نظمت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وبالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، محاضرة بعنوان "تداعيات التطور السريع للذكاء الاصطناعي على المجتمعات"، وذلك في إطار تسليط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي وتطوراته المتسارعة وتأثيراته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على المجتمعات، عبر مناقشة العديد من المحاور ذات الصلة.
وتأتي المحاضرة التي ألقاها البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي، ضمن سلسلة "الحوارات الاجتماعية" التي تحرص الدائرة على تنظيمها بشكل دوري، لمناقشة العديد من المواضيع ذات الأهمية والتأثير على الأفراد والمجتمع، عبر استضافة الخبراء والمختصين من أجل إثراء المحاور والوصول إلى نتائج تفيد الفئات المستهدفة من أفراد المجتمع.
حضر الجلسة، التي أقيمت في المبنى الرئيسي في الدائرة بأبوظبي، معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، وسعادة حمد الظاهري وكيل دائرة تنمية المجتمع، وسعادة عبدالله العامري مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، وسعادة الدكتورة بشرى الملا، المدير العام لهيئة الرعاية الأسرية، إضافة إلى عدد من قيادات الدائرة والقطاع الاجتماعي وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وبهذه المناسبة، أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، أن الذكاء الاصطناعي أصبح حديث العالم أجمع، لما له من تأثيرات في مختلف جوانب الحياة، وخصوصاً على الجوانب الحياتية والاجتماعية للأفراد، لافتاً إلى أن التحول السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة إيجابية للاستفادة منها بالشكل الأمثل لخدمة المجتمع وفئاته، وتعزيز جودة الحياة في عدة مجالات مثل تعزيز الصحة النفسية، وتوفير متطلبات واحتياجات كبار السن، وغيرها من المجالات التخصصية حسب الممارسات العالمية الحديثة.
وأضاف معاليه: تحرص قيادتنا الرشيدة على بناء جيل متمكن من تكنولوجيا المستقبل، ومتسلح بكافة المهارات والأدوات في مجال الذكاء الاصطناعي، ايماناً بدور الأفراد في بناء اقتصاد رقمي مستدام وتعزيز ريادة الدولة وجاهزيتها للمستقبل. كما تعمل دائما على تعزيز مستويات الأداء الحكومي من خلال استثمار وأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في مختلف ميادين العمل.
وقال الخييلي: "لعبت التكنولوجيا بشكل عام، والذكاء الاصطناعي بشكل خاص، دوراً في تقديم خدمات جليلة للبشرية من خلال تسهيل مهام حياتهم، وتحسين تجاربهم لممارسة العديد من المهام العملية والترفيهية والرياضية المتنوعة. وفي الوقت ذاته، يوجد للتكنولوجيا تأثيرات سلبية تمس الأفراد والمجتمعات، وبالتالي يجب العمل على تعزيز وعي المجتمع بالذكاء الاصطناعي وفوائده والتأثير الجانبية الناجمة عنه."
وأشاد معاليه بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كونها من المؤسسات التعليمية الرائدة على المستوى العالمي وليس المحلي فقط، حيث تملك العديد من الدراسات والبحوث العلمية التي تسهم في خلق مستوى فكري متميز، إلى جانب دورها في تعزيز جهود إمارة أبوظبي في إرساء اقتصاد المعرفة القائم على الذكاء الاصطناعي لضمان الاستدامة، وتزويد مختلف القطاعات والمؤسسات العامة بالكوادر البشرية والمهارات والموارد التي تكفل لها الحصول على المكانة الأمثل ضمن ميادين استخدام الذكاء الاصطناعي.
من جهته تحدث البروفيسور إريك زينغ رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي، خلال الجلسة موضحاً، أن الذكاء الاصطناعي يؤثر في جودة حياة الأفراد والمجتمعات بشكل متزايد، ويوفر فرصاً هائلة للنمو الاقتصادي وتعزيز جودة الحياة، فإن الدول التي تتبناه وتستثمر فيه بشكل استراتيجي في المجالات البحثية الأساسية والتطبيقية، وفي تدريب المواهب، ونقل التكنولوجيا، ستتمتع بميزة تنافسية وقوة مستدامة على صعيد المنافسة العالمية.
وأضاف وانطلاقًا من هذه الرؤية الخاصة بالقيادة الإماراتية الرشيدة تم إنشاء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتصبح المركز الأسرع نمواً لأبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره على مستوى العالم. ونحن مصممون على أن نصبح حجر الأساس لتحقيق طموح دولة الإمارات العربية المتحدة في تطوير اقتصادها ومجتمعها. إذ ستدعم أنظمتنا المعتمدة على البيانات والذكاء الاصطناعي الابتكار في جميع المجالات، من زيادة مبادرات السلامة العامة مروراً بتحسين إدارة حركة المرور، والتنبؤ بالحوادث المناخية، وتخصيص الرعاية الصحية، وصولاً إلى إدارة استخدام الطاقة. ومن خلال التعاون مع دائرة تنمية المجتمع والشركاء الآخرين من القطاعين الحكومي والخاص، تساعد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الكيانات على اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي لإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة والذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى ترسيخ الأمن والتواصل في المجتمعات وبين السكان."
والجدير ذكره، أن الجلسة الحوارية تناولت العديد من المحاور مثل تعريف الذكاء الاصطناعي، والتقنيات المرتبطة به، وفوائده على المجتمعات، وأبرز التحديات والمخاوف جراء استخدامه، وكذلك تأثيراته على نظام التعليم والتدريب، والمجالات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات.
-انتهى -