أكّدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤّسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، على أهميّة الشراكات الثقافية والأدبية في مدّ جسور التّواصل الثقافي والمعرفي، بين مختلف شعوب العالم.
جاء ذلك خلال مشاركتها بجلسة نقاشية يوم أمس في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بألمانيا، والذي تتواصل فعالياته حتى الخامس عشر من أكتوبر الجاري، حيث تناولت الشيخة بدور القاسمي خلال الجلسة التي حملت عنوان " الشراكات الثقافية والأدبية، وأثرها على الناشرين" أثر علاقات التعاون والعمل المشترك في تفعيل دور المعرفة والعمل الإبداعي في تبادل الخبرات، وتعزيز سبل الحوار بين ثقافات العالم.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: "تبلورت فكرة إنشاء دار كلمات للنشر عندما رغبتُ بالتأكد من حصول أطفالي على كتبٍ عالية الجودة باللغة العربية، وهذه هي رسالتنا وركيزتنا الرئيسة في مجموعة كلمات، ليس على مستوى الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط فحسب، بل أيضاً على مستوى العالم، من خلال توزيع كتبنا بين ثقافات وشعوب مختلفة، بجميع اللغات الإنسانية".
وأعربت الشيخة بدور عن إيمانها بأن الشركات الثقافية والأدبية يُمكّنها مد جسور التفاهم، ولعب دور بارز في تعزيز التعايش السلمي بين الثقافات، وأضافت: "يُسهم دعم الشراكات المختلفة، بهدف توقيع الاتفاقيات وبيع وشراء حقوق النشر والتوزيع مع مختلف الناشرين على المستوى العالمي، في فتح آفاق التبادل الثقافي أمام الناشرين، وتعريف الأطفال واليافعين في جميع دول العالم بثقافتنا وآدابنا وقصصنا العربية الشهيرة، فضلاً عن دورها كسفيرةً للمحبة والسلام، ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في العالم".
وأوضحت الشيخة بدور القاسمي أنّ جهودها أثمرت بتحول "كلمات" من دار نشرٍ محليّة صغيرة، إلى مجموعة نشرٍ دوليّةٍ كبيرة، تمتلك تراخيصَ للنّشر والتّوزيع في 54 دولةً حول العالم، وأشادت بمزايا الاتّفاقيات التي وقّعتْها "مجموعة كلمات" مع كبرى شركات النشر العالمية مثل "بلومزبيري"، و"كوارتو"، و"غاليمارد"، مشيرةً إلى أنّ هذه الشراكات عادت بالفائدة والمنفعة المتبادلة على جميع الأطراف.
وأكّدت الشيخة بدور القاسمي بأنّ "الشراكة الحقيقية الفاعلة هي التي يُدرك فيها الشريك نقاط قوّته وضعفه، ويتعلّم منها؛ فهي عمليةٌ تثقيفيّة تُمكّنُنا من فهم أسواقنا بالإضافة إلى أسواق الآخرين".
وتناولت الشيخة بدور القاسمي خلال الجلسة النقاشيّة مجموعة الفرص الاستثماريّة الخاصة بقطاع النشر المتوفرة في المنطقة بشكلٍ عام وفي إمارة الشارقة بشكلٍ خاص، في ضوء الإنجازات التي حقّقتها الإمارة وحصولها على لقب العاصمة العالميّة للكتاب لعام 2019، وإنشائها "مدينة الشارقة للنشر"، التي ستصبح أكبر منطقةٍ حرة للنّشر في العالم عند افتتاحها.
وضمت قائمة المتحدثين في الجلسة النقاشية مع الشيخة بدور القاسمي، ماركوس ليفر، المدير التنفيذي لمجموعة "كوارتو"، ونايجل نيوتن، المدير التنفيذي لدار "بلومزبيري" للنشر، وهيدويج باسكيت، رئيس دار "غاليمارد"، وأدارها بورتر أندرسون، رئيس تحرير "ببلشنغ بيرسبيكتيف".
وحقّقت "مجموعة كلمات" منذ تأسيسها حضوراً ملفتاً على السّاحة الثقافيّة العربيّة والإقليمية والدولية، وحصلت على العديد من الجوائز تقديراً لجهودها الرّامية إلى الارتقاء بأدب الأطفال العربي، منها جائزة أفضل ناشر من "معرض الشارقة الدولي للكتاب" لعام 2012، وجائزة أفضل ناشر في آسيا خلال "معرض بولونيا لكتاب الطفل" 2016، وجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2017 عن فئة النشر والتقنيات الثقافية.
ويجمع "معرض فرانكفورت الدوليّ للكتاب"، أكبر معرضٍ للكتاب في العالم، أكثر من 7150 عارضاً من 106 دولٍ، ويُنظّم 4000 فعاليةٍ مختلفة، وانطلق المعرض بشكله الحديث عام 1949، لكن عمره يتجاوز أربعة عقود، إذ تعود جذوره إلى القرنين السّادس عشر والسّابع عشر، عندما كانت فرانكفورت منبراً لتتويج أباطرة روما، ومركزاً ثقافياً لتوزيع الكتب في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية بالقارة الأوروبية.