على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، غيّر تفشي فيروس كورونا بشكل جذريّ حياة الناس وتفضيلاتهم اليومية حول العالم. ففي جميع أنحاء العالم، يتمّ تشجيع الناس على البقاء في منازلهم من أجل ضمان صحّتهم وسلامتهم. ومع استمرار تفشّي وباء فيروس كورونا، يشهد استخدام التكنولوجيا والعادات بدوره تغيّرات كبيرة.
قامت "آدكولوني" AdColony باستطلاع حول تأثير فيروس كورونا على مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية خلال الأسبوع الماضي لتحليل التغيّرات السلوكية الناجمة عن التدابير الاحترازية التي تمّ اتخاذها لمنع انتشار الوباء. تراوحت أعمار المستجيبين بين 14 إلى 75 عامأ وتحديداً بين 25 و54 عاماً في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وبين 25 إلى 44 عامًا في أميركا اللاتينية.
ومن أبرز النتائج التي أظهرها الاستطلاع في الشرق الأوسط وافريقيا:
التحوّل إلى التسوّق عبر الإنترنت - 41٪ ممن شملهم الاستطلاع تحوّلوا إلى التسوّق عبر الإنترنت و31٪ يقلّلون من عدد زياراتهم إلى السوق.
إعادة النظر في وسائل النقل العام - 20٪ ممن شملهم الاستطلاع قاموا بتقليص استخدامهم وسائل النقل العام.
زيادة استخدام ألعاب الجوّال للترفيه عن النفس - 85٪ يلعبون ألعاباً على الأجهزة المحمولة بغاية الترفيه، بينما يلعب 47٪ من المشاركين ألعاباً على هواتفهم الذكية كلّ يوم، و32٪ يلعبون ألعاباً جديدة على هواتفهم.
الأعمال المنزلية أصبحت أكثر إنتاجية - ذكر أكثر من نصف المشاركين (54٪) أنهم يقومون بالمزيد من الأعمال المنزلية.
الإعلانات التي يبدؤها المستخدم هي أكثر أشكال الإعلانات تفضيلاً - 23٪ من المشاركين ذكروا أنهم يفضّلون الإعلانات التي تساعدهم على ملاحظة المنتجات التي قد يحتاجون إليها. إذ يُعدّ الإعلان الذي يبدؤه المستخدم الشكل الأكثر إيجابية في التلقّي بنسبة 35٪.
ويقول واريك بيلينغهام، مدير المبيعات الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "في وجود حالات جديدة يومياً، حان الوقت لأن تقوم العلامات التجارية بتحديد دورها وأسلوب توجّهها. هل يجب التزام الهدوء؟ أم هل يفترض أن تساعد هذه العلامات التجارية في السيطرة على الموقف من خلال إظهار الفهم والقيمة خلال هذه الأوقات من العزلة الاجتماعية؟ "
وكانت "كانتار للاستشارات" Kantar Consulting أصدرت حديثاً بحثاً لتوفير تحديثات ورؤى للعلامات التجارية لإدارة تأثيرات فيروس كورونا والاستعداد للمستقبل. وبالإضافة إلى التأثير المباشر للفيروس، والملاحظات من قطاع البيع بالتجزئة، والأبحاث حول مخاطر الركود العام، يتضمّن البحث أيضاً تحليلات مفصّلة لتوقّعات المستهلكين من العلامات التجارية.
في ما يلي بعض الأفكار الهامّة الواردة في التقرير:
في الفترة الراهنة، يركّز المستهلكون على الاحتياجات الأساسية ويتوقّعون من العلامات التجارية توريدها وتسليمها بشكل موثوق.
عندما ننظر إلى عادات الشراء لدى المستهلكين منذ اللحظة التي بدأ فيها انتشار فيروس كورونا، نرى أنهم يتحوّلون إلى النظافة الشخصية والصحّة والتغذية ومنتجات التنظيف المنزلية. ومع ذلك، يمكننا أيضًا أن نرى تناقصاً في استهلاك المشروبات الكحولية، والمواد الفاخرة، والأطعمة الأقل "قابلية للتخزين" مثل اللحوم الطازجة ومنتجات الأسماك. حتى الآن.
يفكّر المستهلكون في المستقبل وكذلك في سلامتهم وصحتهم الحالية. وبالنسبة إلى أكبر مخاوف المستهلكين بشأن وضع فيروس كورونا قال 30٪ إنهم يشعرون بالذعر بشأن نفاد الضروريات الحياتية، لينتهي بهم الأمر إلى "التسوّق الناجم عن الذعر". بينما 34٪ يعتقدون أن هذه الأزمة ستكون أسوأ من الركود الاقتصادي بالنسبة إلى خطر فقدان الناس وظائفهم، كما أن 46٪ قلقون من الإصابة بالمرض، ويشعر 60٪ بأن الوضع يتطلّب منهم أن يكونوا أكثر استباقية في ما يتعلق بالتخطيط المالي والأمان للمستقبل.
يدرك المستهلكون المخاطر التي تهدّد صحتهم وسلامتهم، فضلاً عن انخفاض النشاط التجاري من حولهم، ما يجعلهم يفكرون في العواقب التي قد تنعكس على الصحة والاقتصاد إذا تفاقم الوباء. وإذا ما تأمّلنا في وسائل التواصل الاجتماعي، يقترح الكثيرون الطلب من المطاعم والشركات المحلية لمساعدتها على الاستمرار خلال هذه الفترة. ونحن نوصي بذلك بشدّة!
مع زيادة وعي المستهلكين بصحتهم وسلامتهم، فهم يتوقّعون من العلامات التجارية أن تظهر نفس العناية والاعتبار والوعي الاجتماعي بالخدمات والمنتجات التي تقدّمها.
توقّعات المستهلكين من العلامات التجارية عبر الفئات المختلفة هي 65٪ لمنتجات وخدمات التأمين التي تعد بالصحة والرفاهية، و59٪ لمنتجات وخدمات الأطعمة والمشروبات الآمنة للاستخدام، و 56٪ لمنتجات وخدمات السلع الاستهلاكية الآمنة للاستخدام، و55٪ لمنتجات وخدمات العافية التي تعد بالصحة والرفاهية، وأيضاً 45٪ لمنتجات وخدمات مصرفية آمنة للاستخدام.
مع استمرار انتشار فيروس كورونا، سيستمرّ المستهلكون في اكتساب وعي أكبر وتركيز على صحتهم وسلامتهم واحتياجاتهم الفورية. ففي هذه المرحلة، إذا كانت العلامات التجارية قادرة على دعم المستهلكين ومعالجة مخاوفهم على مستوى الاحتياجات الأساسية الفورية، فستكتسب ثقتهم على المدى الطويل.