أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 7 مايو 2018: وقعّت موانئ أبوظبي اتفاقية امتياز استراتيجية لمدة 30 عاماً مع MSC العالمية، إحدى أكبر شركات الشحن البحري العالمية التي تتخذ مقرها في سويسرا، والتي ستقوم بموجب الاتفاقية بتأسيس مركز استراتيجي لمناولة الحاويات بدولة الإمارات في ميناء خليفة، مستفيدة من مزاياه الفريدة كواحد من أكثر موانئ المنطقة تطوراً في الجانب التكنولوجي وأحد أسرع الموانئ العالمية نمواً، وذلك في خطوة تلقي الضوء على الأهمية المتزايدة لإمارة أبوظبي في مجال التجارة البحرية ومناولة الحاويات إقليمياً وعالمياً.
تم توقيع الاتفاقية بحضور معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة موانئ أبوظبي، إضافة إلى العديد من المسؤولين، حيث قام بتوقيعها كل من الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، والسيد دييجو أبونتي، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة MSC.
دعم القيادة الرشيدة وتوجيهاتها عامل حاسم لتحقيق المزيد من النجاحات والانجازات
ثمّن معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر الإنجازات البارزة التي حققتها دولة الإمارات في ظل توجيهات القيادة الرشيدة، مؤكداً أن الدولة باتت تتبوأ مكانة مرموقة في الخارطة الاقتصادية والتجارية العالمية.
وأشاد معاليه بالدور الحيوي الذي يقوم به ميناء خليفة منذ أن تفضل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" بافتتاحه في 12 ديسمبر 2012 ليكون شاهداً حقيقياً على الابداع الهندسي لدولة الإمارات ونجاح الخطط الاستراتيجية للحكومة الرامية إلى تشييد مشاريع ضخمة للبنية التحتية وفق أرقى المعايير العالمية. وقال: "لقد تمكن هذا الميناء المتطور خلال خمس سنوات من اعتلاء مكانة مميزة كأحد الموانئ الأكثر حداثةً وتطوراً من الناحية التكنولوجية في المنطقة والعالم. إن مثل هذه الانجازات التي تحققت خلال فترة قياسية تؤكد على نجاح خطط واستراتيجيات دولة الإمارات ومساهمة المؤسسات من القطاعين العام والخاص في بناء اقتصاد قائم على مرتكزات راسخة".
وأكد معاليه أن توجيهات القيادة تسهم بشكل محوري في تعزيز جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها دولة الإمارات من خلال إرساء ركائز صلبة لاقتصادٍ مستدام ومتنوع قائم على الابتكار والمعرفة، ويتيح فرصاً واعدة للأجيال القادمة.
وقال: "يسعدنا إبرام هذه الاتفاقية التي تؤكد على المكانة الراسخة لدولة الإمارات وأبوظبي كمركز إقليمي وعالمي في مجال التجارة والشحن البحري واللوجستيات، خاصةً وأن MSC تعتبر ثاني أكبر شركة عالمية في مناولة الحاويات. ولا شك في أن هذه الاتفاقية سيكون لها دور مهم في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الزيادة الكبيرة في حركة مناولة الحاويات في ميناء خليفة. وما كانت هذه الإنجازات المهمة لتتحقق لولا رؤية القيادة ونجاح دولة الإمارات في تنفيذ مشاريع عملاقة للبنية التحتية المتطورة والتي تشمل موانئ تعتبر الأكثر تقدماً على الصعيد التكنولوجي في العالم، وكذلك شبكات نقل حديثة ومتكاملة بمعايير عالمية، إضافة إلى الموقع الاستراتيجي للدولة كمركز حيوي يربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب في منطقة تزخر بالأسواق الناشئة التي تمتلك آفاقاً واعدة للنمو".
استراتيجية نمو بعيدة الأمد وخطط طموحة
من جانبه، رّحب السيد دييجو أبونتي بتوقيع هذه الاتفاقية الاستراتيجية مع موانئ أبوظبي، وقال، "تفخر شركة MSC بإبرام هذه الاتفاقية التي تتيح لها المساهمة في تعزيز التجارة البحرية لدولة الإمارات. وفي الحقيقة، تملك دولة الإمارات إرثاُ عريقاً في تسهيل التجارة البحرية الدولية، وخلال العقدين الماضين، عملت MSC على دعم قطاع الملاحة والشحن البحري والمساهمة في تقديم أفضل الخدمات في مناولة الحاويات. ونحن على ثقة تامة بأن هذا الاستثمار يعزز من الخدمات المقدمة للعملاء ويعمل في الوقت ذاته على توسيع نطاق عملياتنا بالدولة."
وأكد الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، بأن ميناء خليفة يلعب دوراً حيوياً في استراتيجية "موانئ أبوظبي" الرامية إلى تعزيز مكانة أبوظبي ودولة الإمارات الاقتصادية والتجارية إقليمياً وعالمياً. وأشار إلى أن شركة MSC تعتزم استثمار 4 مليارات درهم طيلة فترة اتفاقية الامتياز.
وتشمل أعمال التطوير زيادة عدد الرافعات الجسرية العملاقة التي تعتبر أكثر الرافعات المتطورة تكنولوجياً على الصعيد العالمي من 12 رافعة حالياً إلى 25 رافعة خلال العامين المقبلين، وتوسيع أرصفة الميناء لاستقبال عدد أكبر من السفن القادمة، وتعميق منطقة رسو السفن ليكون أول ميناء بمنطقة الخليج العربي قادر على استقبال السفن العملاقة المخصصة لنقل الشحنات الكبيرة.
وبالنسبة لاتفاقية الامتياز التي تم منحها لشركة MSC، أكد الشامسي إنها تمثل نقلة نوعية وأحد أبرز المحطات الكبيرة في مسيرة موانئ أبوظبي والمنطقة، مشيراً إلى أنها تعود بمنافع استراتيجية على العملاء والشركات العاملة في مجال الشحن البحري والخدمات اللوجستية، من بينها خدمات أسرع وأكثر كفاءة، وسهولة الوصول إلى عدد أكبر من أسواق المنطقة والعالم، واستقطاب عملاء جدد، فضلاً عن جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى أبوظبي والمنطقة، خاصة في مدينة خليفة الصناعية ومنطقة التجارة الحرة لميناء خليفة، أكبر منطقة من نوعها بالشرق الأوسط.
وقال، "نجحت موانئ أبوظبي خلال فترة قياسية في استقطاب اثنتين من أكبر الشركات العالمية العاملة في مجال الشحن البحري وإدارة محطات الحاويات،لإقامة مراكز اقليمية لمناولة الحاويات بالمنطقة. وخلال الأعوام الخمسة المقبلة، سترتفع القدرة الاستيعابية لمحطتي الحاويات في ميناء خليفة إلى أكثر من 8.5 مليون حاوية نمطية سنوياً."
ومن جانبه، قال السيد عمار كنعان، الرئيس التنفيذي لشركة TIL، الذراع التشغيلي لشركة MSC، "تمثل هذه الاتفاقية استثماراً مشتركاً مهماً مع موانئ أبوظبي لتطوير ميناء خليفة وتوفير حلول وخدمات عالية الكفاءة لمناولة الحاويات لشركاء MSC والعملاء في هذا الموقع الاستراتيجي. ونتطلع إلى مزيد من التعاون في هذا المشروع خلال الفترة المقبلة."
هذا، ويمثل مركز مناولة الحاويات الإقليمي الجديد لشركة MSC بميناء خليفة أحد أهم الاستثمارات الاستراتيجية لهذه الشركة التي تصنف ضمن أكبر شركات الملاحة البحرية عالمياً، حيث تدير 480 مكتباً تابعاً لها في 150 دولة، وتسيّر رحلات تجارية عبر أكثر من 200 طريق تجاري و500 ميناء في مختلف أنحاء العالم.
وتعتزم MSC نقل كافة عمليات مناولة الحاويات الخاصة بها من موانئ المنطقة، والتي تبلغ أكثر من 3.5 مليون حاوية سنوياً، إلى ميناء خليفة وذلك بدءاً من شهر يوليو المقبل. وتسهم هذه الخطوة المهمة في تعزيز القدرة الاستيعابية لمحطة الحاويات الرئيسية من 2.5 مليون حاوية إلى 5.3 مليون حاوية نمطية سنوياً عام 2020، فضلاً عن أنها ستقفز بتصنيف ميناء خليفة من المركز 86 عالمياً إلى أفضل 25 ميناء بداية العام المقبل.