أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع- حفظه الله-عن تأسيس أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم، وكشف سموه في تصريحات لوكالة أنباء بلومبرغ عن تأسيس المملكة صندوق استثمارات عامة بمبلغ تريليوني دولار لمرحلة ما بعد النفط، وشدد على أنه ينبغي تنويع الاستثمارات، مشيراً إلى أنه في غضون العشرين عاما المقبلة سيتحول اقتصاد المملكة عن الاعتماد على النفط بشكل رئيسي، وأوضح أن المملكة لن تثبّت إنتاج النفط إلا إذا فعلت إيران وبقية المنتجين الرئيسيين.
كما كشف الامير محمد بن سلمان عن خطط لطرح 5% من شركة أرامكو العملاقة للنفط للتداول خلال 2017، وعرض سموه في المقابلة ملامح رؤيته لتطوير "صندوق الاستثمارات العامة"، بحيث يدر في نهاية المطاف مبلغ تريليوني دولار من شأنها دعم المملكة في التخلي عن النفط كمصدر رئيسي للعوائد.
ووفقا للوكالة، أشار سموه إلى استراتيجية تتضمن بيع حصة من شركة أرامكو وتحويل عملاق النفط إلى كتلة صناعية، مشيرا إلى أن الطرح العام الأولي قد يجري العام المقبل، حيث تخطط المملكة في هذه المرحلة لبيع أقل من 5% من أسهم الشركة.
خطة الاستثمار في الخارج ستكون نشطة للغاية.. الصندوق سيميل في البداية إلى الأصول المحلية
وأوضح أن "طرح أرامكو للاكتتاب وتحويل أسهمها إلى صندوق الاستثمارات العامة سيجعل الاستثمارات هي مصدر العائدات للحكومة، وليس النفط".
وأضاف ولي ولي العهد: "ويتبقى الآن أن ننوع الاستثمارات بحيث نصبح في غضون 20 عاما اقتصادا أو دولة لا تعتمد بصورة رئيسية على النفط"، معتبرا بأن الصندوق سيقوم بلعب دور رئيسي في الاقتصاد من خلال الاستثمار في الداخل والخارج، وسيكون كبيراً بما يكفي لشراء شركة أبل، وجوجل وشركة مايكروسوفت وشركة بيركشاير هاثاواي - أكبر أربع شركات مدرجة بالبورصة في العالم.
ويهدف الصندوق في نهاية المطاف إلى زيادة نسبة الاستثمارات الأجنبية فيه إلى 50 بالمئة بحلول عام 2020 من 5 بالمئة حالياً.
وتابع سموه "نحن نعمل على زيادة كفاءة الإنفاق الحكومي" والدولة اعتادت على زيادة الإنفاق بأكثر من 40 بالمئة من الميزانية المخصصة لها.
واكد الأمير محمد بن سلمان أن الصندوق يملك بالفعل حصصا في شركات من بينها شركة السعودية للصناعات الأساسية، ثاني أكبر مصنع للكيماويات في العالم، والبنك الأهلي التجاري، أكبر بنك في المملكة، مضيفا بأن الصندوق يبحث في "فرصتين للاستثمار خارج المملكة " في القطاع المالي، رافضا تسمية الأهداف المحتملة للاستحواذ، مضيفا "أعتقد أننا سوف نحقق واحداً منها على الأقل".
واوضح سموه بأن الصندوق بدأ يصبح أكثر نشاطا في الخارج، ففي يوليو، استحوذ الصندوق على حصة 38 بالمئة في شركة بوسكو الكورية الجنوبية للهندسة بقيمة 1,1 مليار دولار وفي نفس الشهر وافق على استثمار 10 مليارات دولار كشريك في روسيا مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي.
ووصف سموه خطة المملكة للاستثمار في الخارج ستكون نشطة للغاية على الرغم من أن صندوق الاستثمارات العامة سوف يميل في البداية إلى الأصول المحلية من خلال إضافة ارامكو".
وأضاف: "مما لا شك فيه، سيكون أكبر صندوق على الأرض، وسيحدث هذا حالما يتم طرح ارامكو للاكتتاب العام".