عدد المتعلمين عبر الإنترنت في الإمارات مرشّح للارتفاع بأكثر من ثلاثة أضعاف في عام 2023

وفقاً لدراسة أجرتها "كورسيرا" و"سينسوس وايد" 

توقّعت دراسة حديثة أجرتها "كورسيرا"، إحدى منصات التعليم عبر الإنترنت الرائدة في العالم، بالتعاون مع شركة الأبحاث العالمية "سينسوس وايد" (Censuswide)، أن يشهد سوق التعلّم عبر الإنترنت في دولة الإمارات نمواً هائلاً العام المقبل مقارنةً بالعام الحالي مع زيادة تتجاوز الثلاثة أضعاف في عدد الأشخاص الذين من المحتمل أن يلتحقوا بدورات تعليمية عبر الإنترنت لمواكبة متطلبات بيئة العمل الحديثة.

وفي ضوء التطور السريع الذي يشهده سوق العمل، كشفت الدراسة أن نحو ثلث (31٪) من المشاركين في الاستطلاع التحقوا بدورات تعليمية عبر الإنترنت لغاية نوفمبر 2022، فيما أكد 95٪ أنهم "منفتحون" و68٪ أنهم "منفتحون جداً" على تجارب التعلّم عبر الإنترنت والالتحاق بمثل هذه الدروس في عام 2023. 

تم إجراء هذه الدراسة خلال شهر نوفمبر من عام 2022 واستطلعت آراء مجموعة من الأفراد المقيمين في دولة الإمارات، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً، حول أهدافهم المهنية، وعاداتهم في التعلّم عبر الإنترنت، وخياراتهم من دورات تطوير المهارات الرقمية.

التعلم عبر الإنترنت لتعزيز التطور المهني

وأظهرت بيانات الاستطلاع أن الشهادات الجامعية لا تزال تحظى بتقدير كبير من قبل المقيمين في دولة الإمارات، إذ أظهر 17٪ فقط من المشاركين "أسفهم الشديد" على الالتحاق بالجامعة. ومع ذلك، وتماشياً مع عملية التحول نحو الاقتصاد الرقمي، تشير البيانات إلى أن الطلاب بحاجة إلى امتلاك مهارات إضافية للاستعداد لسوق العمل ويتبنون لذلك حلول تعليمية مبتكرة عبر الإنترنت للمساعدة في سد الفجوة في المهارات الضرورية للوظائف الأكثر طلباً.

وكشفت الدراسة أيضاً تنامي عدد الأفراد الذين يلجأون إلى حلول التعلم عبر الإنترنت لتلافي مواطن الضعف في مهاراتهم الرقمية والوصول إلى التعليم المرتبط بمجالات العمل التي ينشدونها. وقال واحد من كل 5 مشاركين إنهم "نادراً ما"/"لا" يستخدمون المهارات التي اكتسبوها خلال دراستهم الجامعية في حياتهم المهنية، وأفاد 36٪ أن شهاداتهم الأكاديمية لم تؤهلهم جيداً لأداء وظائفهم الحالية.

وحرصاً منهم على امتلاك مجموعة واسعة من المهارات الضرورية لسوق العمل بما في ذلك المهارات الشخصية والمهنية، قال 45٪ من المشاركين الذين يستكشفون فرص التعلّم عبر الإنترنت في عام 2023 إنهم يبحثون تحديداً عن دورات "التطوير الذاتي"، بينما يسعى 44٪ منهم إلى "توسيع معارفهم".

وأظهرت الدراسة إلى أن 83٪ من سكان الإمارات التحقوا بدورات تدريبية عبر المنصات الرقمية لتطوير مهاراتهم وذلك منذ بدء تفشي جائحة كوفيد-19 في مارس 2020. كما شهدت شركة "كورسيرا"، لغاية شهر سبتمبر 2022، معدل نمو سنوي يبلغ 28٪ في عدد المتعلمين المسجلين في الدولة.

وقال هادي موسى، مدير عام شركة "كورسيرا" لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: "مع وصول عدد المتعلّمين المسجلين على منصة ’كورسيرا‘ في دولة الإمارات إلى أكثر من 724 ألف متعلم، نواصل سعينا إلى سد الفجوات في سوق العمل من خلال تزويد الجيلين الحالي والقادم من القوى العاملة بالمهارات الرقمية الضرورية لمواكبة متطلبات العمل سريعة التغير. ويتماشى المحتوى التعليمي الغني والمتنوع في منصتنا مع تطلعات الأجندة التنموية لدولة الإمارات وأهدافها، وبما يمكّن المتعلمين من اكتساب المهارات اللازمة للمشاركة في عصر الاقتصاد الرقمي وتحقيق التنمية الاقتصادية".

يطمح المتعلمون عبر الإنترنت للارتقاء بمهاراتهم الشخصية والمهنية 

تتمثل المهارات الثلاث الأكثر طلباً من قبل الأفراد المقيمين في دولة الإمارات خلال عام 2023 في: تعلم لغة جديدة (36٪)، واكتساب مهارات رقمية متقدمة، مثل البرمجة والحوسبة السحابية وهندسة البرمجيات (31٪)، والاستثمار والتداول (27٪).

وكشفت الدراسة أيضاً أن 83٪ من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن الشهادات التخصصية الاحترافية الصادرة عن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "جوجل" و"ميتا" ستحظى خلال السنوات الخمس المقبلة بتقدير أكبر من أصحاب العمل أسوةً بالشهادات الأكاديمية التقليدية. وينعكس هذا التوجه المتزايد نحو المؤهلات الاحترافية في بيانات شركة "كورسيرا"، إذ أظهرت البيانات أن 4 من بين الدورات التعليمية العشر الأكثر شيوعاً لعام 2022 في دولة الإمارات هي شهادات احترافية صادرة عن شركة "جوجل". 

الدورات التعليمية العشر الأكثر شيوعاً لعام 2022 في دولة الإمارات