شانون بايبس، مديرة مدرسة "ون وورلد" العالمية، الرياض
تتبنى المملكة العربية السعودية رؤية 2030 المؤثرة التي تلتزم من خلالها المملكة بتوفير فرص تعليمية دولية للطلاب، وبصفتي مديرة مؤسسة ومعلمة، أؤيد هذه الرؤية وأعتقد أن هناك بعض المُمكنات المهمة التي يجب على أولياء الأمور مراعاتها لضمان حصول أطفالهم على تجربة تعليمية عالية الجودة وفعالة.
1) ثقافة المدرسة وقيمها
تمثل الثقافة والقيم جزءًا معقدًا من المدرسة، حيث تمنحنا دلالات واضحة على طبيعة البيئة المدرسية. تؤدي الثقافة والقيم التي تعززها قيادة المدرسة على نحو جيد ويدعمها جميع أصحاب المصلحة في المدرسة إلى تنمية حب التعلم بين الطلاب وتعزيز الرغبة في الذهاب إلى المدرسة يوميًا. تلعب الثقافة المدرسية دورًا حيويًا في تشكيل التجربة التعليمية لطفلك وتعد من العوامل الأساسية المؤثرة في تطوره الشامل. توفر المدرسة التي تهيئ البيئة لنشر ثقافة وقيم مثيرة للإعجاب قنوات اتصال شفافة ومتسقة مع أولياء الأمور وتمنحهم فرصة تقديم تعقيبات متكررة للمتابعة مع المعلمين ومراقبة تقدم أطفالهم.
2) المعلمون والقادة المؤهلون
يبدأ تقييم جودة التدريس باختيار مدرسة لديها قيادة قوية لتحفيز المدرسة ودفعها نحو الأمام. يلعب المعلمون دورًا مهمًا في تحديد المنهج المتبع لتوضيح الكيفية التي ينظر بها الطلاب للتعلم وإمكاناتهم الخاصة. يعمل القادة ذوو الرؤية والمعلمون الخبراء على تمكين بيئة التعلم من خلال ثقافة تعليمية قوية تضمن نمو طفلك على المدى الطويل. يجب أن يكون لدى قادة المدارس توقعات عالية بالنسبة للمعلمين على نحو يتوافق مع رؤيتك لمستقبل طفلك. تأكد من الاستفسار عن مؤهلات المعلمين، فمن الناحية المثالية، يجب أن تكون غالبية أعضاء هيئة التدريس من الحاصلين على درجة البكالوريوس والماجستير. من خلال الفهم واضح لأهداف المدرسة بناءً على التواصل مع فريق التقديم والقبول، يمكنك أن تُصبح أكثر ثقة في اختيار مؤسسة عالية الجودة لتعليم طفلك.
3) المناهج الدراسية الدقيقة والأنشطة اللاصفية المقدمة
بصفتي معلمة، أستطيع أن أؤكد أن التعليم المتوازن على نحو جيد يبقى دائمًا هو الجزء الأكثر أهمية بالنسبة للمدارس. تمثل المدراس -التي تقدم مناهج معدة على نحو جيد والتي تتبع نهجًا تعليميًا شاملًا مع التركيز على التطوير الأكاديمي وكذلك التنمية الاجتماعية/ العاطفية والسلامة البدنية والعقلية- الخيار الصحيح لطفلك. تضمن تلك المدارس تقديم تعليم جيد وفعال من خلال تنشئة الطلاب على أساس تنمية مهاراتهم ومواهبهم. ينبغي أن تقدم المدارس أيضًا تنمية اجتماعية وعاطفية وبدنية قيمة من خلال أنشطة لاصفية مختلفة لمساعدة الطلاب على استكشاف اهتماماتهم ومواهبهم.
4) احتياجات الطفل واهتماماته
يتعلم كل طفل بطريقة مختلفة، حيث ينجح بعض الأطفال في بيئات الفصول الدراسية التقليدية، بينما يفضل آخرون نهجًا عمليًا بدرجة أكبر. ينبغي مراعاة أسلوب تعلم طفلك عند اختيار المدرسة. من خلال اختيار مدرسة تستوعب تفرد طفلك وتميزه، يمكنك بذلك مساعدته على تحقيق إمكاناته الكاملة. من المرجح أن تستوعب المدارس التي تقدر التنوع والإدماج المتطلبات الخاصة لطفلك. يعد اختيار مدرسة تقدم برامج راسخة ومستقرة، بما في ذلك برنامج اللغة الإنجليزية كلغة إضافية، من العوامل بالغة الأهمية في هذا الشأن. بالمثل، إذا كان طفلك يريد تعلم مواد مبتكرة ومتطورة، مثل التصميم والتكنولوجيا في المدرسة، يمكنك اختيار مدرسة تقدم تلك المواد.
5) التركيز على سلامة الطلاب والموظفين ورفاهيتهم
تعد السلامة من المتطلبات المهمة عند اختيار مدرسة لطفلك. تساعد المدارس التي تركز على تطبيق سياسات سلامة واضحة على تعزيز رفاهية الطلاب. من الأنشطة الشائعة في هذه المدارس التجمعات وورش العمل التطبيقية للطلاب والفعاليات العائلية لتعزيز الوعي بشأن مسائل مثل الحياة الصحية وتدريس التكنولوجيا الآمنة واستخدام الإنترنت، وغير ذلك. يمكن للمدارس تهيئة بيئة مواتية توفر الحماية لجميع الأطفال من خلال التركيز على تلك المجالات المهمة. يساعد اختيار مثل هذه المدارس على ضمان سلامة الأطفال ورفاهيتهم في المكان الذي يقضون فيه معظم أوقاتهم.