افتتحتها هيئة الشارقة للمتاحف والأولى من نوعها في الدولة
· تنمي حواس الأطفال وتتيح لهم تنفيذ محاكاة عمل عالم الآثار والتعرف على تاريخ الشارقة
دشنت هيئة الشارقة للمتاحف أول قاعة نموذجية لعلم الآثار التفاعلي في متحف الشارقة للآثار، والأولى من نوعها على مستوى الدولة، بهدف إتاحة الفرصة للأطفال من سن الـ 4 وحتى الـ 12 عاماً للتعرف على آثار الشارقة بطريقة تفاعلية عبر مجموعة من النماذج والتقنيات والأنشطة.
وتهدف الهيئة من خلال التقنيات والنماذج التي توفرها القاعة إلى تنمية حواس الطفل وتحفيز خياله لاختبار قدراته وتوظيفها في فهم أبرز ما توصل له علماء الآثار في الشارقة عن طبيعة حياة الإنسان القديم، منذ العصر الحجري وحتى القرون الميلادية الأولى، وعلاقته بالبيئة المحيطة به.
وتركز أنشطة القاعة على علاقة إنسان الشارقة القديم بالحيوان المستأنس والبري وطرق استفادته من الموارد الطبيعية كالمعادن في صناعة أدواته كالأسلحة وأدوات الصيد وصولاً إلى النقود، كما تسلط الضوء على بدايات الفن عند إنسان الشارقة القديم والمتمثلة في الرسم على الصخور باعتبارها أولى المحاولات لتعلم الإنسان الكتابة.
قالت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف : "يعد علم الآثار الإماراتي على وجه الخصوص موضوعاً شيقاً يثير فضول الأطفال ويشجعهم على الاكتشاف والتساؤل، وتكمن أهميته في زرع رغبة في الأطفال لتعلم ماضي وتاريخ بلادهم وحثهم على تقدير جهود علماء الآثار، وهذا ما سنحققه من خلال قاعتنا التفاعلية الجديدة التي توفر لهم مساحة للّعب والتعلم"
"كما نواصل نحن في هيئة الشارقة للمتاحف طيلة العام تقديم طرق جديدة ومبتكرة للتعلم وإلهام الطفل عن طريق سلسلة من الأنشطة التفاعلية والبرامج مثل حل الألغاز وتجميع القطع معًا لسرد قصص غير مروية عن ماضينا"
وتحفز القاعة الاطفال نحو استخدام طاقاتهم الفكرية والعملية لتنفيذ الأنشطة والاستفادة منها، حيث تستعرض مجسماً لجمل بحجمه الطبيعي ليتعرف "الصغار" على قدرات هذا الحيوان الذي نسج إنسان الشارقة علاقته به منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، كما يمكنهم التعرف على قدرة الجمل على عبور الرمال في شبه الجزيرة العربية، ونقل أهم السلع والبضائع الرائجة آنذاك كالبخور والتوابل والمنتجات العطرية إلى مراكز التجارة في مويلح ومليحة، فضلاً عن الاستفادة من وبره في صنع الخيام والبسط.
وتأخذ القاعة أطفالها إلى ركن الظل لمحاكاة أشكال الحيوانات التي عاشت في الشارقة قديماً باستخدام أيديهم في تشكيلها على مساحة واسعة من جدران القاعة. فيما يوفر نشاط اللمس للطفل تلمس فراء وشعر بعض تلك الحيوانات ومحاولة تخمين اسم الحيوان واكتشاف البيئة التي عاش فيها.
ويتوسط القاعة نموذج مصغر لبيت الثقيبة الكبير الذي اكتشف وسط إمارة الشارقة في منطقة المدام، وهو بيت مبني من اللبن ويعود إلى فترة تقترب من ثلاثة آلاف عام ويجسد تأقلم إنسان الشارقة مع ظروف البيئة الجافة في ذلك الوقت وتحوله إلى حياة الاستقرار وممارسة الزراعة في الأودية والسهول الخصبة.
كما تقدم الشاشات في القاعة عروضاً مرئية لزوارها من الأطفال لاطلاعهم على تعدين النحاس في الشارقة قبل خمسة آلاف عام، وكيف تمكن الإنسان آنذاك من استخدامها في صنع أسلحته وأدوات صيده، وسك عملته المحلية في قرون لاحقة.
ويتعرف المستهدفون في القاعة على أهمية سك النقود في تحويل اقتصاد الشارقة القديم من المقايضة إلى استخدام النقود المعدنية ودورها في تأسيس مرحلة جديدة في الاقتصاد العالمي، الذي شهد استحضاراً للفن والحيوانات من خلال نقش صورة الحصان على العملة المحلية في مليحة في إشارة إلى قيمة هذا الحيوان الكبيرة عند العرب.
كما تأخذ القاعة الأطفال في رحلة ممتعة إلى ركن الصور المتقاطعة الذي يتكون من لوحة كبيرة تتضمن عدداً من صور بعض الحيوانات البرية والمستأنسة، حيث يحاول الطفل إعادة ترتيب الصورة ومحاولة تركيب القطعة الأثرية التي تمثلها على النحو الصحيح في محاكاة لعمل عالم الآثار الذي يعمل على تحليل المقتنيات الأثرية ودراستها، ليتمكن من تكوين صورة واضحة عن طبيعة حياة الإنسان في فترة زمنية معينة.
ويطلق ركن الرسم العنان لمخيلة الطفل متيحاً له فرصة الاستلهام من الرسوم التي تركها إنسان الشارقة على الصخر منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف عام حاملةً الرسائل والحكايات التي حاول ان ينقلها إلى المسافرين أو العابرين أو حتى الرعاة عن أنواع الحيوانات التي كانت تعيش في منطقة خطمة ملاحة بكلباء أو بالقرب منها.