بقلم علي الشامي، المدير الإقليمي لشركة ريد هات في المملكة العربية السعودية
شكّل إطلاق المملكة العربية السعودية رؤية 2030 وقبلها الإعلان في عام 2016 عن برنامج التحول الوطني، خريطة طريق تقدمية تعتمد بشكل رئيسي على قطاع التكنولوجيا باعتباره الركيزة الأساسية لقيادة التحول نحو عصر الاقتصاد الرقمي في البلاد. وبينما تركز الحكومة السعودية على تعزيز مؤشرات الابتكارعبر جميع قطاعات الأعمال لتحفيز النمو الاقتصادي، بدأت المملكة منذ ذلك الحين بفتح أبوابها للاستفادة من الفرص والإمكانيات الاقتصادية المستقبلية التي توفرها التقنيات الجديدة الأمر الذي يعزز رحلة التحول الرقمي.
ومع ذلك، فإن قادة الشركات عبر القطاعات إضافة إلى مسؤولي أقسام تكنولوجيا المعلومات في المملكة باتوا أكثر توجهاً نحو تعزيز التحول الرقمي في شركاتهم بالاعتماد على أحدث حلول البرمجيات مفتوحة المصدر، والتي تعتبر بحد ذاتها ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التحول المنشودة.
إن الابتكار الرقمي هو الثروة المستقبلية للمؤسسات والحكومات والدول مثل المملكة العربية السعودية التي تسعى إلى مواصلة تعزيز قدراتها التنافسية العالمية والمبادرات والمشاريع التي تساهم في تأسيس اقتصادات قائمة على المعرفة في السنوات المقبلة. وتعتبر حلول البرمجيات مفتوحة المصدر للمؤسسات بمثابة ركيزة أساسية لتسهيل رحلات التحول الرقمي للمؤسسات وتمكينها من لعب دور فعّال في دعم توجهات التحول على مستوى الدولة.
وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع أن ينمو الإنفاق المستند إلى أنظمة Linux بمعدل نمو سنوي مركب بواقع 12.9٪ خلال السنوات الخمس المقبلة.. ويتزامن ذلك مع احتياجات الشركات المتزايدة وبحثها المستمر عن حلول واقعية تتسم بفعاليتها من حيث التكلفة ومرونتها إلى جانب موثوقيتها ومستواها العالي من الأمان. والأمر المثير للدهشة أن 37٪ فقط من الشركات في جميع أنحاء العالم تعتمد برمجيات مفتوحة المصدر لإدارة عملياتها المؤسسية وضمان أفضل ممارسات وأدوات العمل الخاصة بتبني البرمجيات مفتوحة المصدر في أعمالها. ويشير ذلك في الحقيقة إلى وجود فرص كبيرة للنمو نحو اعتماد أنظمة بديلة لدفع الابتكار وتعزيز التحول في اقتصادات الأسواق الناشئة مثل المملكة العربية السعودية.
وترتبط البرمجيات مفتوحة المصدر ارتباطاً وثيقاً بالمشاريع والمبادرات التي ستقود الابتكار. وباعتبارها ركيزة أساسية لمستقبل تكنولوجيا المعلومات، يشهد هذا النوع من البرمجيات المتطورة اهتماماً متزايداً من جانب عدد متزايد من الشركات العالمية الرائدة عبر قطاعات أعمال متنوعة مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات الرعاية الصحية والخدمات المصرفية والدفاعية. وبينما قال غالبية قادة تكنولوجيا المعلومات والمؤسسات حول العالم أن البرمجيات مفتوحة المصدر للمؤسسات عنصر مهم في استراتيجيات مؤسساتهم (89٪)، أفاد 68٪ من قادة تقنية المعلومات أن شركاتهم زادت اعتمادها لحلول البرمجيات مفتوحة المصدر خلال العام الماضي، بينما أشار 59% من قادة تكنولوجيا المعلومات إلى أنهم يخططون لزيادة استخدامهم للبرمجيات مفتوحة المصدر في مؤسساتهم. وتعمل حالات استخدام حلول البرمجيات مفتوحة المصدر التي تحاكي الواقع الحقيقي والمصممة للمؤسسات في المملكة العربية السعودية على تمكين الجيل التالي من حلول البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وتطوير وتحديث التطبيقات وتكاملها إلى جانب تسريع عملية التحول الرقمي
وانطلاقاً من مكانتها كشركة رائدة تسعى إلى سد الفجوة بين حلول البرمجيات مفتوحة المصدر ومتطلبات المؤسسات التي تستخدمها، تقوم فلسفة ريد هات على أن الأدوات التحولية تساهم في خلق وتعزيز الأفكار التحولية. وتُعد الشركة من أهم الداعمين لبيئات البنية التحتية المستندة إلى أنظمة البرمجيات مفتوحة المصدر والتي تهدف إلى ضمان منظومات تتميز بمرونتها وكفاءتها وقدرتها على إعادة صياغة طريقة تصميم التطبيقات في السحابة الهجينة المفتوحة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه قطاعات المملكة ولادة عصر جديد من التحول المستند إلى البرمجيات مفتوحة المصدر، من المتوقع أن تلعب هذه البرمجيات دوراً محورياً في تحقيق تطلعات التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية والتمكين الاقتصادي بما ينسجم مع طموحات البلاد نحو تعزيز القدرة التنافسية العالمية للاقتصاد السعودي. ومع توجه المملكة العربية السعودية نحو تحقيق الاقتصاد الرقمي، توفر البرمجيات مفتوحة المصدر فرص وإمكانات هائلة يمكن الاستفادة منها لتعزيز جودة وكفاءة الأعمال. وبينما تتجه الشركات الرئيسية في المملكة العربية السعودية نحو تبني مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التحولية المستمدة من أجندة التحول الرقمي التي حددتها القيادة، تقدم ريد هات محفظة متكاملة من الحلول المتطورة القادرة على إعادة صياغة مفهوم القدرة التنافسية العالمية لجميع قطاعات الأعمال في المملكة وتعزيز الجهود المبذولة نحو تأسيس اقتصاد متطور قائم على المعرفة في العقود المقبلة
وقد بدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها في المملكة لا سيما مع الإعلان عن برنامج التعاملات الحكومية الإلكترونية ، "يسر" وبرنامج التحول الوطني التي تبرز الحاجة إلى مبادرات البرمجيات مفتوحة المصدر. بالإضافة إلى ذلك، فقد حصلت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (KACST) على تفويض لإنشاء إطار تنظيمي يعزز التوجه نحو اعتماد حلول البرمجيات مفتوحة المصدر. وبينما توفر التقنيات الحديثة وسائل مهمة في رحلة التحول الرقمي، توفر البرمجيات مفتوحة المصدر نماذج عمل تعاونية ومفتوحة لتسهيل هذه الرحلة.
ويساهم قادة ومؤسسات تكنولوجيا المعلومات في المملكة العربية السعودية أيضاً بتحسين قدرات البرمجيات مفتوحة المصدر لضمان القدرة وقابلية التوسع في مجال الخدمات السحابية والبيانات والتحليلات الضخمة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا بلوك تشين وتتيح القيمة التجارية للبرمجيات مفتوحة المصدر في المملكة العربية السعودية للعملاء مجموعة متنوعة من التطبيقات المصممة بما يتناسب مع متطلبات كل قطاع وذلك في العديد من مجالات العمل الرئيسية. وتشمل هذه التطبيقات تطوير مواقع الويب وإدارة الخدمات السحابية وحلول الأمن والبيانات والتحليلات الكبيرة وقواعد البيانات على سبيل المثال لا الحصر. فإن الفرص التي توفرها البرمجيات مفتوحة المصدرالتي تطورها ريد هات تأخذ على عاتقها تزويد الشركات العالمية 368٪ من عائد الاستثمار لمدة ثلاث سنوات، فضلاً عن خفض تكاليف العمليات لمدة ثلاث سنوات بنسبة 35٪، وتمكين المؤسسات من سداد أقساط الحلول على مدار 5 أشهر، إضافة إلى مجموعة من الميزات التجارية ذات القيمة العالية. إضافة إلى ذلك تعمل ابتكارات ريد هات مفتوحة المصدر على تمكين المؤسسات من خفض تكاليف البنية التحتية بنسبة 32٪، وزيادة كفاءة فرق البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات بنسبة 38٪، وزيادة إنتاجية فرق التطوير بنسبة 21٪[1]. وينطوي هذا التوجه نحو تبني التقنيات الناشئة على قيمة كبيرة نظراً لأن هذه التقنيات ستؤدي إلى تسريع عملية التحول الرقمي بما يتماشى مع الأجندة الوطنية ورؤية المملكة 2030.
وعلى الرغم من إمكانية القيام دائماً بالمزيد من الجهود لعلى صعيد تغيير العقليات وزيادة وعي المؤسسات حول الفوائد الجوهرية للبرمجيات مفتوحة المصدر، فإن نهج ريد هات في هذا المجال يقوم على أهمية تأسيس ركائز متينة للابتكار في العالم الحقيقي من خلال ثقافة المصادر المفتوحة والتفكير المفتوح والتكنولوجيا المفتوحة وحلول منظومات العمل المفتوحة.
وبكل تأكيد إنها مسألة وقت فقط قبل أن تنضم المزيد من مؤسسات المملكة إلى عالم البرمجيات مفتوحة المصدر. ويعتبر النهج المستند إلى البرمجيات مفتوحة المصدر بماثبة الركيزة الأساسية لمستقبل المملكة العربية السعودية، وتفخر ريد هات بأن تكون لاعباً محورياً في تحويل هذا المستقبل إلى واقع ملموس.