أظهر مسح أجرته شركة الاستشارات العالمية "ميرسر" حول "الأمان المالي والادخار في دولة الإمارات 2020"، أن نحو نصف (45%) من الموظفين المغتربين في الدولة لا يملكون خططاً لضمان مستوى معيشي لائق بعد التقاعد أو خطط للعمل بعد التقاعد لضمان استمرار الدخل.
وكشفت الدراسة كذلك عن نقص الوعي المالي بين ممن شملهم المسح، حيث أشار 61% منهم إلى عدم وجود مدخرات طويلة الأجل على الإطلاق، فيما توقّع 43% أن تلبي مكافآت نهاية الخدمة احتياجاتهم المالية طويلة الأجل.
وتعليقًا على النتائج، قال طارق زويتن، مدير قطاع التقاعد لـ «ميرسر» في الإمارات: "مع وجود عدد متزايد من العمالة الوافدة التي عملت في المنطقة لفترات طويلة وأقترابهم من سن التقاعد، أصبح التخطيط للتقاعد تحدياً أكثر إلحاحاً. فعدد الموظفين المغتربين في دولة الإمارات غير المستعدين مالياً للتقاعد يدعو للقلق. ينبغي أن يفهم الموظفون أن مكافآت نهاية الخدمة الحالية بعيدة عن أن تكون كافية لضمان مستوى معيشي لائق بعد التقاعد. على سبيل المثال، بموجب النظام الحالي، فإن مدة خدمة في شركة تقدربـ 25 عاماً ستوفر فقط عامين من الراتب الأساسي، ومع ذلك، سيحتاج الشخص العادي إلى 12 ضعف راتبه الإجمالي للحفاظ على مستوى معيشي لائق بعد التقاعد. سيتطلب ضمان استعداد العمالة الوافدة في دولة الإمارات لمواجهة تحديات ما بعد التقاعد نقلة جوهرية بين الموظفين يمكن تحقيقها من خلال التعليم المالي واللوائح التقدمية مثل خطة مدخرات الموظفين في مكان العمل الجديدة التي أطلقها مؤخراً "مركز دبي المالي العالمي".
شملت الدراسة 50 شخصية من كبار صناع القرار و500 عامل في دولة الإمارات، وذلك بهدف وضع تصور لفهم أفضل للاهتمامات والاحتياجات المالية للموظفين في الدولة وخلق رؤية على مجموعة من المزايا التي يتمتع بها العمال حالياً من خلال جهات عملهم. ووفقاً للدراسة، أكد 24% فقط من أصحاب العمل الحاليين الحصول على معاشات التقاعد أو خطط الادخار. وعلاوة على ذلك، يرى أربعة من كل خمسة موظفين أن هناك نقص في الاهتمام من قبل جهات عملهم بشأن رفاههم وأمانهم المالي، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الرضا والولاء. كما أظهر مسح "ميرسر" أن 99% من الموظفين في الإمارات قد عبروا عن حاجتهم إلى تحسين مدخراتهم ومزاياهم الاستثمارية، في حين يرى 81% أنه عرض عليهم مثل هذه المزايا فستقل احتمالات تركهم جهة العمل الحالية.
وعلى الرغم من إدراك جهات العمل لأهمية تقديم مزايا محسّنة، تبرز بعض العراقيل التي تحول دون ذلك، بما في ذلك الاعتقاد بأن الموظفين أفضل حالاً في اتخاذ قراراتهم المالية فضلاً عن نقص الموارد اللازمة لإدارة هذه المزايا. وتواصل جهات العمل في دولة الإمارات النظر إلى الرواتب المعفاة من الضرائب، والتأمين الصحي، ومكافآت نهاية الخدمة المحسنة، باعتبارها أفضل المزايا التي يحصل عليها الموظفين.
وأضاف زويتن: "يسهم دعم الوافدين بالمشورة المالية والتعليم والأدوات في ضمان قدرتهم على التمتع بنفس جودة الحياة التي يتم يتمتعون بها هنا عند عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، فضلاً عن تعزيز ولائهم، وفي النهاية ضمان العمل لفترة أطول. وتضطلع الحكومة الإماراتية بدور رئيس في زيادة وعي الجمهور حول أهمية المدخرات وتشجيع جهات العمل على تبني حوافز تشجع السلوكيات الصحيحة داخل القوى العاملة لديهم".
ومن منظور الاستهداف، أظهر المسح أن المغتربين الذين عاشوا في المنطقة لمدة سبع سنوات أو أكثر ويخططون للبقاء لمدة سبع سنوات أخرى أو أكثر قد يكونون أكثر تقبلاً لمفهوم الاحتفاظ بمدخرات واستثمارات طويلة الأجل في المنطقة. ومن المرجح أن تنتمي هذه المجموعة إلى "الجيل إكس" ومتزوجون ولديهم أطفال، وبالتالي يكون لديها سبب أكبر للتخطيط للمستقبل. كما يتوقع العمال الذين شملهم المسح أن يتقاعدوا بمتوسط عمر 57.2 سنة حيث توقع 54% منهم التقاعد بين سن 55-64.
الجدير بالذكر أن "ميرسر" قد عقدت مؤخراً شراكة مع مركز دبي المالي العالمي كمستشار الاستثمار في خطة مركز دبي المالي العالمي الجديدة لمدخرات الموظفين في مكان العمل، التي تقدم خطة تدريجية لإعادة هيكلة نظام مكافأة نهاية الخدمة الحالية محدد المنافع إلى نظام أشتراكات محددة ممول بالكامل ومدار بشكل احترافي. وتقدم المبادرة أيضاً خطة مدخرات تطوعية تتيح للموظفين العاملين في مركز دبي المالي العالمي تأمين مستقبلهم المالي بسهولة.
###
عن ميرسر
تؤمن "ميرسر" ببناء مستقبل أكثر إشراقًا عبر إعادة تعريف عالم الأعمال وإعادة تأطير نتائج التقاعد والاستثمار، إلى جانب إظهار الصحّة والرفاهية بشكلهما الصحيح. يتوزّع أكثر من 25,000 موظّف تابع لـ"ميرسر" في 44 بلد، وتعمل الشركة في أكثر من 130 دولة في جميع أنحاء العالم. "ميرسر" شركة تابعة لـ "مارش آند ماكلينان" (شركة متعدّدة الوسائط، مدرجة في بورصة نيويورك)، الرائدة عالميًا في تقديم الخدمات المهنية البارزة في مجالات المخاطر الاستراتيجية ومخاطر الأفراد. مع 76,000 موظّف وعائدات سنويّة تبلغ 17 مليار دولار، تساعد "مارش آند ماكلينان" العملاء على التنقّل والتحوّل في بيئة ديناميكية ومعقدة في الآن عينه، ويبرز ذلك من خلال شركاتها المتقدّمة في السوق، وتشمل "مارش" و"غاي كاربنتر" و"أوليفر وايمان".