يتطور قطاع الأغذية بوتيرةٍ متسارعة نحو مستقبل غذائي أكثر صحة واستدامة مدفوعاً بالتوسع الحضري وأنماط الحياة المتغيرة باستمرار، وهناك بعض التوجهات المصاحبة لهذا التحول تؤدي إلى إحداث أثر مغير على صناعة الأغذية التقليدية.
ينمو الوعي لدى المستهلكين يوماً بعد يوم بما هو مفيد لصحتهم وعافيتهم وبالفوائد التي يمكنهم تحقيقها من اتباع خيارات للأغذية واتباع أساليب في الحياة تمنحهم صحة أفضل، ومن ثم تلجأ الشركات إلى تغيير المنتجات وإعادة ابتكار أصنافها الشهيرة دون أي بدائل للسكر. وتؤثر تلك العوامل على التوجهات المتصاعدة بالقطاع التي تتضمن الطلب على منتجات تتميز بالشفافية والتركيز على الصحة والعافية مع تفضيل المنتجات قليلة السكر أو الخالية من السكر. ونحن لا نتوقع في اس اي جي كومبيبلوك استمرار هذه التوجهات فحسب، بل نرى أن وتيرتها ستتزايد.
من بين أحدث التحولات الهائلة على الصعيد العالمي في السنوات الأخيرة تغير طريقة تعامل المستهلكين مع السكر، فقد تم فرض ضرائب على السكر في قطاع الأغذية والمشروبات في العديد من الأسواق الكبرى مما اضطر شركات تصنيع المشروبات الغازية إلى تغيير مكونات منتجاتها أو رفع أسعارها أو استخدام بدائل السكر بها، وهو ما أدى إلى أن وضع خفض محتوى السكر بين أهم الأولويات لجهات ابتكار وتصنيع منتجات الأغذية.
نشهد اليوم اتساع رقعة المستهلكين الذين يفضلون المنتجات منخفضة السكر أو الخالية من السكر وامتدادها إلى منتجات أخرى، حيث أصبحت نسبة المستهلكين حول العالم الذين يبحثون في الأساس عن المنتجات التي يمكنها أن تُحسن من صحتهم إلى 42%، كما بلغت نسبة المستهلكين على مستوى العالم الذين قد يقل معدل شرائهم للأغذية غير الصحية في حال فرض ضرائب على تلك الأغذية والمشروبات أو زيادة أسعارها إلى 54%.
نشهد على مستوى العالم ارتفاعاً يوماً بعد يوم في عدد المنتجات التي يروج لها مصنعوها على أنها قليلة السكر حيث شهدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على وجه الخصوص زيادة بنسبة 13% في عدد المنتجات الجديدة التي تُروج على أنها قليلة السكر بين عامي 2012 و2017. وبالتركيز على الشرق الأوسط، نجد أن نسبة دخول السكر في متوسط إجمالي إمدادات الطاقة الغذائية اليومي مرتفعة نسبياً بمعظم الدول بالمنطقة حيث تتراوح بين 9% و15%، وذلك حيث يبلغ استهلاك السكر في نصف الدول بالمنطقة تقريباً 80 جراماً للشخص يومياً. كما أن المنطقة تمتلك أسرع معدل للنمو في استهلاك السكر على مستوى العالم وهو التحول الذي قلل بصورة كبيرة من جودة النظام الغذائي لدى شعوب المنطقة.
تُطبق الحكومات والشركات تدابير تستهدف تقليل استهلاك السكر بأكبر قدر ممكن، فقد فرضت على سبيل المثال الهيئة العامة للزكاة والدخل بالسعودية ضريبة تبلغ 50% على المشروبات السكرية، كما حددت الهيئة الاتحادية للضرائب الشكل الذي تكون عليه المشروبات المحلاة التي ستُفرض عليها الضريبة الانتقائية@، وهو ما أفضى إلى ارتفاع في أسعار المشروبات ذات محتوى الفاكهة القليل والنكتار بواقع 50%.
ونظراً للتحديات التي لا يزال يواجهها السكر، فأكبر استفادة يمكن أن تحققها جهات التصنيع ستكون عن طريق تغيير تركيبة مشروباتها بحسب احتياجات المستهلكين. وقد تكون فعالية الضرائب المفروضة على السكر عُرضة للتساؤلات، غير أن ما لها من فوائد متوقعة إلى جانب تحول الوعي العام لدى المستهلكين نحو استهلاك منتجات أكثر صحية قد يستمر في دفع المستهلكين نحو المنتجات قليلة السكر أو التي تستخدم بدائل السكر.
كيف يُمكن التعامل مع اللوائح المرتقبة ذات الصلة بالسكر بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؟
عند تقليل السكر، يجب إضافة مكونات أخرى للمحافظة على الطعم والقوام، وفيما يلي استعراض لبعض البدائل الشائعة للسكر:
المحليات الطبيعية
تزامناً مع ميل المستهلكين إلى المنتجات النظيفة ذات المكونات الأقل، أصبحت المكونات ذات الطعم المحلِّي مثل العسل والأجاف أكثر جاذبية. غير أنه وبالرغم من أن استخدام السكريات الطبيعية قد يؤدي إلى تراجع نسبة سكر القصب أو البنجر في المنتجات التي يتناولها المستهلكون، فإن كمية السكر المستخدمة في المنتج قد تظل كما هي. علاوة على ذلك، فإن المحليات الطبيعية قد تؤدي إلى وجود مذاق مر ومعدني يُغير من المذاق المعتاد للمنتجات.
المحليات الصناعية
تتميز المكونات مثل الأسبارتام والسكارين والسكروز بكونها ذات طعم سكري أقوى من السكر مع قلة سعراتها الحرارية، غير أن الكثير من المستهلكين يتخوفون من الأثار الصحية لتلك المحليات الصناعية التي انتشر استخدامها فيما مضى على الرغم من عدم وجود ما يثبت ذلك.
التغلب على التحديات التنظيمية
يرتفع الطلب على المنتجات قليلة السكر في جميع أنحاء العالم تقريباً غير أن التنظيمات التي تحكم مكونات المنتجات تختلف من بلد لأخرى، فعلى سبيل المثال يختلف تعريف "السكريات الطبيعية" بحسب المكان ومثله المعايير التي يمُكن على أساسها أن يُطلق على منتج أنه "قليل السكر" أو "منخفض السكر" أو بدون إضافة سكريات". وعندما يعمل العملاء يداً بيد مع اس اي جي بخصوص مسألة تقليل السكر، فسوف يستطيع فريق اس اي جي مع شركائها مساعدة العملاء على الإلمام بالمعايير الخاصة بمكونات المنتجات ذات الصلة بالأماكن التي يبيعون بها تلك المنتجات والالتزام بها.
كما أننا نعمل في اس اي جي كومبيبلوك مع الشركاء من أجل تحقيق نجاح أكبر في هذه المهمة بحلول تغليف أثبتت مكانتها بين أفضل حلول المنتجات من حيث الحفاظ على البيئة والابتكار وذلك في إطار القيمة التي نقدمها لعملائنا. ويمكننا معاً من خلال التكاتف والتعاون ابتكار حلول بداية من تركيبة المنتجات ووصولاً إلى الابتكارات بها من أجل تلبية طلب العملاء اليوم.