٢٤ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٤ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
التكنولوجيا وتقنية المعلومات | الخميس 30 أبريل, 2015 12:40 صباحاً |
مشاركة:

"الاستماع إلى الآخر" بات أكثر صعوبة في بيئة العمل الرقمية

أظهرت دراسة جديدة قدر التأثير الذي باتت أماكن العمل الرقمية تُحدثه اليوم في الموظفين. وكشفت الدراسة التي أجرتها أكسنتشر وبحثت في الكيفية التي ينظر بها الرجال والنساء المهنيون إلى العمل والفرص الوظيفية، وفي الطريقة التي يؤثر بها هذان العنصران في حياتهم، كشفت عن أن الغالبية العظمى من المهنيين حول العالم (98 بالمئة من المستطلعة آراؤهم) تقضي جانباً من الوقت في تأدية مهام متعددة متزامنة، مع أن ما يقرب من جميع المشاركين في الدراسة (96 بالمئة) اعتبروا أنفسهم مستمعين جيدين. وقال نحو ثلثي المستطلعة آراؤهم (64 بالمئة) إن الاستماع أصبح، بشكل ملحوظ، أكثر صعوبة في أماكن العمل الرقمية اليوم. وفي المملكة العربية السعودية، قال 78 بالمئة من النساء المشاركات في الدراسة إن الاستماع أصبح، بشكل ملحوظ، أكثر صعوبة في أماكن العمل الرقمية اليوم، مقابل 52 بالمئة من الرجال.

الدراسة المعنونة "استمع وتعلم وتولَّ القيادة"، والتي نشرت كذلك تحت الوسم #ListenLearnLead، استطلعت آراء 3,600 شخص في 30 بلداً، بينها المملكة العربية السعودية، ووجدت أن ثمانية من كل 10 مشاركين (80 بالمئة) حول العالم ينشغلون أثناء المشاركة في المكالمات الهاتفية الجماعية، بإنجاز مهام أخرى بينها البريد الإلكتروني الخاص بالعمل (66 بالمئة) والتراسل الفوري (35 بالمئة) والبريد الشخصي (34 بالمئة) والتواصل الاجتماعي وقراءة الأخبار (22 بالمئة) والتسلية (21 بالمئة).

وفي حين يتفق 66 بالمئة من المشاركين مع القول إن إنجاز مهام متعددة متزامنة يمكّنهم من إنجاز قدر أكبر من العمل، فإن أكثر من الثلث (36 بالمئة) قالوا إن مصادر إلهاء متعددة تمنعهم من بذل قصارى جهدهم في العمل، ما يؤدي بهم إلى فقدان التركيز، وبالتالي انخفاض جودة العمل، وتضاؤل العلاقات بين أعضاء فريق العمل. وعندما سئل المشاركون حول العالم عن الأمور التي تُقاطع عملهم اليومي، ذكروا المكالمات الهاتفية (79 بالمئة) والاجتماعات أو الزيارات المفاجئة (72 بالمئة)، وذلك بأكثر من ضعفي من ذكروا التراسل الفوري (30 بالمئة) والتراسل بالرسائل النصية القصيرة (28 بالمئة). وعلى النقيض من ذلك، ذكر المشاركون في الاستطلاع من المملكة المكالمات الهاتفية (73 بالمئة) والالتزامات الشخصية خارج العمل (62 بالمئة) كأكثر الأمور مقاطَعة لعملهم اليومي.

وفي سياق الإعلان عن نتائج هذه الدراسة، قال عمر بولس، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط لدى أكسنتشر، إن الرقمنة تُحدث تغيرات في كل شيء، مشيراً إلى أن التقنيات الجديدة ستواصل فرض تحديات من ناحية، وإتاحة فرص جديدة من ناحية أخرى، وأضاف: "من الواضح، مع ذلك، أن فرط التواصل يؤثر في البلدان وشعوبها بطرق مختلفة، لذلك فإن الشركات بحاجة إلى اغتنام الفرصة من أجل تحقيق الاستخدام الأمثل للتقنية في مكان العمل، عبر الاستفادة من قدراتها في زيادة إشراك الموظفين وتفاعلهم ورفع مستويات التعاون والابتكار".

كذلك وجدت الدراسة الاستطلاعية أن غالبية المشاركين (58 بالمئة) يعتقدون أن التقنية تمكّن المسؤولين من قادة الأعمال من التواصل مع فرق العمل التابعة لهم بسهولة وسرعة، فيما ذكر نصف المشاركين منافع إضافية، مثل المرونة التي تمنحها التقنية لفرق العمل كي تعمل من أي مكان وفي أي وقت (47 بالمئة)، وزيادة إمكانية الوصول إلى المسؤولين (46 بالمائة).



لكن يُنظر إلى إمكانية الوصول إلى المسؤولين، كأداة عون للقيادة الفعالة وكعائق أمامها على حد سواء؛ إذ رأت ستٌّ من كل 10 نساء (62 بالمئة) وأكثر من خمسة من كل 10 رجال (54 بالمئة) أن التقنية تسبب الإجهاد للمسؤولين عبر جعل إمكانية الوصول إليهم متاحة أكثر مما ينبغي. واتفق جميع المستطلعة آراؤهم على أن من بين التحديات التي تواجه القادة اليوم الحمل الزائد من المعلومات (55 بالمئة) والتقنية سريعة التطور (52 بالمئة).

من جانب آخر، أعرب أكثر من سبعة من كل 10 مشاركين (71 بالمئة) عن اعتقادهم بأن عدد النساء اللاتي سوف يشغلن منصب كبير مسؤولي التقنية في الشركات سينمو بحلول العام 2030. كذلك ذكر أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم (52 بالمئة) أن شركاتهم تعمل على إعداد مزيد من النساء لتولي مناصب في الإدارة العليا هذا العام، وذلك بوتيرة تفوق ما تمّ العام الماضي. وقد ألمح المشاركون في الاستطلاع من المملكة إلى أن ثمَّة توجهاً عاماً لتمكين المرأة في البلاد؛ إذ قال 70 بالمئة منهم إن شركاتهم تعمل على إعداد نساء أكثر لتولي مناصب في الإدارة العليا هذا العام مقارنة بالعام الماضي.



وفي الإطار نفسه، قالت نيلي بوريرو، المدير التنفيذي لقطاع الإدراج والتنوع العالمي لدى أكسنشتر، إن هناك دائماً فرصة متاحة لتولي زمام القيادة، سواء كان المرء مسؤولاً عن الترتيب لعقد لقاء ما، أو عن مجموعة موظفين، أو تنظيم حدث تطوعي، أو إدارة مشروع كبير أو حساب ما، وأضافت: "سوف ينصبّ تركيز الفعاليات المئتين التي ننظمها حول العالم بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي، على تمييز فرص الاستماع والتعلم وتولي القيادة، واغتنام تلك الفرص وخلقها. وسوف تقوم بيئتنا الافتراضية الجديدة، وهي موقع ويب رقمي تفاعلي، بعرض فعاليات أكسنتشر المباشرة هذا العام، كما ستشتمل هذه البيئة الافتراضية على تسجيلات حسب الطلب، ومركز للتواصل، وغرفة للموارد، وقاعة عرض، ونحن ندعو النساء في جميع أنحاء العالم للانضمام إلينا".

من جهة أخرى، ولّدت الدراسة أفكاراً بشأن مجموعة متنوعة من القضايا المرتبطة بأماكن العمل، والتي منها:
مهارات الاستماع. فقد أظهر المشاركون في الدراسة تقديرهم لمهارات الاستماع الجيدة، وذكروا بالتحديد التفكير قبل التحدث (54 بالمئة)، وطرح الأسئلة (49 بالمئة)، وتدوين الملحوظات (49 بالمئة) كأكثر تلك المهارات أهمية. وقارنت الدراسة أيضاً بين الإجابات عبر ثلاثة أجيال، جيل طفرة المواليد الذي يمتد بين أواسط الأربعينيات وأواسط الستينيات، والجيل "إكس" الذي يمتد بين بدايات الستينيات وبدايات الثمانينيات، وجيل الألفية الذي يمتد بين بدايات الثمانينيات وحتى مطلع الألفية، فوجدت أن 64 بالمئة من أبناء جيل الألفية قالوا إنهم يقضون أكثر من نصف يومهم وهم ينجزون مهام عمل متعددة في الوقت نفسه، مقابل 54 بالمئة من أبناء جيل إكس و49 بالمئة من أبناء جيل طفرة المواليد.
التعلم في مكان العمل. اتفق 80 بالمئة من المستطلعة آراؤهم تماماً على أن التدريب على رأس العمل هو الوسيلة الأكثر كفاءة للتعلم في مكان العمل، فيما قال 66 بالمئة إنه أكثر أهمية من التدريب الرسمي. وقد قيّم أغلبية المشاركين (85 بالمئة) التدريب المقدم في شركاتهم كالآتي: 42 بالمئة رأوا أنه يشكّل فرصة، فيما رأى 23 بالمئة أنه ضرورة، واعتبر 32 بالمئة أنه فرصة وضرورة على السواء. وقال أكثر من نصف المشاركين (59 بالمئة) إن التدريب في الشركة ساعدهم في الحصول على ترقية أو لعب دور موسع. وقد كان المشاركون من المملكة أكثر احتمالاً من نظرائهم حول العالم في أن يصنفوا تدريب شركاتهم كتدريب شديد القيمة (38 بالمئة من الرجال و36 بالمئة من النساء مقابل 26 بالمئة من الرجال و27 بالمئة من النساء حول العالم).
القيادة. أعرب المشاركون المستطلعة آراؤهم عن اعتقادهم بأن على القادة المسؤولين، من أجل المضي قدماً، تقبل مسؤوليات جديدة (54 بالمئة)، ومواصلة التعلّم (48 بالمئة) وتوجيه الآخرين (42 بالمئة). وفي الوقت نفسه، عندما سئل المشاركون عن العقبات الرئيسية التي تعترض طريق النجاح في قيادة فريق عمل ما، ذكروا الافتقار إلى: مهارات التعامل مع الآخرين (50 بالمئة)، ومهارات الاتصال (44 بالمئة) ووضوح الدور (39 بالمئة).
المهارات الإنسانية. قال 38 بالمئة فقط من المستطلعة آراؤهم إن شركاتهم تتيح التدريب على "المهارات الإنسانية"، مقارنة بـ53 بالمئة ذكروا أن شركاتهم تقدّم التدريب على "المهارات التقنية"، وذلك على الرغم من أن المشاركين قالوا إن المهارات الإنسانية الشخصية المتمثلة بالتواصل الفعال (55 بالمئة)، والقدرة على إدارة التغيير (47 بالمئة)، والقدرة على إلهام الآخرين (45 بالمئة)، هي المهارات القيادية الأهم شأناً.





الرواتب والترقيات. وفقاً لاستطلاع هذا العام، طَلَب عدد متساوٍ من النساء والرجال شكّل 54 بالمئة من المستطلعة آراؤهم في الدراسة الحصول على الترقية، وذلك بزيادة ملحوظة عن 47 بالمئة من الرجال وفقط 40 بالمئة من النساء في العام الماضي. وكان المشاركون من المملكة أكثر احتمالاً أن يطلبوا ترقيات (75 بالمئة). ومن ناحية أخرى، طلب 68 بالمئة من أبناء جيل الألفية زيادة في الراتب فيما طلب 59 بالمئة منهم ترقية هذا العام، وذلك أكثر مما فعل نظراؤهم من أبناء جيل إكس (64 بالمئة و52 بالمئة على التوالي) وجيل طفرة المواليد (59 بالمئة و51 بالمئة على التوالي).
الرضا الوظيفي. انخفض مستوى الرضا الوظيفي إلى 44 بالمئة، من 52 بالمائة في العام 2013. وجاء الشعور بتقاضي أجور أقلّ مما ينبغي سبباً رئيسياً لتدني مستوى الرضا الوظيفي، ولكن السبب المتمثل بـ"ساعات العمل الأطول مما ينبغي/أعباء العمل الأثقل مما يُحتمل" قفز من 20 بالمئة في العام الماضي إلى 31 بالمئة هذا العام. ومن المرجح أن يقول أبناء جيل الألفية إن ساعات عملهم طويلة أكثر مما ينبغي (33 بالمئة) مقارنة بأبناء جيل طفرة مواليد (28 بالمئة) وجيل إكس (30 بالمئة).
آباء وأمهات مقيمون في المنزل. على الصعيد العالمي، قال نصف المشاركين في الدراسة (51 بالمئة) إنهم كانوا ليستقيلوا من وظائفهم ويصبحوا آباء وأمهات مقيمين في منازلهم لو أنهم استطاعوا تدبر أمورهم المالية، وذلك بارتفاع ملحوظ من 37 بالمئة عن العام الماضي.

منهجية العمل
أجرت أكسنتشر، في نوفمبر 2014، استطلاعاً عبر الإنترنت شمل 3,600 من مهنيي الأعمال، وبالتحديد من المستوى الأدنى في الإدارة، من شركات صغيرة ومتوسطة وكبيرة في 30 بلداً هي: الأرجنتين، وإسبانيا، وأستراليا، وألمانيا، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإندونيسيا، وإيطاليا، والبرازيل، وتايلاند، وجنوب إفريقيا، والمملكة العربية السعودية، وسنغافورة، وسويسرا، ودول الشمال (الدانمرك والسويد وفنلندا والنرويج)، والصين الكبرى، وفرنسا، والفلبين، وكوريا الجنوبية، وكندا، وماليزيا، والمكسيك، والنمسا، والمملكة المتحدة، والهند، وهولندا، والولايات المتحدة، واليابان. وشارك في الاستطلاع ما لا يقل عن 100 شخص من كل بلد، إذ شارك فيه 500 من الولايات المتحدة، و300 من الصين الكبرى، و200 من كل من ألمانيا، ودول الشمال والمملكة المتحدة. وتم تقسيم أفراد العينة بالتساوي حسب الجنس، كما جاءت العينة متوازنة في العمر والمستوى الوظيفي في الشركات. وكان هامش الخطأ في العينة الإجمالية بحدود +/-1.7 بالمئة تقريباً.
مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة