أجرت شركة الإمارات دبي الوطني ريت (سي إي آي سي) المحدودة ("الإمارات دبي الوطني ريت")، وهي صندوق عهدة/ائتمان للاستثمار العقاري وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية وتخضع لإدارة شركة الإمارات الوطني لإدارة الأصول (مدير الصندوق)، مؤخرًا دراسات بالتعاون مع شركة Global Student Accommodation "GSA" الرائدة عالميًا في قطاع السكن الطلابي. وقد كشفت نتائج هذه الدراسات أن سوق دبي أصبح سوقًا ناضجًا للاستثمار في فئة أصول السكن الطلابي الناشئة، لا سيما أن دبي شهدت نموًا متسارعًا بصفتها مركزًا للمؤسسات التعليمية الخاصة، حيث ساهمت زيادة أعداد الطلاب الملتحقين من خارج دولة الإمارات في الجامعات والكليات في دبي في تعزيز الطلب على عقارات السكن الطلابي.
فقد قامت الإمارات العربية المتحدة، خلال السنوات الاثنتي عشرة السابقة، بإنشاء خمس مؤسسات أكاديمية عامة و58 مؤسسة أكاديمية خاصة، والتي يزيد عدد الملتحقين فيها عن 100,000 طالب وطالبة. ويعكس النمو المتسارع للمؤسسات التعليمية الاستجابة المباشرة لزيادة الطلب على التعليم العالي في المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن العديد من الطلبة الملتحقين هم من خارج الإمارات العربية المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت أعداد الملتحقين في الجامعات والكليات في دبي منذ عام 2009 بمعدل نمو سنوي يبلغ 6.4%، حيث زاد عدد الطلبة في المدينة عن 60,000 طالب وطالبة، علمًا أن معدل النمو السنوي هذا يجسّد حوالي ضعف المتوسط الدولي (3.7% سنويًا) خلال الفترة ذاتها. ويعزى هذا النمو المتسارع لقطاع التعليم العالي في الإمارة إلى العديد من العوامل التي تساهم في دعمه ومن أبرزها النمو السكاني المستمر، والقرب الجغرافي النسبي للعديد من الدول، فضلًا عن الدعم الحكومي القوي للقطاع.
وفي معرض تعليقه على نتائج الدراسة، قال أنتوني تايلور، مدير الصندوق في شركة الإمارات دبي الوطني ريت:
"تشهد أعداد الطلبة الملتحقين في الجامعات في دبي نموًا متسارعًا، وهو أمرٌ لا بد أن ينعكس على عقارات السكن الطلابي المتوفرة التي يجب أن تلبي هذا الطلب المتنامي. وفي الوقت الحالي، يبلغ مجموع أسرّة السكن الطلابي في المدينة حاليًا ما يقارب 4000 سرير، أي ما يلبي احتياجات 6.5% فقط من إجمالي الطلبة الملتحقين في المؤسسات الأكاديمية في دبي. وبالمقارنة مع قطاع التعليم العالي الناضج في المملكة المتحدة على سبيل المثال، الذي يغطي حوالي 24% من الطلب، يمكننا أن نلمس فرصة واضحة في إنشاء المزيد من العقارات المخصصة للسكن الطلابي. وبعد عملية الاستحواذ الأخيرة على مبنى السكن الطلابي "يونينست دبي لان" الذي كانت "GSA" قد استكملت إنشائه حديثًا، يسعى فريقنا حاليًا لإيجاد أصول أو مشاريع مشابهة نؤمن بأنها ستثمر عن عوائد جذابة".
تعدُّ دبي أحد أكبر أسواق فروع المؤسسات العالمية للتعليم العالي، إذ توفر 10 مناهج دولية مختلفة عبر 24 مؤسسة أكاديمية، وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد الصين التي تشكل الدولة الوحيدة في العالم التي يزيد فيها عدد الجامعات عن الإمارات العربية المتحدة وتضم 38 جامعة، في حين يبلغ عدد الجامعات في دولة الإمارات 34 جامعة. وتستقطب دبي الطلبة من الدول العربية المجاورة وأفريقيا وجنوب آسيا نظرًا لما تتمتع به من خيارات واسعة النطاق من تخصصات التعليم العالي.
ومن جانبه، علق آرون ماسكري، رئيس قسم الأبحاث وتحليل المعلومات لدى "GSA" قائلًا:
"كشفت الأبحاث الأخيرة في الولايات المتحدة انخفاضًا بنسبة 40% تقريبًا في الطلبات الدولية من الطلبة المحتملين في الشرق الأوسط، وبالنظر إلى المستقبل، تتمتع دبي بمكانة ممتازة تمكّنها من توظيف نقاط قوتها بصفتها مركزًا إقليميًا رائدًا في توفير التعليم العالي المرموق والخدمات المرتبطة به، وتحقيق أعلى درجات الاستفادة من الطلب المتنامي في هذا السوق. فالطلبة الملتحقون حديثًا بالجامعات والمؤسسات الأكاديمية يبحثون عن مكان مريح وآمن، يشعرون فيه بالترحيب، وهنا تمكن الفرصة الاستثمارية".
تظهر المقارنة مع المملكة المتحدة، إحدى الأسواق الرائدة في مجال التعليم العالي، بأن العقارات المخصصة للسكن الطلابي باتت تجسّد خيارًا آمنًا بالنسبة إلى المستثمرين في القطاع العقاري. وقد كشف الأداء الفعلي لتأجير عقارات السكن الطلابي في المملكة المتحدة عن نمو أقوى بالمقارنة مع مؤشر بنك بيانات العقارات الاستثمارية (IPD) لفئة التأجير الكلية في السوق. يتمتع القطاع بسجل حافل للنمو في فئة التأجير مقابل أنواع أخرى من العقارات، الأمر الذي يؤكد على جاذبية العقارات المخصصة للسكن الطلابي بالنسبة إلى المستثمرين في دبي الذين يبحثون عن دخل ثابت من الأصول التي تشهد طلبًا متزايدًا.