إحتفلت الجمعية السعودية للسكتة الدماغية بالتعاون مع شركة بوهرينجر إنجلهايم باليوم العالمي للسكتة الدماغية لعام 2017، وذلك بإطلاق حملة للتوعية بمخاطر السكتة الدماغية وأعراضها،و ذلك بمؤتمر صحفي بمستشفى الملك عبد العزيز الجامعى في مدينة جدة، وفي إطار مبادرة وطنية سعودية تهدف إلى إرساء بروتوكولات شاملة للتعامل مع إدارة السكتة الدماغية،.
تعد السكتة الدماغية من الأمراض التي باتت واسعة الإنتشار وسببا مباشرا في الوفاة في المملكة. إذ تشير الإحصائيات إلى أنه تسجل في المملكة سنويا 20,000 حالة جديدة للإصابة بالسكتة الدماغية، منها 4,000 حالة تنتهي بالوفاة، و 8,000 حالة تتسبب بإعاقات حركية وعصبية تؤثر على وظائف المريض العقلية؛ علما بأن 69% من حالات الإصابة بالسكتة الدماغية تأخذ شكل جلطات دموية في الدماغ تمنع الأكسجين من الوصول إلى بعض أجزائه، وبالتالي حرمانه من القيام بوظائفه بصورة طبيعية.
إنطلقت حملة التوعية بالسكتة الدماغية من مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي في جدة، واشتملت على عرض توضيحي لكيفية إدارة السكتة الدماغية بالوحدة المتخصصة لها " من وقت الدخول إلى وقت الحقن "؛ أي الوقت الفاصل مابين لحظة وصول المريض إلى أبواب المستشفى وحتى لحظة تلقيه العلاج، والذي يجب ألا يتعدى ساعة واحدة.
وخلال الجلسة، قام الدكتور محمد المخلافي، الأستاذ المساعد في قسم الأعصاب، بكلية الطب، جامعة الملك عبد العزيز ورئيس الجمعية السعودية للسكتة الدماغية بشرح خطوات لا تتجاوز مدتها ساعة واحدة، تبدأ مع وصول المريض إلى المستشفى وفحصه للتأكد من وضعه الصحي، ومن ثم إحالته إلى المختبر لتصويره بالأشعة المقطعية وتقديم الحقن المناسبلإذابةالجلطة، و يجب لهذه العملية برمتها أن تتم في غضون 60 دقيقة من أجل زيادة فرص النجاح في إنقاذ المريض.
تعد السكتة الدماغية من الحالات المرضية ذات الطابع الفجائي التي تصيب 17 مليون شخص على مستوى العالم سنويا، يتوفى ثلثهم كنتيجة لها ، بينما يصاب الثلث الآخر بإعاقات دائمة[3]. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتت السكتة الدماغية من الأمراض السريعة الانتشار وسببا مباشرا من أسباب الوفيات؛ والتي يتوقع لها أن تتضاعف بحلول عام 2030[4] ، وليس هذا فقط، بل إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه تحديا مضاعفا بسبب تناقص معدلات الأمراض المعدية وزيادة معدلات الأمراض غير المعدية كالسكتة الدماغية.
وحول حالات السكتة الدماغية صرح الدكتور محمد المخلافي أثناء عرضه للمحاكاة الحية لإجراءات علاج السكتة الدماغية بأن " سرعة علاج مرضى السكتة الدماغية في الأقسام الطبية المتخصصة ساهم في تقليل أعداد الوفيات والإعاقات والمضاعفات وفترة بقاء المريض في المستشفى بصورة كبيرة. والسبب وراء ذلك هو أن الأطباء اليوم باتوا أكثر حرصا على السير وفق بروتوكولات دقيقة وواضحة في المستشفيات السعودية نظرا لأهميتها في علاج المريض والمحافظة على حياته، وتقليل احتمال إصابته بحالة إعاقة بسبب السكتة الدماغية. لا شك في أن الهدف من المحاكاة الحية يكمن في إبراز الخطوات الواجب اتخاذها بدءا من لحظة وصول المريض إلى المستشفى وحتى تلقيه الحقنة، و التأكيد على سرعة حضوره إلى المستشفى، وبالتالي تخفيف حدة أعراض الأصابة وحمايته من مخاطرها. الهدف الأشمل يتمثل في زيادة الوعي بأهمية تأسيس أقسام في جميع المستشفيات السعودية مخصصة فقط لعلاج مرضى السكتة الدماغية."
يمكن لأعراض للسكتة الدماغية أن تتراوح مابين الخدر المفاجئ، أو ارتخاء في عضلات الوجه أو الذراعين أو الساقين في أحد جانبي الجسم، إضافة إلى صعوبة النطق، و ضعف الرؤية، وفقدان الاتزان، والصداع الحاد. وهنا، ينبه الأطباء إلى ثلاثة أعراض أساسية؛ وهي: ارتخاء عضلات الوجه وضعف الذراع وصعوبة النطق؛ متى ظهرت على شخص ما كان ذلك مؤشرا لإصابته بالسكتة و يجب نقله إلى المستشفى فورا لتلقي العلاج اللازم.
من جهته، أشار الأستاذ محمد الضبابي، المدير العام ورئيس قسم الأدوية لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في شركة بوهرنجر إنجلهايم إلى أن " السكتة الدماغية باتت إحدى أهم مسببات الوفاة والإعاقة في المملكة والعالم أجمع، وأن العديد ممن يتعرضون لها لا يمكنهم الحصول على العناية الطبية المتخصصة. ولهذا فإن هدفنا الرئيسي في من خلال " مبادرة السكتة الدماغية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا " هو تقديم منتدى يضم أفضل المتخصصين في علاج السكتة الدماغية بالمملكة العربية السعودية لتعزيز الوعي بأهمية علاج هذة الحالة المرضية والتعامل معها بصورة فعالة، كما أننا نعمل يدا بيد مع الجمعية السعودية للسكتة الدماغية والمستشفيات في كافة أرجاء المملكة. مع حرصنا على عقد اجتماعات بصفة مستمرة مع ممثلين عن جميع المستشفيات العاملة في المملكة والجمعية السعودية للسكتة الدماغية. الجدير بالذكر أن جهود الجمعية السعودية للسكتة الدماغية والمدعومة من قبل بوهرنجر إنجلهايم أثمرت زيادة بنسبة 800٪ في عدد مراكز السكتة الدماغية التي توفر العلاج ومن خلال جهود و دعم جمعية السكتة الدماغية السعودية قفز عدد الوحدات الكتخصصة في علاج السكتة الدماغية بالمملكة من 4 وحدات فقط في عام 2015 ليصل إلى 35 وحدة في الربع الرابع من عام 2017 وسنواصل العمل مع جميع المهتمين لتحسين وسائل العلاج في المملكة من أجل إنقاذ المزيد من المرضى الذين قد يفقدون حياتهم بسبب عجزهم عن الوصول إلى أقرب مركز علاجي في الوقت المناسب".
يذكر أن " مبادرة السكتة الدماغية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا " – والتي أطلقتها شركة بوهرينجر إنجلهايم– هي جزء من برنامج عالمي متخصص تم تطبقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يشرف عليه نخبة من أشهر أطباء المخ و الأعصاب في المنطقة لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية: تقليل الوقت الفاصل مابين لحظة وصول المريض إلى المستشفى ولحظة تلقيه العلاج، ودعم الوحدات المخصصة لعلاج مرضى السكتة الدماغية في المستشفيات بشكل أسرع وبنتائج أفضل، وزيادة الوعي لدى المواطنين والأطباء على السواء حول سبل التعامل مع حالات السكتة الدماغية وفي الوقت نفسه تعمل هذه المبادرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على دعم الأطباء من خلال برنامج "تدريب المدرب" في علاج السكتة الدماغية، حيث سيصبح الأطباء المتدربون مؤهلين لتدريب غيرهم من الأطباء في المستشفيات مما سيولد أثرا متداعيا وقويا في نقل المعرفة.