٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
البيئة والطاقة | السبت 15 أكتوبر, 2022 3:04 مساءً |
مشاركة:

#يوم_الأغذية_العالمي: التهديدات الرقمية في قطاع الزراعة الذكية خطر على الأمن الغذائي في الشرق الأوسط

قال خبراء إن هناك أخطارًا تنطوي على خفض المشاركة البشرية في القطاع الزراعي وتجاهل احتمالات الهجمات الرقمية التي تستهدف القطاع، وذلك في ظلّ زيادة استخدام التقنيات الذكية في الزراعة بدول منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، التي تتفاوت في تبنيها لهذه التقنيات ومقدار تقدمها في مراحل التحوّل الهادف إلى رفع كفاءة الإنتاج الزراعي.

 

وكان خبير أسترالي عرض العام الماضي في مؤتمر "ديف كون 29"، الذي يُعدّ أكبر تجمّع لخبراء القرصنة في العالم، طريقة للسيطرة على المعدات الزراعية الحديثة التي تتسم بالعديد من المزايا، كأنظمة تحديد المواقع والملاحة الآلية إلى البرمجيات التي تدير رشّ الأسمدة. وأوضح الخبير كيف تمثل الثغرات البرمجية نقاط ضعف في الأنظمة والمعدات يمكن استغلالها من جهات تخريبية.

 

وكثيرًا ما تُستخدم نُظم الرقابة الصناعية في صناعة الأغذية والزراعة. وتعرضت أجهزة الحاسوب المتصلة بنظم الرقابة الصناعية في النصف الأول من العام 2022 بمنطقة الشرق الأوسط لهجمات بوسائل متعدّدة. وحُظرت الهجمات على الحواسيب التي كانت محمية بحلول كاسبرسكي، والتي بلغت نسبتها 36% من جميع الحواسيب التي تعرضت لتلك الهجمات، وفقًا لما ورد في تقرير مشهد تهديدات نظم الرقابة الصناعية الذي وضعه فريق الاستجابة لطوارئ الحاسوب في نظم الرقابة الصناعية لدى الشركة العالمية الرائدة في الأمن الرقمي.

 

وألقى فلاديمير داشينكو الخبير في فريق الاستجابة لطوارئ الحاسوب في نظم الرقابة الصناعية لدى كاسبرسكي، الضوء على التساؤلات التي تُطرح حول "شكل الهجوم النموذجي" الذي قد يُشنّ على الحقول الزراعية، داعيًا إلى التفكير فيما قد يُحدثه تغيير بعض المعطيات في برمجية مسؤولة عن إدارة عملية رشّ الأسمدة على التربة، لزيادة الجرعة عدّة مرات. وحذّر الخبير من أن هذا الفعل وحده قد يؤدي إلى جعل الحقل غير صالح للزراعة لسنوات وربما لعقود.

 

وقال داشينكو إن الآلات الزراعية الذكية عُرضة لهجمات القراصنة، ما يجعل سلاسل التوريد في جميع أنحاء المنطقة والعالم كله بدورها، عُرضة لأخطار كبيرة، وأضاف: "يخشى القطاع الزراعي من تمكّن مجرمي الإنترنت من استغلال الثغرات الموجودة في البرمجيات والأجهزة الزراعية المستخدمة في زراعة المحاصيل وحصادها، إذ قد تُشنّ الهجمات على التقنيات الذكية من قِبل منافسين لا أخلاقيين؛ فعرقلة التقنيات الذكية في القطاع الزراعي لا تتطلب الكثير من المهارة، ما قد يدفع المنافسين للسعي إلى خفض جودة منتجات منافسيهم أو حتى تدمير إنتاجهم الزراعي".

 

ويُعدّ الابتكار الرقمي ضروريًا لرفع مستوى الكفاءة الزراعية مع سعي العديد من البلدان إلى مكافحة الظروف المناخية الصعبة والتصدّي للتحديات المرتبطة بعدم الاستقرار الاقتصادي العالمي. ويتعيّن على المؤسسات الزراعية العمل لضمان إدارة البيئة الزراعية وسلاسل التوريد الزراعية على النحو الأمثل في جميع الأوقات، إذا أريد لإمدادات الغذاء في العالم أن تستمرّ. فبإمكان المزارعين، مثلًا، استخدام الطائرات المسيرة لتقليل تكلفة مراقبة نمو المحاصيل، وتحسين التقاط البيانات، وتحديد المجالات التي تنطوي على تحديات محتملة كالمناطق منخفضة الإنتاجية، وزيادة الفاعلية في مراقبة انتشار الآفات والأمراض في المحاصيل والثروة الحيوانية.

 

واعتبر داشينكو السلاسة المعتادة في سير العمليات في القطاع الزراعي أحد الأسباب الكامنة وراء "ضعف الاهتمام" بهشاشة القطاع الزراعي وسلاسل التوريد الغذائي، مشيرًا إلى أن تداعيات الجائحة العالمية قد سلّطت الضوء على التأثيرات الناجمة عن تعطّل سلاسل التوريد. وأكّد الخبير أن القطاع الزراعي الإقليمي "لا يستطيع تحمل المخاطرة" عندما يتعلق الأمر بالمعدات والبرمجيات المستخدمة للحفاظ على العمليات، لا سيما في ظلّ التحدّيات السائدة كنقص الغذاء والجوع، عدا عن تأثيرات الظواهر المناخية القاسية التي تشهدها مناطق مختلفة، داعيًا إلى ضرورة أن تشمل منظومة الأمن الرقمي الزراعي التقنيات والعمليات، وتقديم التدريب التخصصي والتوعوي الأمني للموظفين، لحماية البنية التحتية والأجهزة من التهديدات الرقمية.

 

وتُعدّ حلول الأمن الرقمي الصناعي ضرورية لحماية المؤسسات الزراعية والمزارعين من خطر الاختراقات، لا سيما وأن الجهات العاملة في القطاع الزراعي، وبحسب مدى تقدمها الرقمي، تستخدم آلاف الأجهزة التشغيلية المتصلة بالإنترنت، ما يتيح نواقل عديدة للهجوم. لذلك تهدف حلول الأمن الرقمي الصناعي إلى ضمان الحماية الشاملة لمختلف المكونات في المنظومات الصناعية لدى المؤسسات، لتمكين جمع البيانات من الأصول ومراقبتها وإدارتها بطرق آمنة وفعالة.

 

وتُعد حلول مكافحة البرمجيات الخبيثة على الأجهزة الطرفية أحد المكونات المهمة التي يجب الاهتمام بالحصول عليها. وتهدف البرمجيات الخبيثة إلى إحداث الضرر أو سرقة البيانات أو تشفير الملفات أو اكتساب القدرة على الوصول إلى الأنظمة الرقمية. وقد تأتي البرمجيات الخبيثة على هيئة تروجانات أو فيروسات أو برمجيات فدية أو غيرها.

 

وتطبق حلول مكافحة البرمجيات الخبيثة أساليب عمل متنوعة تتضمّن اكتشاف التوقيعات وتحليل السلوكيات، وأحيانًا، الذكاء الاصطناعي للتعامل مع هجوم ما عن طريق تعطيل البرمجية الخبيثة المستخدمة فيه. ويلزم لضمان الأمن الشامل تثبيت حلول مكافحة البرمجيات الخبيثة على كل جهاز متصل بالشبكة، لكن استخدام كثير من الموظفين أجهزتهم الشخصية واتصالهم بالشبكات المؤسسية عبرها، يصعّب ضمان تثبيت الحلول الأمنية المحدثة بطريقة صحيحة على جميع الأجهزة المتصلة بالشبكة.

 

وأكّد داشينكو أن التدريب التوعوي المستمر على الأمن الرقمي يشكّل "خطوة مهمة" لتعزيز دَور حلول الأمن الرقمي في حماية البيئات الزراعية الرقمية، وأضاف: "من شأن استخدام النماذج التدريبية التفاعلية، سواء المباشرة أو المقدمة عبر الإنترنت، وحتى ممارسة ألعاب الأمن على الإنترنت، أن يساعد الموظفين على معرفة بعض الأساليب التي يستخدمها مجرمو الإنترنت لاستغلال الثغرات الشبكية، ويمكّنهم من تجنبها".

 

وتدعم منصة Kaspersky’s Automated Security Awareness Platform للتوعية الأمنية من كاسبرسكي المؤسسات في تلبية احتياجاتها التدريبية المتعلقة بمشهد التهديدات المتطورة، بطريقة لا تُنسى. وأُنشئت المنصة على أيدي كبار خبراء الأمن لدى كاسبرسكي لتتيح للمؤسسات أداة رقمية تسهل إدارتها واستخدامها عبر الإنترنت لتدريب الموظفين وتحسين قدرتهم على حماية أنفسهم وأعمالهم.

 

وانتهى داشينكو إلى أن على المؤسسات الزراعية السعي لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية أنظمتها وعملياتها حماية فعالة قدر الإمكان.

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة