قبيل انطلاق فعاليات مؤتمر (COP28)، أشار استطلاع للرأي لعملاقة التقنية العالمية "إس إيه بي" إلى النجاح الكبير الذي حققته دولة الإمارات بفضل التزامها الكبير بالاستدامة، مسلطاً الضوء على الزيادة الملحوظة في الاستراتيجيات البيئية خلال الأعوام الخمسة الماضية. إلى جانب ذلك، فقد بدأت غالبية الشركات في الدولة بمراقبة أثرها البيئي، مع قيامها في الوقت نفسه بالتخطيط لاستثمارات مستقبلية مماثلة في هذا السياق. ونتيجة لذلك فقد أفاد 98% من الشركات التي شملها الاستطلاع بأن قياس الجوانب البيئية وإعداد التقارير الخاصة بها أصبحا يلعبان دوراً أكبر في صنع القرار الاستراتيجي والتشغيلي بنسبة كبيرة وصلت إلى 51% من الشركات.
وفيما يتعلق بعملية جمع وتحليل البيانات البيئية في الإمارات فقد شهدت نمواً خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ أظهرت الدراسة أن غالبية الشركات الإماراتية قد بدأ هذه العملية خلال الخمسة أعوام الماضية فقط، وأفاد 40.4% منها بأنها تجمع البيانات منذ فترة تتراوح ما بين عامين إلى أقل من خمسة أعوام، فيما تقوم 19.2% منها بجمع البيانات منذ أقل من عامين.
وشمل الاستطلاع تنفيذيين من قطاعات مختلفة ومن شركات ذات أحجام متنوعة في الإمارات، وأشار إلى أن معظم هذه الشركات تخطط لزيادة استثماراتها بشكل ملموس في استراتيجيات الاستدامة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وفي الوقت الذي تخطط به 73.5% من الشركات إلى زيادة هذه الاستثمارات فإن 13.9% فقط منها تنوي الحفاظ على مستويات الاستثمار الحالية بينما تنوي 9.3% منها في البدء بالاستثمار في الجوانب البيئية. كما أشار 2% من الشركات فقط إلى تنوي تخفيض استثماراتها الحالية، و0.7% منها أوضحت بأنه ليس لديها أي خطط استثمارية في هذا الإطار. وأبدت الشركات التي شملها الاستطلاع تفاؤلاً إزاء جني ثمار هذه الاستثمارات، وعند التعليق على المدة الزمنية التي يتوقعون خلالها الحصول على عوائد إيجابية، أشار 30.1% منهم إلى أنهم يتوقعون ذلك خلال فترة تمتد ما بين عام وأقل من ثلاثة أعوام، فيما قال 34.9% خلال فترة من ثلاثة إلى أقل من 5 أعوام، و28.8% قالوا خلال فترة تتراوح ما بين خمسة إلى أقل من 10 أعوام.
وقال سيرجيو ماكوتا، النائب الأول للرئيس لدى "إس إيه بي" في منطقة جنوب الشرق الأوسط وأفريقيا، خلال إعلانه عن نتائج الاستطلاع: "تُظهر النتائج الدراسة أن الشركات في الإمارات تعمل بالتناغم مع التزام الدولة بالممارسات البيئية المسؤولة. ويبدو جلياً من النتائج أن المسؤولين يدركون تماماً فوائد هذه الاستراتيجيات ليس بالنسبة للبيئة فحسب، بل وللأثر الإيجابي الذي سيعود على أعمالها، حيث تسهم هذه الاستراتيجيات في زيادة الربحية والتنافسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخطوات الكبيرة التي تم تحقيقها في مجال مراقبة الأثر البيئي لعمليات الشركات من خلال استخدام التقنيات الحديثة ستتعزز من الخطط الرامية إلى الاستثمار في استراتيجيات الاستدامة على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة".
وأوضح ماكوتا أن 49.7% من الشركات التي شملها الاستطلاع في الدولة تدرك العلاقة الإيجابية بين الربحية والاستدامة، فيما وصف 35.1% منها العلاقة بأنها إيجابية إلى حد ما. وبالمثل، فإن 53.6% من الشركات ترى وجود علاقة إيجابية بين التنافسية والاستدامة، فيما يرى 33.8% من الشركات العلاقة على أنها إيجابية إلى حد ما.
ومن حيث الفوائد المرجوة، فإن غالبية التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع (84.1%) يعتقدون بدرجة متوسطة إلى مرتفعة أن استراتيجياتهم البيئية تسهم في زيادة كفاءة إجراءاتهم وعملياتهم، في حين أن 82.1% يرون بأن الاستراتيجيات تُعزز من جودة منتجاتهم وخدماتهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن 79.5% من المستجيبين أشاروا بدرجة متوسطة إلى مرتفعة إلى أن استراتيجياتهم البيئية تسهم بشكل إيجابي في نتائج أعمالهم كالإيرادات والربحية والنمو، وتعتقد نسبة مرتفعة بلغت 94% بأن الاستراتيجيات البيئية تسهم في خفض التكاليف الإجمالية للشركات إلى حد معين.
محاور التركيز والتحديات
وفيما يتعلق بأثر القضايا البيئية على المؤسسات، فقد احتل استهلاك الطاقة والانبعاثات الحرارية موقعاً متقدماً من حيث الأهمية، إذ أكد 100% من التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع إدراكهم لأهمية هذه المشكلة، على الرغم من أن 12.6% منهم وصفوا الأثر الناتج عن ذلك بأنه ضئيل، فيما أشار 72.2% منهم أنهم يقومون حالياً بقياس البيانات المتعلقة باستهلاك الطاقة والانبعاثات الحرارية. وتمثلت العوامل ذات مستويات الأهمية التالية في تلوث الهواء وتوافر المياه العذبة، حيث أشار 85% من المستجيبين إلى أن أهمية هذه المسائل تتراوح ما بين المتوسطة والمرتفعة. كما أظهر الاستطلاع أن 49.7% من الشركات فقط تقوم حالياً بقياس بيانات تلوث الهواء، و42.4% منها تقوم بقياس مدى توافر المياه العذبة.
وبيّن ماكوتا أن الاستطلاع الذي نشرته "إس إيه بي" سلط الضوء على بعض العقبات التي تعيق تنفيذ استراتيجيات الاستدامة وقياس تأثيرها، مشيراً إلى أن معظم هذه العقبات يمكن معالجتها عبر نشر حلول "إس إيه بي" نظراً لحرص الشركة على مواصلة تحسين خدماتها عبر تضمين معايير مستدامة وقدرات ذكاء اصطناعي على امتداد محفظتها.
وأشار الاستطلاع إلى الحاجة إلى توفير وسائل أفضل لجمع البيانات، حيث كان 35.8% من المستجيبين فقط راضين تماماً عن جودة البيانات المجمّعة. وشملت جوانب الرضا لدى المستجيبين في هذا السياق كلاً من مدى أهمية البيانات المجمّعة وتوافر برمجيات وأدوات لتحليلها، حيث كان 35.8% من المستجيبين راضين كلياً عن هذين الجانبين. أما أدنى مستويات الرضا فقد كانت مرتبطة بوتيرة جميع البيانات حيث أشار 29.8% إلى أنهم راضون نوعاً ما أو راضون تماماً. بالإضافة إلى ذلك، فقد افتقرت البيانات إلى الدقة حيث أشار 23.2% من المستجيبين إلى أنهم كانوا راضين نوعاً ما أو غير راضين على الإطلاق.
يشار إلى أن هذه الدراسة هي جزء من دراسة عالمية تم نشر نتائجها قبيل انطلاق فعاليات مؤتمر (COP28)، بهدف تحديد التوجهات والتحديات التي تواجهها استراتيجيات الاستدامة وتحديد كيف يمكن للتقنيات من المساعدة في تعزيز هذه الجهود. وقامت "إس إيه بي" بجمع البيانات من 4,750 من المستجيبين من 21 دولة و29 قطاعاً، حيث كان المستجيبون على اطلاع كامل بأهداف الاستدامة وإجراءاتها في مؤسساتهم.