تساهم الأبحاث الرائدة والمبتكرة للدكتور سمير العاشه، أستاذ ورئيس قسم الهندسة الكيميائية والبيولوجية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، في التطلعات البيئية التي تسعى نحو تحقيق التنمية العالمية من خلال مساهماته المتميزة في معالجة المياه والطاقة المتجددة وإدارة النفايات، حيث لا تعبر أبحاثه عن التزام الجامعة الأمريكية في الشارقة الراسخ بمستقبل أنظف فحسب، بل تتماشى مع مساعي دولة الإمارات في مجال الاستدامة.
قال الدكتور العاشه: "مع تخصصي في معالجة المياه ومياه الصرف الصحي، تركز أبحاثي على إيجاد حلول للقضاء بشكل فعال على الملوثات المختلفة مثل المعادن الثقيلة والمركبات الفينولية والأصباغ الناتجة عن مياه الصرف الصناعي. وقد حققت الأبحاث إنجازات من خلال التطوير المبتكر للمواد الطبيعية المتنوعة والمعروفة باسم المواد الماصة الحيوية".
يركز الدكتور العاشه في بحثه على ابتكار طرق لمعالجة المياه، مثل المواد الماصة وخلايا الطاقة المجهرية المعروفة باسم خلايا الوقود الميكروبية. تتمتع هذه التقنيات بمجموعة واسعة من التطبيقات، من توليد الكهرباء ومعالجة مياه الصرف الصحي إلى إمكانية واعدة بإنتاج الهيدروجين. وتضمنت أبحاثه الخاصة بخلايا الوقود الميكروبية أيضًا إنشاء أقطاب كهربائية مبتكرة لخلية الوقود لتعزيز الأداء العام للخلايا، وتوظيف مصادر مياه نظيفة بغرض المحافظة على النظم البيئية وضمان سلامة الصحة العامة.
وفي حديثه عن أهمية بحثه، قال الدكتور العاشه: "تسهم أبحاثي في إحداث نقلة في الصناعات وفي إثراء الحياة وحماية البيئة، فهي تتمحور حول ابتكار تقنيات لمعالجة المياه وتقليل الملوثات ورفع المعايير الصناعية. إن تقديم مصادر مياه أنظف تساهم بشكل مباشر في تحسين الصحة ورفع جودة الحياة، وبالتالي التأثير الإيجابي على المجتمع بأكمله. كما أنه من الجدير بالذكر أن هذا البحث يشمل مواجهة تحديات النفايات الإلكترونية من خلال مساعي إعادة التدوير التعاونية المبتكرة التي تهدف إلى دفع عجلة الاستدامة الاقتصادية، ودعم الحفاظ على البيئة وتعزيز الرفاهية المجتمعية".
يوظف الدكتور العاشه في بحثه تقنيات مبتكرة مثل استخدام مرشحات خاصة تسمى المفاعلات الحيوية الغشائية لمعالجة قضايا محددة في مياه الصرف الصحي، مثل معالجة مياه الصرف الصحي الملوثة ببقايا التبغ، انطلاقًا من التزامه بإيجاد حلول مستدامة. كما يتضمن بحثه أيضًا نهجًا صديقًا للبيئة لإدارة التلوث، حيث يستخدم قشر البيض لاستخراج الأدوية المتبقية من النفايات الطبية.
يتعاون الدكتور العاشه بشكل دؤوب مع شركاء مرموقين في دولة الإمارات ضمن مبادرات عديدة أهمها مبادرة حديثة ومبتكرة تركز على إعادة تدوير بطاريات الليثيوم ومعالجتها، مما يساهم في مستقبل أكثر استدامة.
قال: "أعتقد بأن بحثي سيقود التغيير التحويلي من خلال التركيز على تحقيق تأثير ملموس، وتعزيز الاستدامة وإحداث تغيير إيجابي في معالجة المياه وإدارة النفايات".
اكتسبت أبحاث الدكتور العاشه اهتمامًا واسعًا من خلال نشرها في مجلات محكمة، كما أنه عضو فاعل يشارك مع أصحاب المصلحة في الصناعات وصناع القرار في العديد من الندوات والمؤتمرات التي من شأنها إيجاد حلول جماعية لتعزيز الاستدامة.
وتشمل أهداف الدكتور العاشه في المراحل القادمة من بحثه توسيع نطاق التقنيات لتشمل الصناعات والمجتمع ككل، والدعوة إلى توظيف الممارسات المستدامة من خلال المشاركة في السياسات وتعزيز التعاون والتعليم العالميين.
تعرف الجامعة الأمريكية في الشارقة من خلال مبادراتها المتميزة ومشاركة أعضاء هيئتها التدريسية بدعم مساعي دولة الإمارات المستدامة. وتأكيدًا على هذا الالتزام الراسخ، فإن الجامعة هي عضو في شبكة المناخ الجامعية التي تضم جامعات ومؤسسات تعليم عالي في دولة الإمارات لتسيير الحوارات وورشات العمل والفعاليات العامة والتحفيز على مشاركة الشباب في الفترة التي تسبق مؤتمر الأطراف (كوب 28). يتجلى التزام الجامعة الأمريكية في الشارقة بالحد من انبعاثات الكربون من خلال خطة عملها المناخية الرائدة، والتي تتوافق مع الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050. تمتد مساعي الجامعة الأمريكية في الشارقة المستدامة إلى كونها مشارك رئيسي في تحالف الإمارات للعمل المناخي، وهو تحالف محلي تديره جمعية الإمارات للطبيعة. يلعب هذا التحالف دورًا بارزًا في دعم أجندة الاستدامة لدولة الإمارات باعتباره البرنامج الرائد للجهات الفاعلة غير الحكومية في الفترة التي تسبق مؤتمر الأطراف كوب 28، حيث يدعم التقدم المتسارع نحو تحقيق أهداف صافية صفرية تتماشى مع المبادئ العلمية واتفاقية باريس.