33.4 مليون طن بين عام 1973 وعام 2012. وبطبيعة الحال، فهذا يرتبط بزيادة استخدام مركبات النقل مثل سيارات الركاب والطائرات.
ممثلو الحكومات والشركات الخاصة، وخبراء الصناعة والباحثين الأكاديميين سوف يجتمعون في أبوظبي في 25 تشرين الأول/أكتوبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض لمناقشة مستقبل النقل في مدن الغد الذكية في الدورة الثانية من معرض ناترانس اكسبو. وسيعرض الحدث الذى سيستمر لمدة يومين حلول النقل الجماعي وأنظمة النقل والاتجاهات العالمية الجديدة من أجل المساعدة في توجيه الاستثمارات المستقبلية في أنظمة النقل الحديثة. كما أنه مكرس لحلول النقل المستدامة والمدن الذكية التي تشمل جميع أشكال التنقل المتصلة والبنية التحتية.
ويقام معرض ناترانس اكسبو تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي - وزير تطوير البنية التحتية ورئيس الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية. وكما قال معالى الدكتور عبدالله سالم الكثيري، مدير عام الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية في مؤتمر صحفي عقد في وقت سابق من هذا العام: "إن دولة الإمارات تقدم دائما على أحدث الاتجاهات والاكتشافات في جوانب عديدة من التكنولوجيا والنقل التي من شأنها أن تعزز مبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة لدفع المجتمع في مختلف القطاعات ". وأضاف أن الهيئة الاتحادية تدعم ناترانس اكسبو نظرا لنجاحه الكبير في طرح العديد من المواضيع الهامة وجذب الشركات لعرض مساهمات خلاقة وفعالة لقطاع النقل، الأمر الذي سيساعد في نهاية المطاف في دعم تطوير دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي.
و بالتوازي مع هذا الحدث سيكون هناك مؤتمرين تقنيين، الأول يناقش النقل المستدام والأخر مخصص لتوظيف تقنيات "انترنت الأشياء" في مجال النقل. وتهدف هذه المؤتمرات أن تكون نقطة إلتقاء لجميع المختصين في قطاع النقل والمدن الذكية. فسوف تأتى بمزيج من خبراء الصناعة والأكاديميين والشركات الرائدة في السوق مع أكثر من 75 متحدث من 30 دولة وأكثر من 300 مشارك.وسيبحث كلا المؤتمرين أحدث ما في مستقبل أنظمة النقل. وأهم الموضوعات هى: البنية التحتية الذكية، مستقبل مواقف السيارات، والموانئ الذكية والطائرات، هايبرلوب، مدى ودية الطرق للمشاة, تطبيق تقنيات انترنت الأشياء، ورؤية عام 2030.
أحد المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر، ستيفن غولدي، مستشار تخطيط المدينة، في "بلدية العين" علق قائلا: "سوف أتحدث عن – "Walkability" او "ودية الطرق للمشاة". وسوف أقوم بشرح النظرية التي قد وضعتها على مدى سنوات عديدة من خلال الممارسة المهنية في مجال استخدام الأراضي ودمج النقل – وكيف يمكن لهذا أن بؤثر على قرارات الإنفاق فيما يتعلق بالتكاليف بالنسبة للفوائد فى مختلف الخيارات، مثل تحسين ممرات المشاة، والرصيف مقابل أقرب محطة و اماكن وضع المواقف".
وأضاف: "المشي هو الوسيلة الأكثر استدامة للتنقل، فهي هامة في كل مكان، إلا أنها ذات أهمية خاصة في منطقة الخليج مع تقدم المدن أو ازدياد السكان عن مليون نسمة لذا فوسائل النقل العام أصبحت ضرورة ملحة. فبدون الفهم الكامل لنظرية "walkability" واجادة تطبيقها في مراحل التخطيط الأولى للنقل العام فالنظم من المحتمل أن تكون غير فعالة ومكلفة للغاية ".
"ناترانس اكسبو هو الحدث الأول المخصص للنقل المستدام في الشرق الأوسط لذا، كمخطط عمرانى مع خبرة واسعة في استخدام الأراضي ووسائل النقل المتكامل، فانه يتيح لى مخاطبة جمهور واسع من المهنيين العاملين في هذه المشاريع". وذلك كما اختتم غولدي.
وقال مدير المعرض اليكس هوف: "كجزء من أسبوع سلامة الحافلات المدرسية بالإمارات العربية المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر، يسر معرض ناترانس استضافة ورشة عمل عن سلامة الحافلات المدرسية وذلك فى اليوم الأول للحدث. وهذه الورشة مجانية الحضور، ومضمونة المتعة والفائدة. ستكون مفتوحة لجميع مهنيي النقل ومديري ومدراء المدارس لأنها سنناقش كيفية تحسين سلامة الحافلات المدرسية، والتدريب، والتوظيف، والصيانة، وإدارة الطريق، وخدمة العملاء والعلاقات العامة. ويسر ورشة عمل "سلامة الحافلة" أن ترحب ب 10 من كبار المتحدثين من مختبر أبحاث النقل، إدارة النقل وسلامة الطرق في دولة الإمارات العربية المتحدة، شرطة أبو ظبي، وشركات خدمات النقل المدرسي بدبى ".
"نحن في شركة فليمينغ سعداء بكوننا جزءا من أسبوع سلامة الحافلات المدرسية. فنحن ندرك أهمية المساعدة على الحد من الوفيات على الطرق في الامارات. والمسئولية تقع على عاتق كل من المدارس وأولياء الأمور ليكونوا على قدر أكبر من الاطلاع ومعرفة كيفية الحفاظ على حافلاتنا المدرسية والبنية التحتية للنقل العام آمنة وسليمة. مع انطلاق العام الدراسي الجديد في هذا الأسبوع ستشهد الحافلات المدرسية اجراءات سلامة أكثر صرامة. في دبي، أدخلت هيئة الطرق والمواصلات بعض التغييرات على مواصفات الحافلات المدرسية في وقت سابق من هذا العام. أصبح نظام التتبع الالكتروني باستخدام تقنية الجى بى أس إلزامي في الحافلات المدرسية العاملة في دبي. وتم تجهيز العديد من الحافلات بالفعل بتقنية التتبع الحى من خلال الأقمار الصناعية قبل أن يصبح إلزاميا ". وذلك كما اختتم هوف.
يتم تنظيم ناترانس اكسبو من قبل شركة فليمينغ للمؤتمرات والمعارض، وبدعم من الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية. مع لاست مايل كنسورتيا باعتبارها الراعي البلاتيني، هانيويل كراعي ذهبي، لين بارك كشريك الابتكار لمواقف السيارات وهايبرلوب لتقنيات النقل باعتباره الشريك الاستراتيجي. و أخرين من رواد الصناعة سيشاركون في هذا الحدث، مثل ايزي مايل، و ايروموبيل، ميتسوبيشي، أيكوم، اومنيكس الدولية، فايبر، اتكينز، اكسريل وشركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات.