هل سبق لك أن شعرت بخدر أو وخز في يديك أو قدميك؟ قد تكون هذه الأحاسيس ناجمة عن أعراض الاعتلال العصبي، وهي حالة مرضية تؤدي إلى تلف الأعصاب في الجهاز العصبي الطرفي، بدءاً من الحبل الشوكي وصولاً إلى ذراعيك وساقيك مروراً بأجزاء الجسم الأخرى.
وقد تشعر بهذه الأعراض أولاً في يديك وقدميك، لأن الاعتلال العصبي غالباً ما يؤثر على أطول الأعصاب في جسمك بداية الأمر. ونظراً لأن تلف الأعصاب يبدأ في النهايات العصبية، فمن الشائع ملاحظة الاعتلال العصبي في أطرافك قبل أي مكان آخر.
ورغم تعدد الأسباب المحتملة للاعتلال العصبي، إلا أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض السكري. ومن المحتمل أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأعصاب بمرور الوقت، وتتوقع الدراسات ذات الصلة أن يصاب 50% من مرضى السكري بالاعتلال العصبي، في وقت يتزايد فيه عدد المصابين بالسكري على نحو ملحوظ حول العالم. الأمر الذي يعزز أهمية الكشف المبكر عن مرض السكري وإدارته لمنع أو تأخير ظهور أعراض الاعتلال العصبي. وفي حال كنت مصاباً بداء السكري، فمن الضروري مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام وللجوء للاستشارة الطبية إذا لاحظت أي أعراض للاعتلال العصبي.
لسوء الحظ، غالباً ما يتم تجاهل الاعتلال العصبي من قبل الأطباء والمرضى. ويتغاضى الكثير من الناس عن أعراضهم نظراً لعدم وعيهم بخطورة هذا المرض. في الواقع، تبلغ نسبة المرضى غير المشخصين حوالي 80% من المصابين، الذين يعانون في صمت من الأعراض التي تكون في غالب الأحيان مؤلمة.
من المهم استشارة طبيبك إذا كنت تعاني من أعراض الاعتلال العصبي، للحصول على تشخيص دقيق. سيراجع الأطباء الأعراض والسيرة المرضية وتاريخ العائلة الصحي، بالإضافة إلى إجراء اختبارات حسية لتشخيص الاعتلال العصبي. تعد الاختبارات الحسية التي تختبر شعورك باللمس والاهتزاز والتبريد والحرارة ضرورية لتشخيص الاعتلال العصبي. وتساهم هذه الاختبارات الحسية في تمكين الأطباء من التعرف على الأضرار التي تصيب الأعصاب عبر قياس مدى استجابتها للمحفزات المختلفة. على سبيل المثال، قد يستخدم الطبيب شوكة رنانة لاختبار الإحساس بالاهتزاز أو وضع جسم بارد على البشرة لاختبار الإحساس بدرجة الحرارة. يمكن أن تساعد هذه الاختبارات أيضا في تحديد مستوى الاعتلال العصبي وتوجيه المريض لخيارات العلاج المناسبة. قد يتحقق الطبيب من ردود أفعال الأوتار وقوة عضلاتك وتناغمها وقدرتك على الشعور بأحاسيس معينة ووضعيتك وتناسقك. في بعض الحالات، قد يطلب الأطباء إجراء اختبارات إضافية لاستبعاد المشاكل الصحية الأخرى.
يعد الاكتشاف المبكر للاعتلال العصبي أمر غاية في الأهمية نظراً لدوره الحيوي في تجنب تلف المزيد من الأعصاب. ويساعد التشخيص المبكر في تمكين الأطباء من التعاون مع المرضى على نحو أفضل لإدارة الأعراض ومنع المضاعفات مثل السقوط أو العدوى. في بعض الحالات، يمكن أن تتجدد الأعصاب التالفة إذا تم الحد من تلفها. قد يتضمن العلاج تغييرات في نمط الحياة أو تناول الأدوية أو اعتماد العلاج الطبيعي.
قد يوصيك الطبيب بعد التشخيص، بتناول بعض الأدوية لإدارة الأعراض، مثل مسكنات الألم أو مضادات الاكتئاب. كما قد يساعد العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي في تحسين حركتك.
لا تنس أهمية فيتامين ب1 وب6 وب12 حيث تعتبر هذه المكملات الغذائية أساسية لتحويل الطعام إلى طاقة، وتحسين الحالة المزاجية، والحفاظ على سلامة الخلايا العصبية. تأكد من الحصول على فيتامين ب1 وب6 وب12 من نظامك الغذائي أو من مصادر المكملات الغذائية، لاسيما إذا كنت تتبع نظاماً غذائياً نباتياً. قد تكون المراقبة المنتظمة لمستويات هذا الفيتامين ضرورية عند الإصابة بأمراض معينة أو تناول أدوية يمكنها إعاقة عملية امتصاص هذا الفيتامين.
يمكن أن يساعد إجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، في تحسين أعراض الاعتلال العصبي. يمكنك التعاون مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك لوضع خطة علاج شاملة تتناول جميع جوانب حالتك. يتمكن العديد من الأشخاص المصابين بالاعتلال العصبي من عيش حياة سليمة والمحافظة على استقلاليتهم عبر إدارة المرض والحصول على الرعاية الصحية المناسبة.
-انتهى-