لطالما وعدنا أنفسنا لنعيش حياة أفضل مفعمة بالحيوية لنكون أكثر صحّة ونشاطاً. وعلى الرغم من اهتمامنا بالاشتراك في صالات الألعاب الرياضية واتباع الحميات الغذائية بدقة، هل فكرنا بوضع نظام دقيق للحصول على نوم هادئ وجيد يومياً يتوافق مع أهدافنا الحياتية خلال العام الجديد؟
ليس من المثير للدهشة أن نعلم أن "النوم الجيد" هو في جوهره حياة جيدة، ولكن الكثير منا لا يضعه ضمن قائمة أهدافه الحياتية على الإطلاق. فواقع الأمر يقول إن النوم لا يقل في أهميته عن النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية للحصول على حياة صحية وخالية من الأمراض. فالنوم العميق والهادئ (بين 7-9 ساعات يومياً) هو الطريق الذهبي للإبقاء على جسمك في حالة ذهنية وجسمية صحية وممتازة طوال الوقت. ليس من الصعب الحصول على كل تلك المميزات، فقط تعلم كيف تغمض عينيك وتنام بشكل صحيح لتحصل على حياة جيدة.
يقول الدكتور إرشاد إبراهيم من مركز لندن لعلاج اضطرابات النوم في دبي: "لا يعني الحصول على النوم الجيد بأنك كسول، ولكن الحصول على وقت كافِ من النوم هو أمر ضروري ومطلوب بشدة لتحسين وظائف الذاكرة وعملية التعلم والإبداع وتعزيز عملية التمثيل الغذائي (الأيض) والحفاظ عل وزن صحي للجسم، بل ويساعد على التغلب على الأمراض".
قلة النوم هي ظاهرة منتشرة للغاية، وغالباً ما يتم تشجيعها بقوة من أجل انجاز المزيد من الأعمال، بل وأصبحت السمة الغالبة مع نمط الحياة العصرية، ولذا قد تشكل عامل خطر للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة التي يأتي على رأسها السمنة والسكري. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن قلة النوم قد تؤدي إلى حالة اختلال تحمل الجلوكوز، وهو ما ينتج عنه زيادة خطر الإصابة بمرض سكري النمط الثاني*. فالنوم ليس فقط للمخ، ولكن أيضاً لبقية أعضاء الجسم.
لذا فأثناء وضعك لقائمة أولوياتك وخططك للعام الجديد، ينصحك الدكتور إرشاد إبراهيم باعتماد العادات التالية لتحسين أنماط نومك من أجل أن تعيش حياة أفضل في المستقبل.
أصبحت قلة النوم السمة المميزة للمجتمع الحديث، ويتم اعتبارها على أنها ظاهرة غير مؤثرة وفعالة لمواكبة نمط الحياة. وساهم أيضاً الضوء الصناعي المنبعث من الشاشات والأجهزة الإلكترونية في تقليص النوم إلى حدود غير مقبولة، وعلى الجانب الآخر ازداد الوقت المخصص للعمل والترفيه. ففي مجتمعنا النشيط طوال الـ 24 ساعة يومياً، هناك من يعملون طوال الليل وينامون بالنهار، وهو نمط الحياة الذي يتسبب في فقدان وقلة النوم. ومن المؤكد أن تساعدنا الحلول المذكورة أعلاه على الالتزام بروتين صحي للنوم في مستهل العام الجديد.
قبل أن ننسى، يرتبط النوم بالراحة والوقت من أجل تجديد القدرات العقلية والذهنية. تنتشر النظريات والطرق الوقائية الشائعة والتي تتعلق بالنوم، ويمكن من خلالها أن نتعلم منها العديد من الأساليب التي تحافظ على أجسامنا وأنظمته الداخلية. من أجل أن ننعم بالصحة والحيوية في عام 2017، اهتم بنومك جيداً وتأكد من الحصول عليه كما ينبغي.
*أثر الحرمان من النوم على الهرمونات والأيض (The Impact of Sleep Deprivation on Hormones and Metabolism) بواسطة إيف فان كوتر، والبروفسور كريستين كنستون، والبروفيسور راشيل لابروت، والبروفسور كارين شبيغل. ميدسكيب لعلوم الأعصاب 2005: 7(1) © 2005 ميدسكيب.