٢٧ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
التكنولوجيا وتقنية المعلومات | الأربعاء 5 فبراير, 2020 3:01 صباحاً |
مشاركة:

استشراف المستقبل: تحسين أداء الشبكات للاستفادة من الفرص والإمكانات التي يوفرها النمو

 

من المعلوم بأن العالم الذي نعيش فيه بات رقمياً أكثر من أي وقت مضى، حيث تؤدي التقنيات الناشئة إلى توفير فرص وإمكانات جديدة لم يكن من الممكن تخيلها قبل بضع سنوات، إضافة إلى إحداث تغييرات جذرية في طريقة عيشنا وإنجاز أعمالنا وتمضية أوقات فراغنا. ولم تعد الثورة التي يشهدها قطاع الاتصال مقتصرة على الأجهزة والسيارات فحسب، بل باتت تطال القطاعات الاقتصادية المختلفة من النقل إلى المرافق والرعاية الصحية والسلامة العامة، ما ينتج عنه بالتالي تبدلاً في الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا.

ومن الملاحظ أن سرعة التغيير باتت مذهلة، فبينما تشهد منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، معدل اشتراك بالنطاق العريض المتنقل للهواتف المحمولة بنسبة تبلغ حوالي 30%، من المتوقع أن يصل هذا المعدل إلى أكثر من 50% بحلول نهاية عام 2025، بفضل سرعة النمو الهائلة للسكان وارتفاع معدل الشباب في مجتمعات البلدان الإفريقية.

وينعكس الطلب المتزايد للحصول على الخدمات الرقمية وتزايد عمليات الشمول المالي، إلى زيادة حركة مرور البيانات عبر الأجهزة المتنقلة، فيما تتركز معظم الاستثمارات والاشتراكات وحركة مرور البيانات على شبكات الجيل الثاني والثالث والرابع. وما زال مزودو خدمات الاتصال يهتمون على نحو استثنائي بالعمليات التي من شأنها تطوير الشبكات الحالية وتحسين أداء الشبكات وتعزيز تجربة المستخدم.

وتشمل الاستراتيجيات الخاصة بزيادة الإيرادات الناتجة عن حركة مرور البيانات، تحسين جودة الشبكة، وتوفير التغطية في المناطق الريفية، وإتاحة الأجهزة التي تدعم البيانات للجميع وبتكاليف معقولة. وفيما خص مزودي الخدمات، تنطوي المرحلة القادمة على العديد من المخاطر والتحديات والفرص، ومن الضرورة بمكان حالياً، التركيز على تحسين إمكانات الشبكة في الوقت الفعلي، لتوفير خدمات تنافسية لمجموعة واسعة من المشتركين وفي القطاعات الاقتصادية المختلفة.

ومن أهم التدابير التي يجب اتباعها من قبل المزودين لتحسين جودة الشبكة، توفير أفضل الشبكات المتوفرة للمشتركين، وتنشيط المزايا الرئيسية للبرامج، وإزالة التناقضات وتحقيق المواءمة بين الوسائط التي تدعم جوانب وخدمات معينة على مستوى الشبكة.

ونحن نشهد حالياً الكثير من قصص النجاح في هذا المجال.

عام 2019 عززت شركة إم تي إن القدرة الاستيعابية لشبكة الجيل الثالث في رواندا، إضافة إلى بناء مواقع إضافية عبر البلاد، بهدف تحسين الكفاءة وتعزيز تجربة العملاء. وتضمنت الخطوات التي اتبعتها الشركة، إضافة مزايا البرامج وإعدادات الوسائط لتعزيز الخدمات الصوتية وتحسين معدل الإحالات الناجحة للمكالمات، وتوفير تغطية وقدرة استيعابية وسرعة فائقة لحركة البيانات من الجيل الثالث.

وأدى تطوير شبكة إم تي إن في رواندا إلى إحداث تطورات إيجابية في جميع المجالات، حيث شهدت مؤشرات الشبكة الرئيسية تحسناً ملحوظاً، بما في ذلك تحسن معدل الإحالات الناجحة للمكالمات وانخفاض تعرفة الاتصال. وأظهر التحليل الأساسي الحديث لصافي مؤشر المروّجين لبيانات الشبكة انطباعاً ايجابياً لدى المستخدمين لناحية توفر اتصال جيد وموثوق وقوي وسريع بخدمات الانترنت.

انعكست عمليات تطوير الشبكة وتعزيز رضا العملاء في تحسن أداء الأعمال في إم تي إن رواندا، ويشمل ذلك زيادة حصتها في السوق من 11 % إلى 54 % نهاية النصف الأول من عام 2019، مقارنة بالنصف الأول من عام 2018 ، حيث ارتفع عدد المشتركين بنسبة 23%- مع ارتفاع مستوى الإيرادات والأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين بنسبة 27% و 24% على التوالي خلال الفترة ذاتها.

وبالتزامن مع ذلك، أدت عمليات تحسين شبكة إم تي إن في غانا - والتي تضمنت توسيع نطاق تقنية الجيل الثالث والرابع وتعزيز قدرة الشبكة الاستيعابية، بالإضافة إلى تحسين كل طبقة من الطبقات، التي تديرها مؤشرات الأداء الرئيسية التي تتضمن إتاحة البيانات، والقدرة على الاحتفاظ بها وتعزيز جودتها، وإدارة حركتها على النحو الأمثل- إلى تحسن مؤشرات الأداء الرئيسية، بما في ذلك تحسين معدل الإحالات الناجحة للمكالمات وتخفيض معدل المكالمات المتساقطة وترجمتها إلى نتائج أعمال إيجابية على أرض الواقع. وبمقارنة النصف الأول من عام 2019 في إم تي إن غانا بالنصف الأول من عام 2018 ، ارتفعت إيرادات الخدمات الصوتية بنسبة 13%، وارتفعت إيرادات البيانات [12] بنسبة 26%. وبالإجمال، شهدت الشركة ارتفاعاً في إيراداتها بنسبة 19%، وفي معدل الأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين بنسبة 24% خلال الفترة الزمنية ذاتها.

 

 

ويتم إجراء جميع التحسينات على مستوى الشبكات في إطار الهدف المتمثل بتوفير أفضل التقنيات الممكنة للمستخدمين، لتخفيض التكاليف لكل إرلانج وجيجابايت يتم استخدامهما.

تتطلب عملية جذب المشتركين والحفاظ على رضاهم وسعادتهم تقديم الوعود بتوفير تجربة مستخدم فائقة، وتوفيرها لهم في أسرع وقت ممكن. ويقوم مزوّدو الخدمات بتوفير المحتوى بأفضل جودة ممكنة على نحو متزايد في عروض الخدمات التي يقدمونها - بما في ذلك الموسيقى والبرامج الرياضية المتميزة ومحتوى التلفزيون المخصص لشبكات الاتصالات المتنقلة، في محاولة لتوفير بيئة مثالية للجميع.

ويمكن لجميع أصحاب المصلحة- مزودي المحتوى ومشغلي الشبكات وبائعي المعدات ومصنعي الأجهزة – التعاون فيما بينهم لتوفير خدمات استثنائية والارتقاء بتجرب المستخدم إلى المستوى التالي. يستفيد مقدمو الخدمات من القيمة المضافة الملحوظة للمحتوى المجمع، ويستخدمونه لتحسين سمعة علاماتهم التجارية عبر التعاون مع شركاء استثنائيين. من ناحية أخرى، يستفيد مالكو المحتوى من اقبال مزودي الخدمات للحصول على المحتوى، بالإضافة إلى إمكاناتهم الثابتة للتسويق ورسوم الشحن ومشاركة الأرباح.

يؤدي تحسين أداء الشبكة إلى تمهيد الطريق لوضع سياسة متطورة للتحكم بالبيانات وتصنيف حركة المرور وتوفير جودة فائقة تتوافق مع مرونة الفرص والإمكانات المتوفرة. ويمكن استخدام هذه الميزات لتوفير الوصول إلى خدمة خاصة بالموقع وتخصيص العروض الترويجية.

يمكن لمزودي الخدمات والتطبيقات منح الأولوية لحركة مرور البيانات عبر التعاون فيما بينهم، ما يقلل من الوقت اللازم لتحميل مواقع الويب الممتازة. وتعتبر أوقات التحميل لصفحات الويب عاملاً أساسياً ومهماً في تحديد جودة تجربة المستخدم، لا سيما عند التصفح والشراء عبر الإنترنت.

لكل مستخدم من مستخدمي البيانات سواء المستهلكين أو السيارات المتصلة أو الأطباء، احتياجات وتوقعات مختلفة، وهم يمتلكون جميعاً قيمة متساوية لناحية الأهمية، حيث تعتبر تجربتهم في أداء الشبكة العامل الأكثر أهمية.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة