الالتهاب الرئوي يُعدُ السبب الأكثر شيوعًا لدخول المستشفيات

الانتقال من الجو الدافئ إلى الجو البارد سواءً كان في المنزل أو مكان العمل في فصل الشتاء قد يتسبب في حدوث الاصابة بالالتهاب الرئوي. وذلك لصعوبة التأقلم السريع مع التغيير المفاجئ في درجات حرارة الجو، ما ينتج عنه تغيرات حيوية في الأنسجة بفعل مهاجمة الجراثيم والفيروسات والفطريات أو المواد الضارة للرئة عند ضعف تأقلمها للفروق التي تحدث في درجات الحرارة عند الانتقال من الدفء إلى البرد والعكس صحيح.

وتشير التقديرات إلى أن مرض المكورات الرئوية يتسبب بحدوث 1.6 مليون حالة وفاة سنويا في جميع أنحاء العالم

ووفقا للدكتور سالم بن أحمد الضاحي، المختص في الطب الوقائي فإن حالات الإصابة بمرض المكورات الرئوية تبدأ بالازدياد من مرحلة منتصف العمرإلى سن الخامسة والستين فما فوق، حيث تبلغ مدى ملحوظاً في هذه المرحلة العمرية. ووفقاً لتقديرات تقرير الأمم المتحدة، من المتوقع أن يصل عدد هذه الفئة إلى 2 مليار نسمة بحلول سنة 2050 .

وأضاف أن حوالي 30% من البالغين المصابين بالتهاب السحايا الناجم عن المكورات الرئوية يؤدي بهم المرض إلى الوفاة؛ وفي الدول الصناعية، يتسبب الإنتان الدموي الناجم عن المكورات الرئوية بنسبة وفيات تتراوح بين 30 – 40 % بين كبار السن.   

وقال الدكتورسالم الضاحي:"أن التطعيم ضد الالتهاب الرئوي الذي تسببه بكتيريا المكورات الرئوية للأطفال وكبار السن أفضل وسيلة للوقاية وتجنب المضاعفات الخطيرة التي تصل إلى الوفاة. واشار إلى ان بكتيريا المكورات الرئوية قد تتسبب في الإصابة بمجموعة من الأمراض المعدية الخطيرة من بينها الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا الناجم عن بكتيريا المكورات الرئوية streptococcus pneumoniae ، وتنتقل تلك الأمراض عن طريق الرذاذ التنفسي الذي يخرج من الأنف او الفم و الذي يحتوي على بكتيريا المكورات الرئوية".

وأوضح أن الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكر من النوع الثاني وسرطانات الدم الخبيثة أو الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء أو المصابين بالأمراض الكلوية والرئوية المزمنة يكونون دائما أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض المكورات الرئوية ولذلك لا بد من اتخاذ الإجراءات الاحتياطية الوقائية المتعددة كالتطعيم الذي أصبح يشمل جميع الأعمار من سن شهرين وحتى فوق 50 عاما لافتا إلى أن الالتهاب الرئوي يعد السبب الأكثر شيوعا لدخول المستشفيات.

وعن العلاج بالنسبة للالتهاب الرئوي قال الدكتور الضاحي :"يعتمد العلاج  على حسب الالتهاب فإذا كان الالتهاب بالبكتريا يمكن العلاج عن طريق المضادات الحيوية وعن طريق تطعيم المكورات الرئوية. ولا يحتاج المريض إلى فحوصات معينة لأخذ تطعيم المكورات الرئوية، كما أن البالغين فوق الثامنة عشر يمكنهم أخذ تطعيم المكورات الرئوية وكذلك المصابين بفقر الدم المنجلي والمرضى الذين تم إزالة الطحال لديهم ".

وأشار الى أن مرض الالتهاب الرئوي خلال موسم الحج، يتسبب في ثلث حالات دخول المستشفيات في السعودية، حيث تعدّ بكتيريا المكورات الرئوية السبب الرئيسي لذلك. وشدد على أهمية التطعيم الذى يحمي من 13 سلالة مسببة للالتهاب الرئوي، لافتا الى أهمية أن يكون التطعيم لجميع الفئات العمرية لتزايد احتمالية التعرض للمضاعفات المباشرة وغير المباشرة عند الإصابة بالالتهاب الرئوي. وحسب الجمعية السعودية للأمراض الصدرية يجب إعطاء تطعيم المكورات الرئوية لكل من ينوي الذهاب الى العمرة أو الحج والأشخاص منهم فوق سن الخمسين وجميع الموظفين في المستشفيات وفئة الممرضين والمصابين بالأمراض المزمنة من مرض السكري والأمراض الرئوية المزمنة وأمراض الكبد وأمراض الكلى المزمنة.