١٤ محرم ١٤٤٦هـ - ٢٠ يوليو ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الخميس 10 مايو, 2018 5:37 صباحاً |
مشاركة:

200 مستثمر هولندي يبدون اهتماماً بالتجربة الاقتصادية الناجحة للشارقة

عقد مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، بمشاركة عدد من الدوائر والجهات الاقتصادية المحلية، مؤخراً، فعاليات ملتقى أعمال الشارقة – هولندا في مدينة روتردام، بحضور ما يزيد على 200 من ممثلي القطاعات التجارية والشركات والمستثمرين الهولنديين، الذين أتيحت لهم الفرصة للاطلاع عن كثب على التجربة الاقتصادية للإمارة والتعرف إلى خصوصيتها، والتسهيلات التي توفرها لهم في شتى المجالات.

 

واستعرضت الجهات المحلية المشاركة في الملتقى إحصاءات وأرقام حول مختلف القطاعات الاقتصادية في الشارقة، وفرص النمو ضمن كل منها، مؤكدة ترحيب الإمارة بالاستثمارات الهولندية، لاسيما في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع الجانبين على أكثر من صعيد.

 

وجاء تنظيم الملتقى، في إطار ثاني أيام زيارة نظمها وفد اقتصادي من إمارة الشارقة، مؤخراً، ضم كل من مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ودائرة التنمية الاقتصادية، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، ومجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار، إلى مدينتي أمستردام وروتردام الهولنديتين، يومي 8 و9 مايو الجاري، في إطار جولة لفتح أبواب الاستثمار والتسهيلات إلى الشارقة أمام ممثلي رجال الأعمال والشركات الهولندية.

 

ملتقى أعمال الشارقة – هولندا في روتردام

انطلقت أعمال الملتقى، في العاشرة صباحاً في فندق "لي جاردن هيلتون – روتردام"، بحضور سعادة سعيد علي يوسف النويس، سفير الدولة في هولندا، ومشاركة كل من: سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لـ(شروق)، وسعادة الدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مجلس إدارة مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وسعادة حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لـ(مجمع الشارقة للبحوث)، ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لـ (استثمر في الشارقة)، وأحمد سيف بن ساعد، رئيس قسم الاستثمار التجاري في دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة، وروبرت – بول فان تول، رئيس مجلس الأعمال الهولندي، وممثلين عن غرفة تجارة وصناعة روتردام، وشريحة واسعة من رجال الأعمال وممثلي القطاعات التجارية المختلفة في هولندا.

 

وألقى سعادة سعيد علي يوسف النويس كلمة ترحيبية في الملتقى، أكد خلالها عمق العلاقات الاقتصادية التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وهولندا، ما أدى إلى تجاوز مستوى التبادلات التجارية الثنائية بين البلدين 18 مليار درهم في عام 2016، مشيراً إلى أن الإمارات شكلت على مدار العقود الماضية بوابة للشركات الهولندية إلى المنطقة، التي وجدت بيئة داعمة وسوقاً قوية، ما شجع أعدادها وحجم استثماراتها على النمو بشكل متواصل، حتى باتت الإمارات تحتضن اليوم أكثر من 250 شركة، تتجاوز استثماراتها 9 مليارات درهم، في حين يعيش ما يزيد على 7500 من المقيمين الهولنديين في الإمارات ويمارسون حياتهم وأنشطتهم بصورة طبيعية.

 

وأكد النويس تطلع الإمارات إلى المزيد من الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين، لاسيما في ظل وجود توافق في الرؤى الاستثمارية والأهداف المشتركة بين البلدين، وبشكل خاص على صعيد الاستثمار في رفاهية الإنسان وتكريس الإبداع والابتكار في مختلف المجالات، داعياً المستثمرين الهولنديين إلى استكشاف الفرص القيمة التي تقدمها لهم إمارة الشارقة في قطاعات متنوعة تقع في صلب اهتمام الشركات الهولندية.

 

من جهته، استعرض سعادة مروان بن جاسم السركال، في كلمة ألقاها المقومات الاستثمارية التي تجعل من الشارقة خياراً مميزاً للشركات من مختلف دول العالم، ووجهة أولى للأعمال والشركات في المنطقة، والتي يأتي على رأسها موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط قارات العالم، على بعد 4 ساعات طيران من ثلث سكانه، و8 ساعات من ثلثي سكانه، وقربها من أسواق أفريقيا وأسواق جنوب آسيا وشرقها، وتمتعها بموانئ مباشرة على الخليج العربي والمحيط الهندي، بالإضافة إلى البنية التحتية واللوجستية المتطورة، والتشريعات الداعمة للاستثمار الأجنبي المباشر، لاسيما في القطاعات التي تستهدفها الإمارة، مثل السياحة والترفيه، والبيئة والطاقة، والخدمات اللوجيستية، والصحة، والتعليم، وغيرها.

 

وأوضح السركال أن الشارقة تعيش اليوم نهضة حقيقية، وصل معها نمو ناتجها الإجمالي العام الماضي إلى 5%، في وقت تمكنت في العام 2017 من جذب استثمارات أجنبية بقيمة 1.622 مليار دولار (5.97 مليارات درهم)، مقارنة مع 803 ملايين دولار (2.95 مليار درهم) في العام 2016، ما يعادل نمواً بالضِّعف خلال عام واحد فقط، ويؤكد على واقعية الفرص التي تحتضنها وصواب الخيار الاستثماري إزاءها، داعياً المستثمرين إلى التعرف أكثر إلى القطاعات التي تناسبهم، وأيضاً إلى حزمة التسهيلات التي تم العمل عليها بالتعاون بين مختلف الدوائر والجهات الحكومية المعنية بتعزيز الجاذبية الاستثمارية للإمارة على المستوى الدولي.

 

بدوره، استعرض ممثل عن غرفة روتردام إحصاءات وبيانات تتعلق بأهمية دولة الإمارات الاقتصادية لهولندا، مشيراً إلى أن الإمارات هي الوجهة الأولى للصادرات الهولندية إلى الخليج، باستحواذها على ما مجموعه 40% من تلك الصادرات، مؤكداً أهمية الارتقاء بالعلاقات التجارية بشكل أكبر، لاسيما مع الشارقة، التي تشكل قاعدة صناعية وتجارية رئيسة في المنطقة.

 

من جانبه، شرح روبرت – بول فان تول، رئيس مجلس الأعمال الهولندي، المزايا التي يمكن أن تقدمها الشركات الهولندية لدولة الإمارات، خصوصاً فيما يتعلق بنقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطينها في مجالات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والابتكار، والتدريب وتطوير الموارد البشرية، لافتاً إلى أن الشركات الهولندية وجدت في الإمارات أرضاً خصبة للنمو والازدهار، ما جعلنا نؤسس مجلسي أعمال للاهتمام بشؤونها ورعايتها وتوفير الدعم اللازم لها، ومساعدتها في عقد الشراكات الاستراتيجية مع مختلف الجهات الحكومية والشركات، ما يكفل تسهيل أعمالها.

 

جلسة حوارية

إلى ذلك، شاهد الحضور تسجيلاً مرئياً عرضه (استثمر في الشارقة)، تناول إحصاءات حيوية عن إمارة الشارقة ونسب النمو في قطاعاتها المختلفة، ومحاور نهضتها الاقتصادية، تبعه مباشرة عقد جلسة حوارية شارك فيها كل من: سعادة الدكتور خالد عمر المدفع، وحسين المحمودي، ومحمد جمعة المشرخ، وأحمد سيف بن ساعد، وروبرت – بول فان تول، وأدارها سام ستيفينز، مدير الأعمال لقسم تنمية التجارة في هيئة "شركاء روتردام".

 

وتناولت الجلسة التي حملت عنوان "فرص الاستثمار في الشارقة" أبرز القطاعات الحيوية الواعدة في الإمارة، والتي تشهد نمواً في الاستثمارات والطلب الاستهلاكي، كما تضمنت شرحاُ حول طبيعة الفرص الكامنة فيها، والتسهيلات المتاحة لتشجيع الاستثمار بها، مسلطة الضوء على قصص نجاح شركات هولندية في الشارقة.

 

وقال سعادة الدكتور خالد عمر المدفع: "تأتي مشاركتنا في هذه الزيارة في إطار الترويج لمدينة الشارقة للإعلام (شمس) باعتبارها وجهة واعدة لقطاع الإعلام في المنطقة، تستقطب شركات ومؤسسات ووسائل إعلام محلية وعالمية ضمن بيئة محفزة للنمو ومشجعة على الاستثمار، ونسعى إلى تعريف رجال الأعمال والمؤسسات الإعلامية الهولندية بالتسهيلات والحوافز المتنوعة التي تقدمها مدينتنا لهم، والتي تساعدهم على إطلاق منصات إعلامية تخاطب المنطقة انطلاقاً من الشارقة".

 

وأكد: "تهدف زيارتنا أيضاً إلى الاطلاع على التجربة الإعلامية الهولندية، والتعرف إلى أحدث التقنيات المتاحة في عالم الإعلام الرقمي والتقليدي، كما نسعى إلى بحث سبل التعاون وتبادل الخبرات مع الشركات الهولندية، ونتطلع إلى أن تحمل الزيارة نتائج إيجابية لنا جميعاً".

 

من جهته، قال سعادة حسين المحمودي: "يعد مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الخيار المثالي للشركات الباحثة عن بيئة محفزة وداعمة لطموحاتها الكبيرة المرتبطة باقتصاد المعرفة، من جميع دول العالم، وباعتباره منطقة حرة حديثة تتمتع ببنية تحتية وتشريعية متطورة تواكب أرقى المعايير العالمية، فإنني على ثقة في أن المجمع سيشكل وجهة استقطاب للشركات الهولندية الراغبة بتأسيس أعمال في الشارقة والمنطقة".

 

وأضاف: "نريد أن يكون المجمع نواة معرفية حقيقية لمشروعات بخثية عربية كبرى، تستفيد من المعارف والخبرات التي توفرها الشركات الأجنبية، وتعتبر الشركات الهولندية صاحبة تجربة عريقة في هذا المجال، لذا سيشكل انضمامها قيمة مضافة للمجمع وللجهود الرامية لتحقيق هذا الطموح الكبير".

 

وبدوره، قال محمد جمعة المشرخ: "توفر الشارقة بيئة أعمال مثالية للشركات الهولندية، التي وصل عددها إلى 149 شركة، ونسعى من خلال وجودنا هنا اليوم إلى فتح أبواب الاستثمار من قلب روتردام، لكل الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين الهولنديين، والأوروبيين عموماً، المهتمين والراغبين بالتوسع إلى واحدة من أكثر المناطق الواعدة للاستثمار في العالم، حيث يمكنها استهداف قطاعات البيئة والإعلام والسياحة والتعليم والصحة والخدمات الرقمية واللوجيستية، وتأسيس مراكز إقليمية لها في المنطقة، تستطيع من خلالها التوسع بمنتجاتها وخدماتها إلى الأسواق الدولية الموجودة في كل من آسيا وأفريقيا وأسواق ما وراء البحار".

 

وأضاف: "تعرفنا بالأمس عن كثب على واقع تجارب الأعمال الهولندية، وشاهدنا حجم الإبداع والابتكار التي يعتبر جزءاً أصيلاً منها، وسعينا إلى تشجيعهم لزيارة الشارقة للتعرف عن قرب إلى مميزات الاستثمار فيها، لاسيما في ظل تبني الإمارة منهجية قائمة على بناء اقتصاد معرفي متكامل، وتلقينا ردود أفعال إيجابية منهم، ونتطلع إلى الترحيب بهم وبأعمالهم قريباً في الشارقة".

 

من جانبه، قال أحمد سيف بن ساعد: "استطاعت الشارقة، بفضل رؤية تنموية اقتصادية شاملة وطموحة، أن ترسخ مكانتها بين وجهات الاستثمار الرائدة في منطقتي الخليج والشرق الأوسط، وساعدت البنية التحتية والتشريعية المتطورة قطاع الأعمال المحلي على تحقيق النمو والازدهار، في وقت أسهم التوازن الحاصل في مكونات منظومتنا الاقتصادية بتنويع الخيارات الاستثمارية أمام رجال الأعمال والشركات لاقتناص أفضل الفرص المتاحة".

 

وأضاف: "تعمل (اقتصادية الشارقة) مع شركائها من القطاعين الحكومي والخاص على تعزيز المناخ الاستثماري للشركات والمستثمرين، عبر رفده بحزمة مشجعة من التسهيلات في الإجراءات والحلول التقنية الحديثة، وحالياً، تتوافر شريحة كبيرة من خدماتنا إلكترونياً وعبر الأجهزة الذكية، ما يتيح للمستثمر إنجاز العديد من الخدمات المتعلقة بالرخص التجارية والمهنية والصناعية من مكتبه أو بيته من تكلف عناء الحضور إلى مقر الدائرة".

 

واختتمت الجلسة بلقاءات أعمال ثنائية بين المستثمرين الهولنديين وأعضاء وفد الشارقة، عكست الاهتمام الكبير من الجانب الهولندي بالإمارة، وتناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين، والتعرف إلى الإجراءات اللازمة لتأسيس الأعمال في الشارقة.

 

زيارات ميدانية

إلى ذلك، نظم وفد الشارقة خلال اليوم الأول من زيارته إلى هولندا، زيارات إلى مراكز الابتكار في مدينة أمستردام، تتضمن التعرف إلى تجربة الشركات الناشئة في هولندا وأحدث ابتكاراتها، وزيارة منتجع أمستردام العلمي، الذي يتيح التطبيق العملي لحلول الاستدامة المبتكرة لمدن المستقبل من كل أنحاء العالم.

 

وشملت الجولة أيضاً زيارة إلى مقر شركة "غروث ترايب أكاديمي"، المتخصصة في تدريب الكوادر وفق رؤية مستقبلية إبداعية قائمة على الابتكار، حيث قدم القائمة على الشركة شرحاً حول أهدافها والخدمات التي تقدمها، واختتمت بزيارة إلى شركة "يس! ديلفت"، المتخصصة في تقديم برامج بدء التشغيل للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، مع التركيز على مجال الخدمات الطبية الرقمية.

 

وسعى الوفد خلال هذه الزيارات إلى جذب هذه الشركات لافتتاح مقار لها في الشارقة، واستقطاب أفضل الخبرات والمواهب لديها، وتشجيعها على ضخ استثمارات توسعية في واحدة من أنشط البيئات الاستثمارية في المنطقة، والتي تستطيع من خلالها التوسع بمنتجاتها وخدماتها في الأسواق الدولية نحو كل من آسيا وأفريقيا وأستراليا.

 

وتعتبر (استثمر في الشارقة) العلامة الرسمية للترويج لإمارة الشارقة استثمارياً في مختلف المحافل المحلية والدولية؛ ومنذ أن كشفت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) عن العلامة التجارية للمكتب لأول مرة خلال فعاليات منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، في سبتمبر 2016، استطاع (استثمر في الشارقة) أن يرسخ أقدامه على الأرض سريعاً، إذ أوكلت إليه (شروق) مسؤولية الترويج الاستثماري للإمارة، وجذب المستثمرين، وتعريفهم بالفوائد المباشرة المترتبة على استثماراتهم تلك، إلى جانب اسهامها في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة استثمارية أولى في المنطقة، بالتزامن مع سعيها المستمر لأن تكون الإمارة واحدة من أفضل وجهات الجذب الاستثماري في العالم.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة