٢٥ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الأربعاء 13 مايو, 2020 2:17 مساءً |
مشاركة:

جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق.. إدماج الممارسات الخضراء في صلب إدارة المرافق خطوة هامة باتجاه دعم القضايا البيئية العالمية

يحتفي مجتمع إدارة المرافق سنوياً بـ "اليوم العالمي لإدارة المرافق"، الذي يكتسب في العام 2020 أهمية خاصة كونه يحمل شعار "نحتفل بالبيئة"، تماشياً مع المساعي الحثيثة لتسريع وتيرة تبني أفضل الممارسات المستدامة والضامنة لحماية البيئة. وفي ظل التوجه الدولي المتزايد نحو إرساء دعائم الاستدامة البيئية، يركز خبراء إدارة المرافق جهودهم على وضع أطر واضحة واستراتيجيات متكاملة لتقليل الأثر البيئي للمباني والمنشآت، بالاستفادة من أحدث الابتكارات التكنولوجية والأدوات المستدامة، على أمل أن تحذو القطاعات الحيوية الأخرى حذوهم في السير على درب الاستدامة.  

 

وتشهد الاستثمارات ذات الصلة بإنشاء المباني وصيانة المرافق وفقاً للممارسات الخضراء إقبالاً واسعاً، كونها دعامة أساسية لضمان حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية. إذ حققت استثمارات "الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات" (ESG)، التي تعتبر معياراً أساسياً لقياس الاستدامة، نمواً يقدّر بنحو 30 تريليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 110 تريليون درهم، في العام 2018 وفق تقرير "مراجعة الاستثمار العالمي المستدام"، الذي يتوقع أن تتواصل وتيرة النمو نتيجة زيادة حجم الطلب إقليمياً ودولياً. وتخطو منطقة الخليج العربي خطوات واثقة باتجاه توسيع نطاق الاستثمار في المباني الخضراء، في ظل الجهود الوطنية لتحقيق التنويع الاقتصادي ودفع عجلة النمو المستدام.  

 

ويتطلب تبني الممارسات الخضراء في إدارة المرافق إثراء المعرفة وبناء القدرات ونشر الوعي حول كافة الجوانب الرئيسة، بما فيها المشتريات الخضراء وتخفيض انبعاثات الكربون ومنع التلوث وإدارة النفايات والمواد، بما يسهم في الارتقاء بالأداء البيئي وتعزيز المسؤولية المؤسسية للقطاع ككل. وهنا يبرز الدور الهام لقطاع إدارة المرافق العالمي في حماية البيئة والحد من البصمة الكربونية، والذي يتجسد في الاحتفال بـ "اليوم العالمي لإدارة المرافق 2020".

 

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، لعبت "جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق" دوراً محورياً في دفع عجلة نمو وتطوير قطاع إدارة المرافق الإقليمي، مقدمةً منصة استراتيجية هامة للتدريب والتطوير وإطلاق مبادرات نوعية، لا سيّما في مجالات الاستدامة والابتكار التكنولوجي. فمنذ تأسيسها في العام 2010، تركز الجمعية، خلال ملتقيات التواصل والندوات والمؤتمرات التي تنظّمها إقليمياً، على التعريف بأهمية استخدام التقنيات المتقدمة والابتكارات المتاحة من أجل رفع القدرة التنافسية العالمية لقطاع إدارة المرافق وتعزيز تنمية القدرات والمهارات، مع تسليط الضوء على تأثيرات إدارة المرافق على البيئة والمجتمع والاقتصاد.    

 

وتمضي الجمعية اليوم قدماً في إحداث تأثير إيجابي ضمن قطاع إدارة المرافق في منطقة الشرق الأوسط، مدعومةً بقاعدة متنامية من الأعضاء البالغ عددهم أكثر من 500 عضو، ونمو إجمالي بنسبة 20% منذ انطلاقها. كما تواصل أيضاً تنفيذ برامج متكاملة من الدورات التدريبية التي استقطبت حتى الآن ما لا يقل عن 1.000 من نخبة المختصين المعتمدين في إدارة المرافق، وذلك وفق منهجية قائمة على نشر المعرفة والارتقاء بالقدرات بما يواكب المتغيرات المتسارعة والاحتياجات الناشئة ضمن قطاع إدارة المرافق إقليمياً وعالمياً، وبالأخص فيما يتعلق بالتوجه المتزايد نحو تبني مفاهيم المباني المستدامة والمرافق الخضراء. وتأتي الجمعية في صدارة الجهات الداعمة لنشر أفضل الممارسات العالمية خلال نشاطاتها التفاعلية، التي توفر فرصة مثالية لتبادل التجارب الناجحة وبحث السبل المثلى لمواجهة التحديات الناشئة وتوظيف الفرص الواعدة.  

 

ويبرز "ميفما كونفكس" السنوي في مقدمة الفعاليات الرائدة تحت مظلة "جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق"، حيث يوفر منصة تعليمية هامة ووجهة مثالية لاستنباط أفكار جديدة وتعزيز أطر التواصل الفعال بين أقطاب إدارة المرافق لبحث آفاق التعاون المثمر في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وتستعد دبي لاستضافة الدورة المرتقبة من "ميفما كونفيكس" في شهر نوفمبر المقبل، تحت شعار "تحول إدارة المرافق نحو نموذج التنمية المستدامة"، في خطوة داعمة للجهود الدولية الرامية إلى الحد من الانبعاثات الكربونية وتخفيف الأثر البيئي للقطاعات الحيوية. ويتفرد جدول أعمال الحدث باحتضان سلسلة من ورش العمل التفاعلية واللقاءات المباشرة والزيارات الميدانية، إلى جانب معرض ومؤتمر متخصص وسط مشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم.

 

وباعتبارها صوت قطاع إدارة المرافق الإقليمي، تعتبر "جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق" في موقع يؤهلها لرفع مستوى الوعي وحثّ الشركات على إدماج الممارسات الخضراء في صلب استراتيجيات إدارة المرافق، دعماً للقضايا البيئية العالمية. ويمثل "اليوم العالمي لإدارة المرافق" مناسبة هامة لإبراز حجم النمو والتوسع السنوي الذي يشهده قطاع إدارة المرافق، فضلاً عن استعراض التقدم الحاصل على صعيد تبني الابتكارات التكنولوجية والممارسات المستدامة التي تمثل رافداً حيوياً من روافد نمو واستدامة الصناعة على المستويين الإقليمي والعالمي. 

 

وبالنظر إلى أهميته في تحسين وتعزيز جودة وكفاءة واستدامة البيئة العمرانية، يمكن القول بأن تحويل جوهر قطاع إدارة المرافق باتجاه حماية البيئة لا يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح فحسب، وإنما ضرورة حتمية لمواكبة التطورات المتلاحقة التي يفرضها القرن الحادي والعشرين. 

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة